صحفي يفضح جرائم إسرائيل برواية مصورة
مح
كتاب جديد صدر لـ جو ساكو بعنوان "هوامش في غزة" عن "ميتروبوليتان بوك" باللغة الإنجليزية وهو من نوع "الكوميكس" أو القصص المصورة، ويعد جو ساكو من أبرز كتاب القصص المصورة، قدم قبل ذلك اثنين من أفضل كتبه وهو "فلسطين" والذي تناول فيه حياة سكان الضفة الغربية وقطاع غزة عام 1990 مع العودة إلى عام 1948، وبداية الانتفاضة الأولى، وحرب الخليج الأولى، والكتاب الثاني هو"المنطقة الآمنة غورازده" ويصف فيه تجربته في البوسنة في الفترة ما بين 1994 – 1995، وقد فاز كتاب"فلسطين" بجائزة الكتاب الأمريكي، بينما حصل كتابه "المنطقة الآمنة غورازده" بجائزة إيزنر لأفضل رواية مصورة .
تأتي "هوامش في غزة" وفقاً لما ورد بصحيفة "الجارديان" البريطانية كأول رواية طويلة لمؤلفها تمتد لفترة ست سنوات، ويعود فيها مرة أخرى لفلسطين، ويبرر ساكو عودته مرة أخرى للكتابة عن فلسطين قائلاً انه شعر برغبة شديدة في الكتابة عن غزة والأحداث الجارية في المنطقة والتي تركت لديه شعورا انفعاليا، لذلك في عام 2001 سافر هو وصحفي يدعى كريس هيدجز لإعداد مادة للنشر في مجلة "هاربر" وكانت الفكرة أنهم سيذهبون إلى مدينة واحدة للتركيز على تاريخها، واقترح ساكو مدينة "خان يونس" وفي الحقيقة دفعه لاختيارها كتاب قرأه في الماضي للمفكر الشهير نعوم تشومسكي بعنوان "المثلث المهلك" عن إحدى الحوادث التي وقعت أثناء أزمة السويس عام 1956 حيث قتل عدد كبير من اللاجئين الفلسطينيين على يد الجنود الإسرائيليين.
ويقول ساكو : بحثنا في هذا الموضوع وقد أكد أهل المدينة القصة وظننا أن هذا شيء مهم بالنسبة لتاريخ المدينة، ولكن عندما تم نشر الموضوع تم حذف الجزء الخاص بـ "خان يونس"مما زاد انفعالي.
عاد ساكو ثانية في عام 2003 ليجد نفسه مهتما بأحداث أخرى وقعت في نفس الفترة وبالتحديد في نوفمبر 1956 في مدينة مجاورة وهي "رفح"، وقد لقي عشرات المواطنين من المدنيين الفلسطينيين حتفهم بعد أن تلقوا أعيرة نارية من بنادق إسرائيلية، أثناء قيام الأخيرة بفحص وتفتيش الرجال في رفح أملاً في العثور على مقاومين أو من تعتبرهم " إرهابيين " ، وحاول الصحفي أن يجري لقاءات مع الناجين من هذه المذبحة ، وكان عددهم قليل للأسف .
ينقسم الكتاب إلى جزأين : الأول قصير يشمل تحقيقات في عمليات القتل التي وقعت في "خان يونس"، أما القسم الثاني فهو مخصص للأحداث التي وقعت بمدينة "رفح".
نرى من خلال رسومات ساكو مئات من الرجال يجلسون عام 1956تحت حراسة مشددة دون طعام أو ماء وأيديهم أعلى رؤوسهم، ويصبح بإمكان القارئ البحث أو النظر في الفظائع التي ارتكبت هناك أكثر من أي وقت مضى.
قدم المؤلف أولى قصصه المصورة باللغة المالطية ، وقد ولد هناك عام 1960 ثم سافرت أسرته لأمريكا وهو لا يزال صبيا ، وكانت قصة رومانسية بعنوان "الحب الحقيقي"، ثم قام بتأسيس مجلة مصورة ساخرة عرفت باسم "بورتلاند فري برس" ولكن لم تحقق النجاح، فعمل ككاتب أخبار بـ "كوميكس جورنال"، وقدم العديد من القصص المصورة بعد ذلك ، ومنذ التسعينات زاد اهتمامه بالشرق الأوسط وأحداث العنف فيه وأسفرت أبحاثه عن كتابه المصور "فلسطين" والذي صدر أولاً على شكل تسع حلقات من القصص المصورة في الفترة ما بين 1993 - 2001 قبل أن تصدر الطبعة الكاملة منه والذي كتب مقدمتها الكاتب والناقد الفلسطيني إدوارد سعيد وقال فيها أنه باستثناء واحد أو اثنين من الروائيين والشعراء لا أحد قدم هذا الوضع المزري أفضل من جو ساكو.
كما سافر ساكو إلى كل من سراييفو وغورازده في نهاية حرب البوسنة، ونشر عدد من القصص من بينها "فيكسر قصة من سراييفو" وأورد تقارير من العراق وانغوشيا في الصحف والمجلات.
كتاب "المنطقة الآمنة في غورازده" حول سراييفو حصل على زمالة غوغنهايم، ورشح للفوز بجائزة بوليترز، كما فاز عام 2001 بجائزة إيزنر لأفضل رواية من نوع الكوميكس، وقد تمكن ساكو من تمويل أعماله من منحة غوغنهايم.
"لورا" ترى النور
مؤخراً تمكنت رواية "الأصل من لورا" الغير مكتملة للروائي الروسي الكبير فلاديمير نابوكوف من أن ترى النور بعد أكثر من ثلاثين عاماً من الجدل حولها، فصدرت مؤخراً عن "بنجوين " للنشر، هذا الكتاب ما كان له أن يصدر لو نفذ فيه ما أرداه كاتبه، فوفقاً لصحيفة "الجارديان" البريطانية قبل وفاته عام 1977 أوصى نابوكوف زوجته فيرا بتدمير الرواية التي لا يزال يكتب بها وهي رواية "الأصل من لورا" إذا لم يحيا حتى ينتهي من كتابتها، وظلت زوجته طوال حياتها تماطل في هذا حتى وفاتها عام 1991، لتنتقل مسئولية هذه الرواية الغير مكتملة لابنهم ديمتري، والذي ظل لسنوات طويلة متردد قبل أن يتخذ قراره ضد رغبة والده بنشر الرواية على مسئوليته نظراً لقيمتها الأدبية الكبيرة بالإضافة لكونها أخر ما كتب نابوكوف.
فلاديمير نابوكوف هو روائي روسي ولد عام 1899 بسانت بطرسبرغ وتوفي في الثاني من يوليو 1977، كتب أعماله الأولى باللغة الروسية وبعد أن حققت شهرة عالمية بدا في الكتابة بالإنجليزية، تميزت أعماله بالتعقيد، من أشهر رواياته "دعوة إلى قطع الرأس"، و"حياة سيبستيان نايت الحقيقية"، "لوليتا"، و"بنين" و"الحريق الشاحب" وغيرها.
يذكر أن رواية نابوكوف الشهيرة لوليتا كانت ستلقى المصير ذاته الذي أراده الكاتب لروايته "الأصل من لورا" ولكن زوجته فيرا أنقذتها.
وجهك غداً
جاء الجزء الثالث من رواية "وجهك غداً" للكاتب الأسباني الكبير خافيير مارياس كعمل متمم للجزأين السابقين وترجم من الأسبانية بواسطة "مارجريت جول كوستا"، بحسب تقرير منشور بصحيفة "الديلي تليغراف" . يتحدث الكتاب عن الحرب الأهلية في أسبانيا، وعن فظاعة الحرب العالمية الثانية ثم الحرب الباردة وسقوط جدار برلين، بطل الرواية هو "جاكويس ديزا" وهو مغترب أسباني كان يعمل لحساب أحد الفروع السرية لشركة تعمل لصالح أجهزة المخابرات البريطانية في مبنى بدون اسم، في البداية عمل ديزا كمترجم، لكنه سرعان ما تحول للعمل الحقيقي للفريق والذي يتطلب ملاحظة وتحليل وجوه الأشخاص وسلوكياتهم وذلك لتخمين ووضع الإحتمالات الخاصة لسلوكهم المتوقع في المستقبل، وذلك تحت قيادة رجل مخابرات سري يدعى "توبرا".
يأتي الجزء الثالث من رواية خافير "وجهك غداً – السم والظل والوداع" ليستكمل الأحداث التي وقعت في الجزء الثاني من الرواية، وقد اعتبر النقاد هذا العمل لمارياس هو الأكثر أهمية حيث يبدع المؤلف في أسلوبه.
خافيير مارياس هو روائي أسباني ولد عام 1951 بمدريد في أسرة أدبية، حصل على أول راتب له وهو في العشرين من عمره بعد قيامه بترجمة نص دراكولا للأسبانية لعمه مخرج الأفلام جويس فرانكو، وتحظى حالياً أعمال خافيير بالكثير من الشهرة وترجمت لحوالي أربعة وثلاثين لغة، ويوزع منها خمسة ملايين نسخة في أربعين دولة حول العالم، وعلى مدار حياته قدم خافيير حوالي ثمانية وعشرون رواية تجمع بين السهولة والتعقيد، من رواياته نذكر "اذكريني غداً في ساحة المعركة"، "قلب ناصع البياض"، "كلها أرواح"، وثلاثيته "وجهك غداً"، "الرجل العاطفي"، وله عمود ثابت في صحيفة "البايس".
وقد حصل مارياس على العديد من الجوائز منها "إمباك دبلن" وهي واحدة من أهم الجوائز الأدبية عن رواياته "قلب ناصع البياض".