الكوريوغراف العالمية ماريا لا ريبوت: "أمر سهل أن تعمل عاريا على الخشبة"..

الكوريوغراف العالمية ماريا لا ريبوت: "أمر سهل أن تعمل عاريا على الخشبة"..




بيروت – مازن معروف: ضمن الاضاءات التي تقوم بها الرأي نيوز في بيروت، وتتناول الكوريوغراف العالميين المشاركين هذه السنة في مهرجان الرقص الدولي "بايبود"، إلتقينا بالمصممة العالمية ماريا لاريبوت، والتي تشارك لأول مرة في مهرجان يقام في الشرق الاوسط، كما تعتبر هذه الزيارة الأولى التي تقوم بها للعاصمة اللبنانية. ولدت ماريا لا ريبوت في مدريد عام 1962، وعرفت فيما بعد ككوريوغراف غالبا ما تتعاطى مع الجسد بوصفه كتلة اولية، تُقدَّم عارية تماما على المسرح، غير أنها لم تكن بداية قد توصلت إلى هذه الزاوية لقراءة الجسم البشري وحركته متخففا من كل الأثقال الإيديولوجية والمادية (الثياب والبهرجة والوسائل التزيينية والموضة). تقول لاريبوت "قمت بإضافة (لا La) قبل شهرتي ريبوت، كنوع من المزحة في البداية. إن هذا أمر مشاع في إسبانيا، يضيف الناس (لا) قبل الإسم للدلالة على شخص بالقرب منك. وهي في نفس الوقت، طريقة لمناداة الآخر". عرفت لاريبوت، ببحثها في انعكاس الجسد كصدمة على المجتمع ككل، لذلك آثرت بعد فترة من اشتغالها بالكوريوغرافيا، أن تتخلى عن جسدها، كملكية خاصة بها، وأن توثقه تدريجيا في عالم حركي، معنوي، قيمي، وغير شكلي أو صوري مادي. كان على جسدها أن يتجاوز حقيقته، وجوده كمؤثر جنسي، وذلك لم يكن سهلا، حتى في أوروبا. اصبح المشاهد لعروضها مجبرا على التعاطي مع جسد لاريبوت بوصفه مدخلا للتعاطي الخاص وجسده هو. نجحت المرأة الكوريوغراف بإخراج نفسها، وكينونتها المادية، إلى خانة أكثر تجريدا، أكثر بعدا، لا تتفق فقط مع التصنيف الجندري لتؤكد على هويتها، بل لتتجاوز هذا التصنيف بوصفها أنثى، نحو الجسماني البحت، الفني غير البيولوجي. تقول "في أحد الأيام، أدركت ان هناك شيئا منقوصا في أعمالي، هناك ثمة ما أحتاج إليه، أفتقده، هناك ما يدفعني للتساؤل والبحث عما يجب إضافته، او الانطلاق منه إلى الجمهور. أوقفت بعدذاك الفرقة كليا عن العمل، لم نعد نقدم عروضا، وكنت في المقابل مشغولة بالبحث عن تلك الفاصلة المفقودة في أعمالي. كان علي إيجاد لغة جديدة، مغايرة، مختلفة عن مرحلتي السابقة. ولا اخفي أن مسألة إضافتي لـ "لا" قبل إسمي، دفعتني باتجاه اكثر استقلالية، صرت وحدي إذن، وبدأت العمل على تطويع جسدي كمفردة واحدة. عملت منذ ذلك الحين، وبصمت، على التمرن مع جسدي، عاريا. ان تكون عاريا امر سهل، هو شيء لنقل أن الفنان يستطيع العمل عليه، بشرط أن يكون مدركا بالقدر الأقل، لإمكانية وهوية جسده ومفاتيحه. جسدي هو جزء من المواد التي أعمل عليها، هو جزء من الأجساد الكثيرة العارية التي اعمل عليها في مؤلفاتي. إنه كأداة، كآلة ناطقة، إنه كشيء عنصر من عناصر الكوريوغرافيا وسينوغرافيا العمل". عاشت لاريبوت في لندن بين عامي 1997 و2004، وقامت هناك بعرض صولوهات عديدة. ما منحها صفة "المشروعية المتميزة" الأمر الذي رشحت بسببه لجائزة بول هاملين للفنون التشكيلية عام 1998. غير أن العري، وإن كان يشكل عامل الجذب الأبرز، بالنسبة للمشاهدين والنقاد، لما يحمله من خطورة حين العمل عليه، إلا أنه يشكل مسرحا خاصا للغات اخرى تتحرك فيه، كالفكاهة والغرابة، ما يرسم الحدود البعيدة لتحرك هذا الجسد بالمقابل. إنها علاقة براغماتية وجريئة ما بين الجسد والأساليب السردية التي تحيط به، ما يمايز هذه الكوريوغراف عن سواها في أوروبا والعالم. ماريا لا ريبوت، كما وصفها احد النقاد على أنها "تفكر من خلال جسدها"، تقول بأنها مهتمة بالحديث عن العرض أكثر من تمثيله او تقديمه على المسرح، وهي بذلك تعزل مساحات الجسد عن المسرح كمكان/ فضاء، عن التمثيل كأسلوب. في أعمالها، تتعرض رؤاها الخاصة للمكاشفة والمساءلة، ما يأتي كنوع من التحدي الذاتي والموضوعي الذي تفرضه على نفسها امام الجمهور، من خلال اعتبار الجسد نفسه كنقطة انطلاق، غير معزولة عن الفضاء المسرحي/ الكوريوغرافي، الصورة والحركة. منذ انتقالها إلى جنيف عام 2004 ، درست في الـ"هيد" (HEAD) (كلية هوت للفنون والتصميم)، ما دفعها قدما لمواصلة التنقيب عبر وسائل مختلفة وجديدة. عن سؤالها، تعريف ماريا لاريبوت نفسها ككوريوغراف وفرقتها للجمهور اللبناني، تقول "فرقتي الآن عبارة عن مجموعة من الفنانين تضم دلفين روساي (ممثلة، والمؤسسة لـ"ألاكران"، والراقصة في (MCH)، بالإضافة إلى كونها فنانة بصرية وكوريوغراف)، كليف جنكينز (موسيقي، موسيقي - ذري)، سيلفي رودريغز (مخرجة ومحررة أفلام فيديو)، لوك بيتر (مخرج). عملوا معي جميعهم في "لامامي مارياكي"، وشارك البعض منهم كذلك في عملي "لافينغ هول". كما أن لهم اعمالهم الخاصة. أعرّف عن نفسي ككوريوغراف أنجز تصميمات راقصة للمسرح، ومعارض الفن التشكيلي إضافة إلى صالات عرض الفيديو. وبين هذه المساحات الثلاث، بقيت منهمكة في تطوير كمية كبيرة من الأعمال منذ عام 1985. لقد وضعت نفسي في عالم الرقص والفن الحي، لأنني أعتبر أن ذلك هو خلفيتي الثقافية الأساسية وشغفي الأساسي أيضا. درست الباليه، وتخرجت كراقصة، قبل أن أتجه إلى الرقص الحديث والمعاصر لاحقا. اهتمامي بالفن المعاصر يلقي بظلاله على معظم مؤلفاتي في الكوريوغراف". وعن المفاهيم التي تحفزها للبحث في أطر الحركة والكوريوغرافيا في الجسد، والمؤثرات الأخرى التي قد تستعمل في أعمالها، تجيب "يفتح مشروعي الأسئلة على الرقص المعاصر، إنها طريقة للتفكير بالجسد وتبيان علاقته بالفنون البصرية والسينما. أولى اهتماماتي في هذا المجال حضور هذا الجسد وأن يكون حيا كذلك. الرقص واحد من وسائل كثيرة لتغذية اهتماماتي. الرقص كان أول ما تعلمته، وأول ما أحببته". <TABLE id=bigTab style="WIDTH: 100%"> <TR> <td style="TEXT-ALIGN: justify"><TABLE id=tblImage2 cellSpacing=5 cellPadding=5 width=100 align=left> <TR> <td></TD></TR> <TR> <td align=middle></TD></TR></TABLE> ستقدم لاريبوت في بيروت عرضا بعنوان "لا مامي مارياكي"، وسيتضمن وسائل بصرية وتعبيرية خاصة، تختصرها لاريبوت بالقول " في لامامي مارياكي، طورت فيديو في نظام يزاوج ما بين الرقص والمادة البصرية للحديث عن الحركة. في العروض الحية، أو في تجهيز الفيديو، أحاول أن اعقّد هذه العلاقة ما بين الرقص والفن البصري، ومن ثم اعيد رسم الأسئلة حول النظام الذي يجمعهما. إبتكارات الكوريوغرافيا في "لامامي مارياكي"، والفيلم وعناصر التجهيز الأخرى، كلها مرتبطة بالكامل بنقطة البداية أو نقطة انطلاق العمل. لقد أنجزت كل هذه العناصر لتعمل في وقت واحد. في الفيلم، يتغير مستوى الإدراك للمقاييس المستخدمة بشكل متواصل، إذ يتم بناؤها وتكوينها على مرأى من المشاهدين. كل شيء سيكون مؤطرا منذ البداية، قبل أن يعاد تأطيره خلال العمل، أو حتى تحريره من أي إطار ممكن، وهذه العملية المتذبذبة ستستمر إلى أن نوضع في النهاية، أمام الإطار النهائي على الخشبة، الإطار الخالي من جميع عناصر الديكور".</TD></TR></TABLE>

» الكوريوغراف اللبناني غي نادر.. "الجسد مفطور على لغته الخاصة"
» المنتديات تحتفل بـ"نوال" عروس 2010" ومصر "بطلة إفريقيا"
» شذى حسون لـ"نور منتديات العرب": كليب "وعد العرقوب" رسالة انسانية بمضامين مختلفة
» "كلمني شكرا" يثير ضجة و"الوحش" يدعي على عبد الرزاق بسبب قمصان النوم
» عملاق الانترنت "غوغل" يكشف عن نموذجه من الهواتف الذكية "نيكسوس وان"