الاخبار غمز ولمز وتعريض بالطوائف وسيبويه غنائي لشرح دحّ هيفاء

الاخبار غمز ولمز وتعريض بالطوائف وسيبويه غنائي لشرح دحّ هيفاء

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

ينعم لبنان بحرية التعبير ويعيش نقمة هذه الحرية في آن. وما حصل قبل أسبوع في الشارع اثر برنامج (بس مات وطن) خير دليل علي نقمة هذه الحرية. واذا كان (بس مات وطن) قد فجر الموقف فهذا لا يعني أن الحكاية هي ابنة ساعتها. بل هناك تاريخ طويل من الشحن علي مختلف المستويات تقوم به كل محطة تلفزيونية بمفردها. تلك المحطات التي يعلم جميعنا أنها قُسمت علي الطوائف بالمساواة في منتصف التسعينيات، تقوم حالياً بدورها الذي لأجله قامت، ألا وهو الشحن الطائفي والمذهبي. فمساحة النشرات الاخبارية في تلك المحطات لم تعد مساحة للتحليل خاصة في المقدمة، بل باتت بياناً سياسياً منه نفهم ونستوعب أمر اليوم. هذا عدا ما يتخلل النشرة من غمز ولمز وحركات بالوجه أو العينين أو غيرهما يقوم بها المذيع أو المذيعة عندما يكون بصدد قراءة خبر للخصم اللدود لتلك المحطة.
قد تختلف الآراء حيال صحة تناول السيد حسن نصرالله بالانتقاد تماما كغيره من السياسيين في البرامج الهزلية. لكنهم مهما اختلفوا سيبقون للسيد نصرالله علي تمايزه عن الآخرين للكثير من الأسباب. انما لن يكون كذلك موقف خصومه اللدودين في السياسة، والذين أخذوا علي عاتقهم مهمة كسر كل حاجز يميز المقاومة عن غيرها من حالات الصراع السياسي ـ الطائفي في لبنان، وهم أعلنوا موقفهم القائل بمحو ورفض المقامات. لكن من دون شك من الصعب علي الجمهور العريض التفريط بشخطة قلم بمن هو رمز المقاومة وما يتبعها من رموز انسانية ووطنية.
سوء استعمال مساحة الحرية في لبنان وصل الي حده الأقصي، وبات ضرورياً أن يعمل الاعلام ليكون له ميثاق شرف يعلي فيه مصالح الوطن علي مصالح الطوائف والمذاهب.
ہ في الذكري الأولي لرحيل الصحافي والكاتب سمير قصير توقفت أكثر من محطة لبنانية عند المناسبة، في استعادة ومحاولة لتسليط الضوء علي شخصية كانت غنية رغم قصر سنواتها.
تشابهت قناتا المستقبل ونيو تي في من حيث المادة التي تم اعدادها لذكري سمير قصير. عودة الي بداياته الطموحة لاسيما في عشرينات عمره ورحيله الي باريس، واستعادات حزينة من خلال الأهل أب وأم وبنات، وزوجة، وطبعاً الأصدقاء في الجامعة ومهنة المتاعب. في تلك اللقاءات كانت مزايا الانسان هي النقطة المحورية. استفاض الأهل المثكولون بسرد حياة رجل علي جانب كبير من الديناميكية الانسانية والمهنية والسياسية.
كانت محطة تذكر وتكريم وألم، وهي أيضاً محطة تساؤل الي متي ستبقي الكلمات تقتل صاحبها؟ أليس من الأفضل أن يكون حوار الكلمة بمثلها؟ لماذا لا نترك الحروف تتقاتل؟ فهي من دون شك ستكون مبدعة. في حين أن حوار النار والموت يؤدي الي مزيد من الموت.

التزامات مهنية!

ليك الواوا فيديو كليب تم بثه حصرياً علي قناة ميلودي بعد مقابلة طويلة مع صاحبة الأغنية هيفاء وهبي. وحظي سعيد جداً لأني شاهدته في اطلاقه الأول، بعد أن كانت الأخبار قد سبقت الفيديو للترويج، أو لجعل الناس ينتظرونه بفارغ الصبر.
صوبت هيفاء أسلحتها هذه المرة علي قاموس الأطفال من كلمات وتعابير. عجنت براءة الأطفال بنوايا الكبار التي لها مقاصدها وأبعادها في الحب والاغراء. تدلعت وتغنجت حتي الثمالة وهي تردد ليك الواوا . فهل بات صعباً أن يفهم الحبيب شكوي حبيبته الا بلغة طفل؟
وحتي هذه اللغة لم تكن معروفة من قبل المذيع المصري الذي كان يسأل هيفاء دون أن يظهر علي الشاشة. فهي علي سبيل المثال اضطرت لأن تشرح له كلمة دح أي جديد. وكأن الأغنية بكاملها مقطوفة من صميم قلب لغة سيبويه.
نعود الي موضوع الفيديو كليب لنقول أولاً أنه في كافة مراحله كان الطفل مقحماً ضمن السيناريو. فحتي وان كانت هيفاء مربية تعتني بأحد الأطفال، فهي من دون شك سيكون لها يوم اجازة تلتقي فيه حبيبها. في حين أنها في الفيديو كليب التقت حبيبها في مطعم ومعها الطفل الذي كابده النعاس رغم أن ساعة المربية الحنونة أشارت الي ما بعد التاسعة ليلاً بقليل. إذن الطفل كان دخيلاً وكذلك رضاعة حليبه وحفاضه والبوشار والشكولا. حتي الحبيب بحد ذاته يعتبر دخيلاً، اذ كان ممكناً تأجيل اللقاء به ليوم آخر تكون فيه المربية بحل من التزاماتها المهنية للطفل.
وما يحسب لهيفاء في هذا الفيديو كليب الجديد أنها كانت مقلة جدا جدا في اظهار أحاسيسها، ولم تستعمل سحر عينيها، أو غيرهما مما تختزنه من سحر. وربما يكون هذا الموقف احتراماً للطفل وللمسؤولية الملقاة علي عاتقها. رغم أن تلك المسؤولية تحتم أن لا تخرجه ليلاً من المنزل في فيديو كليب جديد.

تطور انتحاري

هل سمعتم بظاهرة انتحار الفلاحين في الهند؟ ربما لم ينقل من قبل وكالة أنباء عالمية خبر من هذا النوع، أو هي نقلته من دون أن يلقي منا الانتباه. قناة العربية سلطت الضوء علي هذه القضية في برنامج مهمة خاصة . ومن خلال البرنامج هذا تعرفنا الي الاقطاع الجديد المتنامي في الهند وهو اقطاع المصارف التي تسلب الأراضي مقابل الديون.
اذن انتحار الفلاحين في ولاية البنجاب ناتج عن الديون التي تكبلهم بالفوائد، ونتيجة خوفهم من مافيا سلب الأراضي فيهربون الي الموت. فاذا بهذه العلاقة الروحانية التي تجمع الفلاح بأرضه تؤدي به الي الموت لحظة يشعر بأنه سوف يخسرها. ومرارة القدر أن هذا الفلاح ينتحر بشرب المبيدات الزراعية التي اشتراها بدوره وتراكمت ديناً عليه.
الفلاحون الذين فقدوا في العقد الماضي 10010 من زملائهم في ولاية البنجاب، يسجلون في العقد الأول من الألفية الثالثة انتحار حوالي 800 سنوياً. وهؤلاء الفلاحين يعتبرون ضحايا متعددي الوجوه. فهم ضحايا اهمال الدولة التي لا تحميهم ولا تحمي حياتهم وعائلاتهم. وضحايا المصارف والمرابين. كما أنهم ضحايا للعولمة التي بدأت تدوس وهي في طريقها للانتشار علي البشر لتسلبهم حياتهم.
في الاعلام أخبار كثيرة عن تطور كبير يصيب الهند، لكن ما نفع هذا التطور اذا كان يعود بالفائدة للقلة القليلة. ما نفع هذا التطور والفلاحون ينتحرون بفعل قوانين رأس المال الظالم ويتركون وراءهم أيتاماً وأرامل؟
كان تحقيقا كامل الشروط أطلعتنا قناة العربية من خلاله علي ما يدور في الجهة الثانية من العالم.