هل يتحول المغرب إلى "شيلي" أو "هايتي" أخرى؟

هل يتحول المغرب إلى "شيلي" أو "هايتي" أخرى؟


جانب من زلزال الحسيمة-شمال المغرب-سنة 2004

الرباط – خاص: اليوم ضرب زلزال قوي جمهورية الشيلي ولم تنفض هايتي رفيقتها في المأساة رائحة الموت بعد من شوارعها، وفي مثل هذا اليوم يحيي المغاربة ذكرى واحد وخمسين سنة مضت على زلزال أكادير-جنوب المغرب- والذي خلف عشرات الآلاف بين قتلى وجرحى ومشردين، نهضت بعدها مدينة جديدة تستقطب سياح العالم، لتسقط منذ ست سنوات مرت مدينة الحسيمة-شمال المغرب- ضحية زلزال قوي آخر أخذ روح ألف شخص إلى العالم الآخر، ولم تكد تلملم جراحها من زلزال سبقه بعشر سنوات خلت. زلزال الشيلي الذي تصادف مع ذكرى زلزال أكادير، ذكر المغاربة بما لا يريدون تذكره، فالهزات الأرضية زارت مختلف مناطق البلاد أكثر من سبع مرات منذ مطلع السنة الجديدة، والحديث عن ارتفاع احتمال تعرض المغرب لزلازل قوي بدأ يكثر على لسان خبراء ومختصين، وتساؤلات كثيرة تتناقلها الألسنة، هل يتحول المغرب إلى "شيلي وهايتي ثانية"؟ "الرأي نيوز" استقصت رأي "عبد الملك عسلي"، خبير في رصد الزلازل، فصرح قائلا: "كل شيء جائز، وهذا ما نلحظه من ثورة للطبيعة في كثير من بلدان العالم إما على شكل زلازل أو غيرها، وفيما يخص المغرب فموقعه الجغرافي يتواجد ضمن مجال التقاء الوحدات البنيوية الكبرى والصفائح المتحركة، يجعل الخطر المرتبط بالحركات الزلزالية، وما تخلفه على مستوى المنشآت البشرية، أمرا واقعا لا محالة". هل يستسلم المغاربة لقضاء الزلازل؟ تتساءل الرأي نيوز فيرد السيد الخبير قائلا: "ربما يكون الأمر كذلك في قرون مضت، حين كانت القدرة على رصد الزلازل قبل وقوعها غائبة، وحين كانت مواد البناء غير قادرة على التصدر لضربات الزلزال، أما اليوم فالدولة بكل مكوناتها مطالبة بتطوير ثقافة الوقاية وليس انتظار الواقعة، كما أن الفاعلين في المجتمع المدني مسؤولون بدورهم عن حماية المواطن المغربي عبر تعميم سبل التعامل مع الخطر، ولنا في اليابان خير نموذج". ويختم السيد عسلي حديثه إلى الرأي نيوز بقوله: "الزلازل وغيرها من مظاهر غضب الطبيعة واقعة لا محالة، ولا يوجد بعد إجراء للتنبؤ بتاريخ دقيق لوقوعها، هذا لا يعني الاستسلام للأمر الواقع، لأن حل قانون البناء المضاد للزلازل حل واقعي، ويجب الأخذ به وتعميمه حتى يتم تفادي الكثير من الخسائر البشرية والمادية، خاصة وأن الزلازل التي تضرب المغرب تصيب بشكل كبير مناطق حضرية تشهد كثافة سكانية قوية، مما يعني خسائر أكبر، والحل في الوقاية".