حدود وضوابط لبس المرأة امام محارمها وامام النساء

بسم الله الرحمن الرحيم
============
حدود وضوابط لباس المرأة امام محارمها وامام النساء
=============================

لباس المرأة بين النساء وامام المحارم مما تساهلت به بعض النساء ولا شك ان لهذا التساهل اثاره الخطيرة

عورة المرأة
======

الصحيح ان عورة المرأة مع المرأة كعورة المرأة مع محارمها فيجوز ان تبدى للنساء مواضيع الزينة ومواضيع الوضوء

لمحارمها ولبنات جنسها اما التهتك فى اللباس بحجة ان ذلك امام النساء فليس من دين الله فى شئ وليس بصحيح ان

عورة المرأة مع المرأة كعورة الرجل مع الرجل اى من السرة الى الركبة فهذا الامر ليس عليه اثاره من علم ولا رائحة

من دليل فلم يدل عليه صحيح ولا ضعيف بل دلت نصوص الكتاب والسنة على ما ذكرته اعلاه قال الله عز وجل

ولا يبدين زينتهن الا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيويهن ولا يبدين زينتهن الا لبعولتهن او آبائهن او

آباء بعولتهن او ابنائهن او ابناء بعولتهن او اخوانهن او بنى اخوانهن او بينى اخواتهن او نسائهن او ما ملكت

ايمانهن او التابعين غير اولى الآربة من الرجال او الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ولا يضربن

بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا الى الله جميعا ايها المؤمنون لعلكم تفلحون

صدق الله العظيم سورة النور ايه 31

ووجه الدلالة ان الله ذكر النساء بعد ذكر المحارم وقبل ذكر ملك اليمين فحكم النساء مع النساء حكم ما ذكر قبلهن

وما ذكر بعدهن فى الآية

ولعلك تلحظ ان الله سبحانه وتعالى لم يذكر الاعمام والاخوال فى هذه الاية وليس معنى ذلك انهم ليسوا من المحارم

قال عكرمة والشعبى :لم يذكر العم والخال لانهما ينعتان لابنائهما ولا تضع خمارها عند العم والخال فأما الزوج فأنما

ذلك كله من اجله فتتصنع له بما لا يكون بحضرة غيره وهذه الآية حددت من تظهر لهم الزينة

ولا يبدين زينتهن الا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن

وقال ابن مسعود رضى الله عنه :الزينة زينتان فالظاهرة منها الثياب وما خفى الخلخالات والقرطان والسوارات رواها

بن جريرفى التفسير والحكام وصححه على شرط مسلم والطبرانى فى المعجم الكبير والطحاوى فى مشكل الاثار

قال ابن جرير : ولا يظهرون للناس الذين ليسوا لهن بمحرم زينتهن

اماالزينة المقصودة فى قوله تعالى :ولا يبدين زينتهن الا لبعولتنهن او ابائهن

فهذه بوضحها علماء الاسلام قال البيهقى :والزينة التى تبديها لهؤلاء الناس قرطاها وقلادتها وسواراها فأما خلخالها ومعضدتها

ونحرها وشعرها فلا تبديه الا لزوجها وروينا عن مجاهد انه قال :يعنى به القرطين والسالفة والساعدين والقدمين

وهذا هو الافضل الا تبدى من زينتها الباطنة شيئا لغير زوجها الا ما يظهر منها فى مهنتها

وقوله لهؤلاء الناس اى المذكرين فى الآية من محارم ابتداء بالبعل اى زوج وانتهاء بالطفل الذى لم يظهر على عورات النساء

ثم استثنى الزوج والمعضدة ما يلبس فى العضد

ويؤيد هذا قوله صلى الله عليه وسلم المرأة عورة رواه الترمذى وغيره وهو حديث صحيح فلا يستثنى من ذلك الا ما استثناه الدليل

واما قوله ان عورة المرأة مع المرأة كعورة الرجل مع الرجل فليس عليه اثاره من علم ولا رائحة من دليل ولو كان ضعيفا

اذا فالصحيح ان عورة المرأة مع المرأة ليست كعورة الرجل مع الرجل من السرة الى الركبة وان قال به من قال بل عورة

المرأة مع المرأة اكث من ذلك ويؤثر ذلك ايضا ان الامة على النصف من الحرة فى الحد لقوله تعالى

فأن اتين بفاحشة فعليهن يصف ما على المحصنات من العذاب سورة النساء ايه 25

والامة على النصف فى العورة لما رواه ابو داود من حديث عمروبن شعيب عن ابيه عن جده عن النبى صلى الله عليه وسلم

قال :اذا زوج احدكم خادمة عبده او اجيره فلا ينظر الى ما دون السرة وفوق الركبة

واذا كان ذلك فى الامة التى هى على النصف من الحرة فى الحد والعورة وغيرها فالحرة لا شك انها ضعف الامة فى الحد و

العورة وغيرها من المحارم والنساء قال البيهقى :والصحيح انها لا تبدى لسيدها بعدما زوجها ولا الحرة لذوى محارمها

الا ما يظهر منها فى حال المهنة

وقال شيخ الاسلام ابن تيمية :والحجاب مختص بالحرائر دون الاماء كما كانت سنة المؤمنين فى زمن النبى صلى الله عليه

وسلم وخلفاءه ان الحرة تحتجب والامة تبرز وكان عمر رضى الله عنه اذا رأى امة متخمرة ضربها وقال اتتشبهن بالحرائر

اى لكاع فيظهر من الامة رأسها وبداها ووجهها وكذلك الامة اذا كان بخاف بها الفتنة كان عليها ان ترخى من جلبابها

وتحتجب ووجب غض البصر عنها ومنها وليس فى الكتاب والسنة اباحة النظر الى عامة الاماء ولا ترك احتجابهن وابداء

زينتهن ولكن القرأن لم يأمرهن بما امر الحرائر فاذا كان فى ظهور الامة والنظر اليها فتنة وجب المنع من ذلك كما لو

كانت فى غير ذلك وهكذا الرجل مع الرجال والمرأة مع النساء لو كان فى المرأة فتنة للنساء وفى الرجل فتنة للرجال

لكان الامر بالغض للناظر من بصره متوجها كما يتوجه اليه الامر يحفظ قرحة

وقوله عمر هذا قال عنه الالبانى:هذا ثابت من قوله عمر رضى الله عنه

وهذا الفعل من عمر رضى الله عنه من اقوى الادلة على اختصاص الحرئر بالحجاب - الخمار وهو عطاء الوجة دون الاماء

وان من كشفت وجهها فقد تشبهت بالاماء

قال الشيخ الاسلام ابن تيمية - رحمة الله -بل كانت عادة المؤمنين ان تحتجب منهم الحرئر دون الاماء

وما اعظم ما تفتتن به النساء بعضهن ببعض خاصة الفتيات فى هذا الزمن فيما يسمى بالاعجاب نتيجة التزين والتساهل فى

اللباس ولو كان امام النساء والشرع قد جاء بتحصل المصالح وتكميلها وتقليل المفاسد واعدامها

ومما يدل على انه لا يجوز للمرأة ان تبدى شيئا من جسدها امام النساء الا ما تقدم ذكره من مواضع الزينة ومواضع الوضوء

انكار نساء الصحابة على من كن يدخلن الحمامات العامة للاغتسال وكان ذلك فى اوساط النساء

وقد دخلت نسوة من اهل الشام على عائشة رضى الله عنها فقالت فلعلكن من الكورة التى تدخل نساؤها الحمامات ؟ قلن

نعم قالت اما انى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من امرأة تخلع ثيابها فى غير بيتها الا هتكت ما بينهما

وبين الله تعالى

ولذا كان عمر رضى الله عنه يكتب الى الافاق لا تدخلن امرأة مسلمة الحمام الا من سقم وعلموا نساؤكم سورة النور

ولذا لما قدم المنذر بن الزبير من العراق فأرسل الى اسماء بنت ابى بكر بكسوة من ثياب رقاق عتاق بعدما كف بصرها

قال :فلمستها بيدها ثم قالت :اف ! ردوا عليه كسوته قال : فشق ذلك عليه وقال :يا امة انه لا يشف قالت :انها ان لم

تشف فانها تصف فاشترى لها ثيابا مروية فقبلتها

وبناء عليه فيمنع من لبس الضيق والشفاف حتى فى اوساط النساء وعند المحارم والله اعلم

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]