قصص من الشات

هو فتى إعتاد الدخول للشات فعندما تدخل في اي وقت تراه موجود وكأن الشات هو بيته
استرعى انتباهي فأنا أغيب عن الشات ايام وادخل ولكن في اوقات مختلفة وفي كل مرة ارى صاحبنا فقررت ان احادثه وطلبته على الخاص ولبا طلبي وبدأنا نتعارف كعادة بروتوكول الشات ولفت نظري الصورة التى اختارها ليظهر بها وتعبر عنه وقلت سابدأ حديثى معه من هنا عن سبب اختياره لهذه الصورة0
وبالفعل قلت له لما تختار هذه الصورة وهي كئيبة جدا فهى لفتى يرتدى قبعة تخفي نص وجهه وهي تعبر عن شخص حزين يريد ان يتوارى بعيدا عن الناس لا يستطيع التواصل معهم وليس له طائل بمواجهة الصعاب0
فضحك وقال لي هو ما قلتى فانا فعلا هكذا حزين وهل هناك شيء بالدنيا يفرح
كيف افرح فانا شاب في الثالثة والعشرين من عمري واعيش بمخيم للاجئين
وما ادراكى ما هي عيشة المخيمات قلت له اعرفها فضحك وقال لي تعرفينها من التليفزيون من الاخبار ولكن لم تعيشيها لم تجربيها- احسست بجرح عميق فهؤلاء الناس هم جزء من مجتمعنا العربي قد فرض عليهم الاستعمار الصهيونى حياتهم وعيشتهم بالمخيمات غريب هو امر مجتمعنا العربي مليء بالمنتناقضات نرى فيه شعوبا تعانى تخمة الرفاهية والبزخ ونرى فيه على النقيض تماما شعوبا تتضور جوعا تعانى الفقر والمرض والبطالة ونرى شعوبا تنعم بالسلم والاستقرار وشعوبا تعانى الاحتلال ااااااااااااه
فلنعد لقصتنا فبطلنا من النوع الاخير من الشعوب التى قدر عليها ان تعيش في ظل الاحتلال الصهيونى وفي مخيم للاجئين
فهو كما قلت لكم يفتقد الثقة بنفسه وبالمستقبل وليس لديه اي طموح كل طموحه ان يعيش ما تبقى له من عمره بصحة جيدة ويتزوج وينجب كي يزيد عدد اللاجئين بالمخيمات
فسالته عن اسرته فقال اسرة عادية بسيطة مطحونة الاب يعمل بحرفة ببيته وعنده اربعة من الابناء وبطلنا ( عمار) هو اكبرهم سألته وما صنعتك انت قال لا اعمل سوى اشهر بسيطة بالسنة سالته اين تعمل وما هي حرفتك قال اعمل بالمعمار عند الصهاينة
فقلت له تذهب للصهاينة تبنى لهم وتعمر بيوتهم قال لي وايش فيها هم يجزلون لي العطاء فاليوم عندهم يساوى شهر بمدينتى وسألنى او ليس هذا افضل؟
فقلت له افضل من حيث المادة ولكن من حيث المبدأ صعب ان تعمر بيوت من شردوكم
فضحك ضحكة طويلة جدا وقال لي سيبها على الله 0
وسالته بماذا تحلم اتحلم بان يتحرر بلدك وتستردون ارضكم ودياركم قال لي نعم
ان شاء الله بيصير هيك- فقلت له كيف بمعجزة سماوية هل تتوقع ان يرسل الله ملائكة تفعل هذا ونحن نقف مكتوفي الايدى
ام ستتحرر بايدينا نحن ابناء هذا البلد الجريح المسلوب
فلم يستطع الرد وسكت فطلبت منه اجابة على سؤالي -فقال لا اعرف كيف ولكن الله بيحلها ان شاء الله0
هل رأيتم معى هذا النموذج من شبابنا الضائع الذي يعيش اسوأ ظروفه فهو ضحية الاحتلال وضحية غياب القدوة والمثل العربي ليس لديه ثقة باي رمز او مثل مثلهم عنده مثل قوات الاحتلال لا فرق بينهم وهو يعيش على أمل ان يبعث ناس اشراف يستطيعون ان يتسلموا زمام الامور من جديد فبوجهة نظره ان كل الموجودين ليسوا كذلك0
ترى هل تؤيدونه في رأيه؟
هل غاب فعلا في مجتمعنا العربي الرمز هل غابت صورة القائد البطل الذي تلتف حوله الشعوب وتوحد صفوفها تحت لوائه0
ترى هل سيظل حال شعوبنا العربية هكذا بهذا التفكك ؟