دحلان يرفض طلب إذن حماس للمشاركة بتشييع جثمان والدته في غزة

دحلان يرفض طلب إذن حماس للمشاركة بتشييع جثمان والدته في غزة


دحلان يستقبل المعزين بوفاة والدته برفقة الرئيس الفلسطيني

غزة – الرأي نيوز: وضع عضو اللجنة المركزية لحركة فتح والقيادي البارز في الحركة محمد دحلان حدا للجدل الذي أثير طوال يوم أمس حول إمكانية عودته إلى قطاع غزة للمشاركة في تشييع جثمان والدته التي وافتها المنية، من عدمه، وقرر البقاء في مدينة رام الله وفتح بيت عزاء فيها، ليزيل عن كاهل حركة حماس والحكومة المقالة في غزة عبئا كبيرا كان من الممكن أن يتسبب به الرجل المثير للجدل في حال عاد إلى مسقط رأسه. وقال المتحدث باسم حركة فتح فايز أبو عيطة أن دحلان اضطر لفتح بيت عزاء في رام الله "لأن حماس لم ترحب بقدومه إلى غزة، ودعته لتقديم طلب رسمي للجهات المختصة للنظر في إمكانية السماح له بدخول القطاع، وهو ما يرفضه دحلان بشكل قاطع باعتباره عضو في المجلس التشريعي ومواطن فلسطيني وغزة ولا ينتظر الإذن من أحد لدخول غزة". ونفى أبو عيطة أن يكون دحلان اتصل بمسؤولين في حركة حماس طالبا منهم دخول غزة، ومضى يقول "كنا نأمل أن تعلن حماس ترحيبها بقدوم النائب دحلان إلى غزة، كما فعلت الأردن عندما رحبت بقدوم خالد مشعل بعد وفاة والده، ومشعل لم يطلب زيارة الأردن للمشاركة في دفن والده، وإنما هي بادرت بالترحيب". وكانت وزارة الداخلية بالحكومة المقالة قالت في بيان إن دحلان قدم طلبا رسميا بهذا الخصوص. ولم يوضح البيان هل تقدم دحلان بنفسه بالطلب أم لا، وشدد البيان على أن السماح لدحلان بدخول غزة يأتي "تأكيدا على مسؤولية الحكومة وقيمها الأخلاقية والوطنية". وفي وقت سابق قال الناطق باسم وزارة الداخلية إيهاب الغصين إن الحكومة في غزة على استعداد لدراسة طلب رسمي يقدمه دحلان لدخول غزة، وأضاف أن "الحكومة لا تمنع أحدا من دخول القطاع"، كما قال إن الحكومة ستدرس الطلب بجدية باعتبار الأمر "ظرفا إنسانيا"، مع ما قد تتضمنه الزيارة من "توفير حماية وتنسيق لازم". وكانت الحاجة سرية والدة النائب محمد دحلان قد توفيت مساء أول من أمس عن عمر يناهز ثمانين عاما، بعد أيام قليلة من عودتها من رحلة علاج في الضفة الغربية، وذكرت مصادر في العائلة أن الحاجة سرية حسين دحلان توفيت صراع طويل مع مرض " الفشل الكلوي". وبينت أن الفقيدة عادت قبل عشرة أيام من رحلة علاج قضتها في مدينة رام الله بالقرب من نجلها النائب محمد دحلان، وشارك عصر أمس الآلاف من سكان حل الأمل غرب مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة في تشييع الفقيدة وسط إجراءات أمنية مشددة من الحكومة المقالة خشية حدوث أي صدامات في ظل الشعبية الكبيرة التي يتمتع بها محمد دحلان في تلك المنطقة. وعشية الإعلان عن احتمال عودة دحلان لقطاع غزة، ذكرت صحيفة الرسالة المقربة من حركة حماس إن "عائلات الشهداء الذي قضوا خلال الاشتباكات الدامية التي وقعت بين فتح وحماس قبل نحو ثلاث سنوات، ستعمل على استصدار مذكرة اعتقال بحقه وتقديمه للمحاكمة باعتباره المسؤول عن حوادث القتل التي وقعت" بحسب زعم الصحيفة. ونقلت الصحيفة عن "أهالي الشهداء" قولهم إن دحلان هو المسؤول عن ارتكاب جرائم وقتل العشرات من الأبرياء على يد مجموعات الموت وبأوامر مباشرة منه وعن سبق إصرار وترصد، وشددوا على أنهم سيبقون الأوفياء لدماء الشهداء وسيلاحقون القتلة وعلى رأسهم دحلان حتى القصاص، وفق قولهم. وكان دحلان غادر قطاع غزة قبل الحسم العسكري الذي نفذته حركة حماس في صيف العام 2007, حيث تعده الحركة المسؤول الفعلي عما سمته حالة الانفلات التي كانت تسود القطاع في ذلك الوقت، بينما يتمتع الرجل بقاعدة شعبية كبيرة بين أنصار حركة فتح في غزة اكتسبها من مواقفه المضادة لحماس ومن حرصه على جذب فئة الشباب إلى جانبه عبر توفير وظائف ودعم مالي لهم إبان سيطرة فتح على مجريات الأمور في القطاع.