مغرم ليالى [ نور مجتهد ]
عدد الرسائل : 934 نقاط : 15044 تاريخ التسجيل : 09/02/2010
| موضوع: الثقافة الجنسية في مناهج التعليم المصرية الأربعاء 17 فبراير 2010 - 10:20 | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
أكدت ندوة قاهرية أن التربية الجنسية تمثل محورا مهما من محاور حياة الإنسان، وهي مرتبطة بالنمو النفسي والجسدي والعقلي بدءا من الطفولة إلى المراهقة والبلوغ والشباب ومختلف مراحل العمر، ومن الطبيعي أن نهتم بالثقافة الجنسية وتدريسها، لأن أطفال اليوم هم شباب الغد والمستقبل. وأجمع الحضور - في ندوة تحت مسمى «الثقافة الجنسية في مناهج التعليم»... والتي أقميت في جامعة القاهرة - على أن الثقافة الجنسية جزء من ثقافة المجتمع الكلية، لأنها تعكس نظرة هذا المجتمع للإنسان وللجسد الإنساني، ولابد أن تأخذ الأولوية من اهتمام المجتمع. أستاذ علم الاجتماع - بجامعة عين شمس الدكتورة سامية الساعاتي قالت: إن التربية الجنسية تمثل محورا مهما من محاور حياة الإنسان، وخاصة أنها مرتبطة بالنمو النفسي والجسمي، بدءا من الطفولة إلى المراهقة والبلوغ والشباب ومختلف مراحل العمر. وأضافت: من الطبيعي أن نهتم بالثقافة الجنسية وتدريسها لأن أطفال اليوم هم شباب الغد، وسوف يصبحون بعد فترة آباء وأمهات وسوف يكونون أُسرا، ولابد لهذه الأسر أن تعي المفاهيم والمعلومات والقيم المتضمنة في العلاقات الجنسية القانونية السليمة، وكذلك المعلومات المتعلقة بالأمراض الجنسية التي لابد للفرد أن يتجنبها حفاظا على صحته وعلى حياته، وحفاظا على استقراره العائلي. وكشفت الدكتورة الساعاتي عن أن هناك قدرا من الناس أو نسبة كبيرة في الوطن العربي، يعتبرون الثقافة الجنسية جوهرة الوطن العربي، وأنها قبلة الأنظار في الثقافة، وأنها تقود حركة التغير الاجتماعي والفكري. هذا اضافة إلى أن هناك العديد يعتبرون أن الجنس عيب وحرام الكلام عنه، فهو محرم تماما وأن الحديث عنه أو فكرة تدريس مناهج الثقافة الجنسية، هو تجاوز للخطوط الحمراء. وقالت رغم ما ذكرته - هناك نسبة لا يستهان بها متنورة ترى أن الكلام في الجنس أو الثقافة الجنسية بشكل علمي وراق وبشكل هدفه التنوير وليس الإسفاف، وأنا من أنصار التربية الجنسية من أجل التنوير ومن أجل الرقي. وذكرت الدكتورة سامية الساعاتي أن الثقافة الجنسية لا تغير فكر الإنسان، وإنما ترتقي بسلوكه الإنساني، فالإنسان الذي يفهم دوافعه الجنسية، سيفهم نفسه وسيفهم الآخر وسيتمكن من التعامل مع نفسه ومع الآخر، ولابد أن نتعرف على أجسامنا وحقائق الجنس بشكل علمي أو معرفة علمية، ووظائف أعضائنا البيولوجية، ولابد من معرفة وظائف الأعضاء، كل هذا نحن جهلاء به جهلا مطلقا. وأكدت أنه لابد أن تدرَّس الثقافة الجنسية بطريقة تدريجية وعلمية حسب الفئة العمرية، فالطالب في الابتدائي غير الطالب في الإعدادي غير الثانوي وهكذا، ولابد أن يكون الفرد الذي يدرِّس هذه المناهج ملتزما وعلى علم وخُلق ويستخدم الألفاظ الراقية. وقالت: يعتقد البعض أن الثقافة الجنسية تتعارض مع الدين أو أنها تشجع الإباحية والانفلات الأخلاقي، وهذا بالطبع غير صحيح، فالفقه الإسلامي تناول القضايا الجنسية بصراحة ووضوح وبشكل أخلاقي وتربوي، فهل يعد هذا الاعتقاد نوعا من الجهل بحقيقة الدين الإسلامي ومفهومه عن الجنس؟. ولقد تناول القرآن الكريم والسُّنة النبوية الشريفة الكلام في التربية الجنسية، إلا أن الكلام فيه ورد ورودا قليلا، ولقد أشار القرآن الكريم إلى الزواج على اعتبار أنه سكن في قوله تعالى «وَمِنْ آيَاتهِ أَنْ خَلقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُم أَزْوَاجَاً لِتَسْكُنُوا إِليهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَوَدَّةً وَرَحْمَة إِنَّ فِي ذَلكَ لآيَاتٍ لِقَومٍ يَتَفَكَّرُون»... ولعل هذه المعاني تشير إلى البعد النفسي والعاطفي للعلاقة الزوجية بجانب العلاقة الجنسية الحميمة. أما الرسول «صلى الله عليه وسلم» وهو المعلم الأول في التربية الجنسية في الإسلام، فمن الأحاديث الشريفة التي تناولت هذا الموضوع ما معناه: «لا يقع أحدكم على زوجته كما تقع البهيمة، فليجعل رسولا بينهما، قالوا: وما الرسول يا رسول الله؟... قال: القبلة والكلام». معنى ذلك أن الرسول كان يتحدث في صميم التربية الجنسية، وهو بذلك يسبق عالم النفس الشهير «فرويد»، حين تحدث عما يسمى (Forplay) وهو التمهيد للقاء الحميم، وهو القبلة والكلام، لكن هناك رجالا لا يعرفون ذلك بسبب جهلهم وهذا منهيٌّ عنه. فالرسول قال: «ما أكرمهن إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم» صدق رسول الله «صلى الله عليه وسلم». وأكد الأستاذ بكلية الإعلام - جامعة القاهرة، الدكتور صفوت العالم أهمية تداول الثقافة الجنسية بشكل عام، سواء في الإعلام أو مناهج التعليم، لما لها من أهمية عند طرحها لكي يعي كل شاب صغير مكونات جسمه وأهمية كل عضو وخصائصه ووظائفه، لكي يرتقي بأدائه الحياتي في المستقبل. أيضا هذا الأمر يفيد في إمكانية عدم تأجيج الجنس أو الغريزة الجنسية نتيجة المضامين الإعلامية أو الدعائية التي نراها تقدم سواء في الأفلام أو في الفيديو كليب، وقد يفيد أيضا في تجنب بعض العادات والسلوكيات السلبية والضارة بالأعضاء نتيجة عدد غير قليل من الممارسات الخاطئة التي يتصور البعض أنها تهدئ من الإثارة الجنسية. وشدد على أنه لابد من التهيئة النفسية للطلبة، فالقضية ليست قضية ما يثار في حصة الثقافة الجنسية فحسب، بل لابد من تضفير مضمون المناهج الدراسية بما يدعم الثقافة الجنسية، فإذا كانت حصة الأحياء لها علاقة مباشرة بهذا الموضوع، فلا مانع من كتابة بعض موضوعات التعبير بما يقترب من هذا المجال. أما الأستاذ بكلية الإعلام - جامعة القاهرة الدكتورة ثريا البدوي فقد شددت على أهمية طرح هذه الثقافة في المناهج الدراسية، لأن الطلبة يحصلون على هذه المعلومات من مصادر متعددة، سواء أكانت مباشرة عن طريق أصدقائهم، وقد تكون معلومات خاطئة، وبطريقة غير مباشرة من وسائل الإعلام الجماهيرية أو الوسائل الإلكترونية وعلى رأسها الإنترنت. وقالت: لابد من طرح الثقافة الجنسية في المناهج التعليمية وأن تكون من خلال ارتباطها بالمعتقدات الدينية والقيم الثقافية في المجتمع، فمنهج الثقافة الجنسية لا يمكن طرحه كما هو دون وضعه في إطار ديني وثقافي يتلاءم مع مجتمعنا الشرقي. ويرى استشاري أمراض الباطنة الدكتور محمود جاد أن الثقافة الجنسية لا تعني دراسة الجهاز التناسلي للذكر أو الأنثى فحسب، بل دراسة آداب هذه العملية. وقال: العلاقة الجنسية في الشريعة الإسلامية لها آداب، هذه الآداب تتسق مع المنهج العلمي... فالرسول «صلى الله عليه وسلم» عندما سُئل عن العلاقة الجنسية بين الزوجين ذكر فيما معناه «وجوب القبلة والمداعبة ثم العلاقة». وأضاف الدكتور جاد: ثبت ذلك علميا، فاستجابة المرأة الجنسية أقل من استجابة الرجل الجنسية، لذلك كان لابد من مداعبة الرجل لزوجته لتصل لقمة الإثارة الجنسية بسرعة... فالثقافة الجنسية لدى الشباب تحميهم من الزواج العرفي أو مطالعة الكتب المجهولة الهوية أو مشاهدة القنوات الفاضحة. وعن أحدث دراسة طبية نُشرت لأهمية الإشباع الجنسي في مجلة طبية بريطانية حول علاقة الإشباع الجنسي والصحة العامة للرجل قال: أثبتت الدراسة أن عدم تحقيق الإشباع الجنسي يؤدي إلى زيادة معدل الوفيات إلى الضعف تقريبا وضعف حاسة الشم وزيادة معدلات الإصابة بأمراض القلب وزيادة احتمال الإصابة بالأزمات القلبية إلى الضعف. عميد كلية الحقوق - جامعة حلوان الدكتور محمد الشحات الجندي قال: إن تدريس الثقافة الجنسية للبنين والبنات هو من الأمور الجائزة متى كان القصد منها تحصيل العلم الصحيح للاستفادة به في الأمور الطبية والحياتية، على اعتبار أنه من قبيل العلم النافع أو قبيل الضروريات التي ينبغي على فريق من المسلمين أن يتعرفوا عليها، وتقتضي طبيعة عملهم ممارسة مثل هذه الشؤون التي تحتاج إلى الثقافة الجنسية. وأضاف: ان المتطلبات العلمية تقتضي العلم بالتكوين الفسيولوجي التشريحي الذي يتميز بخصوصيات يختلف فيها الرجل عن المرأة ويكون ذلك من قبيل تخصص بعض أفراد الأمة لعلم يحتاج إليه بعض أفراد المسلمين المتخصصين في هذا العلم، بدلا من قصر ممارسته على غير المسلمين الذين قد تفرض الحاجة الاستعانة بهم لممارسة هذه الأعمال التي قد تخدش حياء المسلمين والمسلمات، الأمر الذي ينبغي معه التصدي إلى معرفة هذا العلم طائفة من المسلمين. استنادا لقول الله تعالى: «فَلولا نَفَرَ مِنْ كُل فِرقة مِنهُم طَائِفة لِيَتَفقَّهُوا في الدين وَليُنذِروا قَومَهُم إذا رجَعُوا إليْهِم لَعَلهُم يَحْذَرُون»... ومن ذلك نعلم أن تعلم الثقافة الجنسية جائز ومباح شرعا، بل إنه يكون ضروريا وواجبا في بعض الأحيان. وترى عميدة كلية الدراسات الإسلامية والعربية - بجامعة الأزهر الدكتورة سعاد صالح، ضرورة تدريس الثقافة الجنسية، لكن من خلال المنظور الإسلامي وبشرط أن يقوم بتدريسها أساتذة تربويون وشرعيون. كما ترى أهمية تغيير اسم المادة إلى «الثقافة الأسرية»، على أن يتم تدريسها من بداية سن المراهقة بالمرحلة الإعدادية وتمتد إلى الثانوية ثم إلى المرحلة الجامعية. وتؤكد أهمية وجود برامج لتوعية الآباء والأمهات مثل الأبناء، على أن يقوم بتدريس «الكورس» أساتذة متخصصون حتى يستطيعوا أن يقوموا بدورهم نحو أبنائهم على أكمل وجه، لأن هذا الموضوع ليس مقصورا على الأبناء فحسب. وأكدت أيضا أهمية تثقيف المراهقين والمراهقات بالممارسات المتعلقة بتلك الغريزة الجنسية تحت مسمى «الصحة التناسلية» أو «الصحة الجنسية»، واعتبارها حقوقا إنسانية عامة غير مقصورة على المتزوجين زواجا شرعيا، أو المتعة الجنسية المأمولة والقائمة على التراضي باعتبارها حقا للجميع، حقا للإنسان يقتضيه الجسد ولا تضبطه حدود الله. أما أستاذ علم النفس - جامعة بنها الدكتور سيد أبواليزيد فأوضح أنه تناول في رسالته للدكتوراه موضوع الاضطرابات الجنسية والنفسية، وهو ليس مع وكذلك ليس ضد تدريس الثقافة الجنسية. وأضاف: إذا أردنا تدريسها، فيجب أن يكون هذا بحساب ما هي المعلومات التي يجب أن يعرفها الدارس وما الذي يجب منعه، لأن هذه المعرفة في بعض الأحيان تكون ضارة على الثقافة الجنسية وتأتي بنتيجة عكسية وكثيرا ما يكون الجهل بها نعمة، لأنها من الممكن أن تأخذه إلى أمور هو في غنى عنها، لذلك يجب تدريسها بعناية شديدة جدا. من جهته أكد خبير علم الاجتماع الدكتور أحمد المجدوب أن تدريس الثقافة الجنسية يجب أن توضع له شروط ومواصفات، وألا يكون في مراحل التعليم الأولية، والأفضل أن يكون في الثانوي والجامعة. حيث لا يدرك هذا إلا البالغون الذين ظهرت عندهم الحاجة إلى الجنس، فأنت تُبصِّره بطبيعة هذه العلاقة وأهدافها وضوابطها لكي تجنبه الوقوع في أخطاء يترتب عليها إصابته بأضرار، ولن يكون تدريس الثقافة الجنسية بالشكل الذي يتصوره الناس بالخروج عن الأخلاق والدين والأعراف. كما أكدت عضو المجلس القومي للمرأة الدكتورة زينب رضوان أهمية تدريس الثقافة الجنسية بطريقة علمية يضعها المتخصصون حتى نجني ثمارها الإيجابية، ويجب أن تتدرج الدراسة من المرحلة الإعدادية بمستوى بسيط ومعلومات عامة تزداد في المرحلة الثانوية وكذلك في الجامعة مثل تدريس العلوم الأخرى كالفيزياء والأحياء وغيرها، بداية بالمبادئ العامة ثم التفاصيل في المراحل الأكثر عمقا. وأضافت: إن هناك شيئا آخر يتعلق بهذا، هو لابد من تأهيل أساتذة متخصصين بصورة علمية حتى تصل المعلومة بشكل سليم، فيجب تدريس عملية التكاثر للأطفال الصغار في العلوم الطبيعية والأحياء من خلال حدوث هذه العملية في الحيوانات والطيور والنباتات على أن يتم هذا بطريقة علمية. وأوضح أستاذ التربية - بجامعة عين شمس الدكتور أنور الشرقاوي أن مسألة تدريس الثقافة الجنسية لها شقان، أحدهما: جانب إيجابي حيث إن الجهل ببعض الأمور يدفع الإنسان للبحث عن كل ما هو غامض ومغلف بالستر من قبل الآباء والمدرسين لاعتقادهم أن فتح الكلام في هذا الموضوع سيفتح الطريق أمام الممارسات الجنسية. ويؤكد أنه لا مانع من إحاطة الشباب في مرحلة المراهقة بهذا الموضوع بعيدا عن الممارسة غير السليمة والأضرار التي تحدث عنه، لذلك يجب أن نتحدث عنه بشكل علمي. وأوضح أستاذ علم النفس - جامعة عين شمس الدكتورة أمينة كاظم أن الثقافة الجنسية طوال عمرها تُدرَّس بطريقة غير مباشرة في علوم الأحياء وغير مباشرة للتكاثر في النبات والديدان والحيوان. وقالت: أنا أوافق على تدريس الثقافة الجنسية إذا تمت بطريقة راقية، وأقول «لا» إذا كانت الطريقة فجة، وأنا لا أعرف من الذي يقوم بتدريسها، لكن الأفضل أن تكون في دروس الدين، ونحن أخذنا هذه الثقافة من البيوت، لكن مع الأسف أننا نعاني الآن من أمية الثقافة العامة وأمية الدين حتى أصبح هناك جهل في طبقة المثقفين. وقال أستاذ علم الاجتماع - جامعة عين شمس الدكتور علي ليلة: بالطبع تدريس الثقافة الجنسية نوع جديد من التخريب في أخلاق الأمة، وبدلا من تدريس الثقافة الجنسية نقوم بتدريس الثقافة الدينية بشكل عام وصحيح أو تدريس ثقافة القضاء على فساد المجتمع. ولا شك أن تدريس الثقافة الجنسية سوف يجرنا إلى قيم وعادات المجتمعات الغربية، وبهذا الشكل نكون قد استبدلنا ثقافة مجتمعاتنا بثقافة منحرفة. أستاذ علم الاجتماع - بجامعة حلوان الدكتور محمد أنور محروس أكد من جهته أن برنامج حقوق الإنسان أوصى بتدريس الثقافة الجنسية، ولكن ليس بنفس التسمية، لكن هناك شيئا اسمه «أدبيات الثقافة الجنسية»، والذي يقوم بتدريسها تكون عنده ثقافة دينية خالصة وثقافة موسوعية وحُسن تعامل مع الله في تربية النشء، ومن دون ذلك لا يكون هناك فرق بينها وبين البرامج الإباحية في الـ «دش». | |
|