اليوم الحزين

إن اليوم بالنسبة كالطائر الأسود الكئيب الحزين
الذي وللأسف لا يجلب سوى الهم والنكد
وبكل بذاءة يبحث عن الفرح والسعادة والأمل
فينقض عليهم ويلتهمهم بسرعة
وبعد ذلك يغطي العالم بجناحيه
ليحجب النور ويجعله سواداً مثل لونه ونفسه
إني حقاً لا أبالغ فالأيام تمر ولا تختلف
ليس لها طعم ولونها رمادي باهت
ولكن اليوم اختلف عن الأيام التي مرت وفاتت
فهو أسود كسواد الليل بل هو أشد سواداً منه مرتين
وإن كنت أعلم بأنه سيمر وينقضي
ولكنه طويل كحرب أزلية لن تنتهي
وثقيل بحيث لا أستطيع أنا تحمله
أنظر إلى الساعة في معصم يدي بين الحين والأخر
أتمنى أن أتحايل على الزمن
فحاولت تحريك عقاربه لكنها ثابتة كالجبال لا تتحرك
وقاسية كالحجر لا تلين مع محاولاتي المستعصية لتحريكه
حتى استسلمت ويئست
فأخذت قلماً بين أصابع يدي وأنا أشعر برجفة تهز كياني
وبدأت أسطر هذه الكلمات لعل بعض الدجى لذي أعيش فيه ينقشع ولو قليلاً
أشعر في داخلي بأحاسيس كثيرة هذه الأحاسيس لا أعرف كنهها
ولكنها تريد أن تخرج من قفصها
إلى هذا العالم لتحلق في السماء وتعانقها
ثم تطير مع الطيور تغرد وترقص
وتريد أن تكسر كل القيود والسلاسل والحواجز
التي فرضها الناس والمجتمع لتعيش حرة