الملف المغلق: هكذا إغتال الموسـاد عماد مغنيه في دمشق

الملف المغلق: هكذا إغتال الموسـاد عماد مغنيه في دمشق




تحقيق: يوناتان ويفار - يديعوت أحرونوت على الرغم من الإهتمام الكبير بقضية إغتيال محمود المبحوح، غير أن صحيفة (إندبندينت) البريطانية إهتمت بنشر فصل من كتاب (جواسيس جدعون: تاريخ الحرب السريه للموساد)، والذي كشف فيه مؤلفه الصحفي والباحث جوردون توماس، تفاصيل إغتيال قائد عمليات حزب الله عماد مغنيه، قبل عامين في دمشق. الكتاب يتناول في أحد فصوله تسلسل الأحداث التي قادت في النهايه لإغتيال عماد مغنيه المسئول العسكري في حزب الله، والذي قتل بتفجير سيارة مفخخة في الثاني عشر من فبراير 2008 في العاصمة السورية دمشق، ويؤكد أن الموساد الإسرائيلي كان يطارد مغنيه ويرصد تحركاته وأي طرف خيط يقود إليه، على إعتبار أنه المطلوب رقم 2 في العالم، بعد أسامه بن لادن، زعيم تنظيم القاعده، ويشير إلى أنه في الكثير من الأحيان كانت تظهر بارقة ضوء تشير إلى مكانه، ولكنه كان يختفي فجأه بشكل مثير للدهشه. الولايات المتحدة الأمريكية نفسها رصدت مكافأة قيمتها 25 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات عنه، لضلوعه في مقتل أكثر من 400 شخص، بالإضافة إلى وقوفه وراء العديد من الإعتداءات ضد إسرائيل، وضرب السفارة الأمريكية في بيروت في مطلع الثمانينات، وقاعدة المارينز في لبنان، وهي العمليه التي أدت إلى مقتل 241 شخصا، وإختطاف الطائرة TWA. ويقول الكتاب، أن الطفرة في البحث عن مغنيه بدأت في يونيو 2007، "منذ نهاية حرب لبنان الثانية، نجح الموساد في تجنيد فلسطينيين من داخل لبنان يعارضون حزب الله، ومن بين هؤلاء كانت فتاة من نفس القرية التي ولد فيها مغنيه، والتي قالت له أن عماد مغنيه سافر إلى أوروبا، وعاد من هناك إلى دمشق بوجه مختلف تماما". بدأ الموساد في التحقق من إمكانية أن يكون مغنيه قد أجرى عمليات تجميل في أوروبا، وبعد ستة أشهر وجد مبتغاه، حيث تقول الصحيفة أن أحد العملاء في ألمانيا ويدعى (ريوبين)، إلتقى مع أحد مصادره في برلين، وحصل على ملف يحتوي على 34 صوره لعماد مغنيه، تظهره بعد ان خاص سلسلة من العمليات الجراحية التجميلية، وأجريت هذه العمليات في مستشفى كانت تابعة لوكالة الإستخبارات الخاصة بألمانيا الشرقية سابقا، وتخصصت في تغيير ملامح وجه العملاء. والمصدر أعطى صور مغنيه لـ(ريوبين) وبدوره سلمها للموساد، الذي إكتشف أن الصور لا تشبه نفس الصور التي يمتلكها، والتي تخص قيادات حزب الله منذ عام 1983، فقد خاض مغنيه سلسله من العمليات التجميليه في الأسنان والعينين، والفكين، ولم يعد في حاجه إلى نظارة الرؤية، بعد أن أجريت له جرحه بالليزر. ومع وجود الصور الجديدة، والمعلومات التي تؤكد أن مغنيه يقيم في دمشق، بدأ الموساد في التخطيط لعملية الإغتيال، ويقول المؤلف أنه في الثالث من فبراير 2008، قبل الإغتيال بتسعة أيام، عقد مائير داغان، رئيس الموساد سلسلة من الإجتماعات مع مسئولي مكتبه لمناقشة (ملف مغنيه)، وأن رئيس الشاباك، ومستشار الأمن القومي، والمستشار السياسي لرئيس الحكومة وقتها إيهود أولمرت، والنائب العسكري الأول، وقائد وحدة الإغتيالات (كيدون)، ورئيس شعبة العمليات في الموساد شاركوا في الإجتماعات، وعلى خلاف اللقاءات السابقه بينهم، قرر المشاركون ألا يتم تسجيل ما سيقال في الإجتماع الأخير. ويشير جوردون توماس إلى أن المناقشات أثمرت عن قرار ينص على أن إغتيال مغنيه سيتم عبر سيارة مفخخة، بعد أن إستشار داجان أطباء نفسيين وعلماء النفس والسلوكيات والمحللين في الموساد، حول الطريقة المثلى لإغتيال مغنيه، وبقت مشكلة أنه يتبع إحتياطات أمنية صارمة، منها مثلا أنه كان يتحرك بسيارات حراسه الشخصيين، وهي عموما غير معروفه أو واضحه. قدم داجان توصية خاصة بهذه النقطة، والتي تؤكد أن مصير مغنيه تحدد، حيث إقترح الإنتظار حتى الثاني عشر من فبراير، وفي هذا التاريخ هناك بعض الأحداث على خلفية إحتفالات الثورة الإيرانية، الذكرى التاسعه والعشرين، ومن المفترض أن يكون الإحتفال الرئيسي في المركز الثقافي الإيراني في دمشق، وهناك فرصة كبيرة لمشاركة مغنية في الحفل، ويقول توماس أن قائد شعبة الإغتيالات (كيدون) إختار ثلاثة عملاء لتنفيذ العمليه، فتم تخصيص هويات مختلفة، تعتمد على بيانات يهود يعيشون في أوروبا، وسمحوا للموساد بإستخدام وثائقهم، وحصل الثلاثة على هويات لأشخاص هم: (بيير – ميكانيكي سيارات فرنسي)، (مانويل – مرشد سياحي أسباني)، (لودفيدج – فني كهرباء من ميونخ بألمانيا). درس العملاء الثلاثة خطة العمل، وإنتظروا الحصول على الضوء الاخضر، وفي 10 فبراير توجهوا إلى دمشق قادمين على متن طائرات من أوروبا، فقد توجه (بيير) على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية الفرنسية، وذهب (مانويل) على متن طائرة تابعة لشركة الطيران الأردنيه عبر عمان، وذهب (لودفيدج) من ميلانو على متن طائرة (أليطاليا)، وهبط الجميع في دمشق ودخلوا دون مشاكل، وهناك إستأجروا سيارة. وفي دمشق عمل الثلاثة من خلال الحصول على مساعده من عناصر من بيروت، وهؤلاء كان دورهم إرشاد الثلاثه إلى مكان سري ليتركوا فيه السيارة، كما زوردوهم بالمواد المتفجرة، وفي نفس الليلة زرع العملاء عبوة في ظهر مقعد قائد السياره، ودمجوة بنظام تشغيل لاسلكي. ويقول الكاتب أن العملاء إنتظروا 24 ساعة، إستغلوها في مراقبة المركز الثقافي، وفي يوم 12 نوفمبر، في تمام الساعة السابعة عادوا إلى الموقع، وبالنسبة لـ(ماونيل ولودفيدج) فقد تمركزا في زوايا الشارع، أما (بيير) فقد قاد السيارة المستأجرة، والتي تم تفخيخها وتركها بالقرب من المبنى، وقام بتشغيل نظام العد التنازلي للمتفجرات، لكي تنفجر تلقائيا بعد أربع ساعات، وبدأ الإنتظار. بدأ الضيوف في التدفق على المركز الثقافي الإيراني للمشاركة في الحفل، وفي تمام الساعة الثامنة ظهر السفير الإيراني في دمشق، ودخل إلى المركز. وفجأة، وفي الساعة التاسعة وصلت سيارة جيب (ميتسوبيشي باجيرو) وتوقفت بين (ماونيل ولودفيدج)، وفتح باب السيارة، ليخرج منها عماد مغنيه، مرتديا (بذله سوداء)، ووجه المزين بلحية مهذبة، وسار بإتجاه المركز الثقافي الإيراني، ولكنه لم يصل إلى عتبته، فحين مر بجوار السيارة المفخخة إنفجرت.

انا شخصيا لااتفق مع كل ماهو ايراني