الممثل العربي الرائد يوسف وهبي قضى ايامه الاخيرة وحيدا!!!

تكشف الكاتبة العربية المصرية الدكتورة لوتس عبد الكريم في كتاب لها عن " يوسف وهبي- السيرة لاخرى لاسطورة المسرح"، عن ان وهبي قضى ايامه الاخيرة وحيدا تقريبا ودون ان يطرق بابه احد، باستثناء الاوفياء من اصدقائه وهم من القلة القليلة من الزخم الذي عاشه طوال عمره المديد. الكتاب صدر في شباط الماضي ضمن سلسلة الكتب الشهرية الثقافية" كتاب اخبار اليوم"، التي تصدرها مؤسسة "اخبار اليوم" في العاصمة المصرية القاهرة، وهو الثالث الذي يصدر لمؤلفته ضمن هذه السلسة اللافتة، علما ان سابقيه هما:" الملكة فريدة وانا" و" مصطفى محمود وسؤال الوجود". تقول مؤلفة هذا الكتاب ان ما تضمنه من مواد عن رائد المسرح العربي يوسف وهبي، كتب قبل نحو العشرين عاما، غير ان الظروف لم تسمح بنشره في حينها، مشيرة ان بعضه نشر في مجلة كانت اسستها ورئست تحريرها هي مجلة" الشموع". الكتاب مهدى الى "ماما سعيدة- زوجة الفنان الراحل يوسف وهبي.. حتى فترته الاخيرة في الحياة.
تكمن اهمية هذا الكتاب في ان مؤلفته تقدم فيه شهادة حية جاءت نتيجة معايشة حية للفنان الراحل، ابتدات ايام كانت فتاة صغيرة معجبة بعميد المسرح العربي المصري، وتوجت بزيارة له في شيخوخته تاسست عليها مودة بقيت قائمة يزداد اوارها يوما اثر يوم حتى اليوم الاخير للفنان الرائد في دنيانا.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

..نور منتديات العرب.. يوسف وهبي

الفنان يوسف وهبي من مواليد مدينة الفيوم ويرجح ان يكون تاريخ ولادته هو الرابع عشر من يوليو تموز عام 1898، والده كان يعمل مفتشا للري، كانت نشاته في واحد من بيوت علية القوم. شغف بالفن لاول مرة في حياته عندما شاهد مسرحية " عطيل" باداء فرقة الفنان اللبناني سليم قرداحي، وذلك حين عرضتها الفرقة في سوهاج. بدا هوايته بالقاء المنولوجات واداء التمثيليات في النادي الاهلي والمدرسة. مارس المصارعة فترة من عمره.. في بداياته تحديدا، سافر الى ايطاليا بعد الحرب العالمية الاولى باغراء من صديقه القديم" محمد كريم، في ايطاليا تتلمذ على يد الممثل الايطالي كيانتوني- احد كبار المسرح الايطالي، عاد الى بلاده عام 1921 بعد وفاة والده. كون فرقة رمسيس بالتعاون مع عدد من فناني فترته. قدم المئات من المسرحيات والافلام السينمائية. من اهم مسرحياته: الموت المدني، راسبوتين، ابن الفلاح، بنت مدارس، اولاد الشوارع، ناكر ونكير، وبيومي افندي. من اهم افلامه: بنت ذوات، جوهرة، سيف الجلاد، ابن الحداد، غرام وانتقام، سفير جهنم، وملاك الرحمة.
حصل على العديد من الجوائز، وكان اول مسلم يحصل على منحة بابا الفاتيكان وسام " الدفاع عن الحقوق الكاثوليكية". توفي وحيدا تقريبا في 17- اكتوبر من عام 1982.
ورث يوسف وهبي عن والده كما تقول المؤلفة في كتابها، ميراثا طائلا من الاراضي والاموال انفقها جميعها على فنه الذي احبه واخلص له، وقدم وهبي 302 من المسرحيات، العالمية واخرج 185 مسرحية والف 60 مسرحية، ابرزها: راسبوتين، ابن الفلاح، بنت المدارس، اولاد الشوارع وبيومي افندي، اما في السينما فقد قدم سبعين فيلما منها: سفير جهنم، اشاعة حب، ملاك الرحمة، ابن الحداد، بنت الذوات، وسيف الجلاد، وهو كما تقول مؤلفة الكتاب لم يكن ممثلا عبقريا وحسب بل كان مخرجا ومؤلفا ومنتجا وصاحب فرقة مسرحية ومديرها.
تقول مؤلفة الكتاب ان يوسف وهبي عانى في سنواته الاخيرة كثيرا من جحود ونكران الجميل من تلاميذه وزملائه فلم يكن واحد منهم يسال عنه او يزوره، باسثناء قلة قليلة ابرزها الفنان المممثل عمر الحريري، وكان اكثر الاوفياء لهذا الفنان العظيم تلميذته الفنانة البارزة امينة رزق، وبلغ وفاؤها ذروته حينما وقفت في عيد الوفاء للمسرح المصري عام 1991 محتجة على تجاهل ذلك اليوم لاسم يوسف وهبي ومشيرة انه اسس للمسرح العربي ووجب الاحتفاء بذكراه، فما كان من وزير الثقافة المصري الا ان قدم اعتذاره.
تذهب المؤلفة في وصفها لبداية نهاية يوسف وهبي قائلة ان هذه النهاية ابتدات بتداعي الخواطر والتاثر بامور لا يد لنا فيها، وتفصل ما تقوله على النحو التالي: جلس الفنان العظيم يوسف وهبي يقرا كتابا، ووردت في الكتاب قصة شاب سقط اثناء دخوله الحمام وتهشمت جمجمته، وبعد قليل ترك وهبي الكتاب وقام ليلحق بميعاد كان ارتبط به.. واثناء اسراعه سقط من على سلم منزله، فكسر مفصل ساقه وفشلت عملية المسمار البلاتيني التي اجريت له في مصر واصيب بالشلل، فسافر الى لندن لاستكمال علاجه وكان ذلك عام 1962. في الفترة التالية ابتعد وهبي عن المسرح تقريبا ولازمه المرض الالم والعذاب طويلا، ثم هجر المجتمع والناس تدريجيا، حتى تدهورت صحته واصابه الاكتئاب الشديد في اواخر ايامه، ثم اصيب باختناق في الحلق ووافته المنية في مستشفى المقاولين، وكانت تلك الخاتمة لواحد من عظماء مصر. ورحل وهبي عن 84 عاما، وكان اعذب ما قيل فيه بعد رحيله هو ما قاله الفنان المطرب موسيقار الاجيال محمد عبد الوهاب وهو:" لكل مخلوق نهاية او مدى بيفوت، اما اللي زيك يا وهبي مستحيل يموت".

يسلموووووووووو يعطيك العافية