هل سيتجنب المغاربة الصلاة في المساجد بعد كارثة الصومعة؟

هل سيتجنب المغاربة الصلاة في المساجد بعد كارثة الصومعة؟
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

ضحايا حادثة الصومعة يحملون في النعوش إلى مثواهم الأخير

الرباط - الرأي نيوز: دأبوا على أداء الصلاة جماعة كل يوم جمعة، في مسجد طالما افتخروا بعراقته، ومصارعته السنوات الطويلة من أجل البقاء في دروب أحيائهم الضيقة، ليتحولوا بين ليلة وضحاها إلى ضحايا الصومعة في نظر الحكومة، وضحايا إهمال وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الوصية على المساجد في نظر أقاربهم الأحياء. رب ضارة نافعة، هذا هو حال ضحايا مسجد باب بردعاين بمدينة مكناس، فمقتل حوالي 40 مصليا، وإصابة 80 جريحا، مع قابلية الحصيلة للارتفاع، زعزع الحكومة، وأثار الانتباه إلى خطر كامن تحت الصومعة يحصد الأرواح بعيدا عن هاجس التطرف الديني، ودفع بملك البلاد إلى إصدار تعليماته بإحداث لجان محلية بمختلف عمالات وأقاليم المملكة، مكونة من ممثلي السلطات المحلية ووزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية ومهندسين وخبراء لافتحاص بنايات المساجد العتيقة والمرافق التابعة لها، أما الحكومة، فقد فضل وزيرها الأول عباس الفاسي نهج سياسة الصوت العالي عوض التضامن مع الضحايا وأهاليهم المكلومين، وسارع إلى كيل الاتهامات لحزب الأصالة والمعاصرة، والتهديد برفع قضية ضد وكالة المغرب العربي للأنباء بعيدا عن معمعة السياسيين وحلبة الدولة، يتخبط جمهور المصلين في المساجد بين تفضيل الصلاة في منازلهم والتنازل عن ثواب صلاة الجمعة في المسجد، وبين المخاطرة بأرواحهم والموت شهداء الصوامع. الرأي نيوز، وقفت على هذه التخوفات التي أهملت في التغطية الإعلامية لكارثة الصومعة، حيث أكد ثمانية أشخاص من بين عشرة قامت الرأي نيوز باستجوابهم تخوفهم من الصلاة في المساجد العتيقة، وأفصحت نفس الفئة المستجوبة عن قرارها في عدم الصلاة ثانية في أي من المساجد العتيقة، في حين ذكر ستة أولياء أمور أن شركاءهم، سواء الزوج أو الزوجة، طلبوا منهم أداء الصلاة في المنزل بدلا من المسجد، وفضلت النساء الخمس المستجوبات الصلاة في منازلهن، في حين أظهر اثنين من بين العشرة عدم المبالاة بجودة بناء المسجد، تسليم أمرهم للقدر، واعتبار الموت في المسجد من قبيل الاستشهاد. كارثة الصومعة، لا يجب أن تفتح باب التخوف والاستباق إلى الوقاية في مجال المساجد العتيقة فقط، بل أيضا على مستوى المدن التقليدية التي يرجع تاريخ بنائها إلى قرون مضت، وتعرف كثافة سكانية كبيرة، وتشهد إقبالا سياحيا كبيرا، مما ينذر بكارثة أعظم في حال ترك المسئولون أمر التصرف قبل فوات الأوان للقدر، فهل ستتعظ حكومة عباس الفاسي؟