خلافات بين التجمع والبرادعي بسبب الإخوان المسلمين

خلافات بين التجمع والبرادعي بسبب الإخوان المسلمين


رفعت السعيد ومحمد البرادعي

الرأي نيوز – القاهرة: حالة من البلبلة حول موقف د. محمد البرادعي الذي تردد إسمه بقوة في الفترة الأخيرة كمرشح محتمل لإنتخابات الرئاسة المصرية التي ستجرى العام القادم، خاصة بعد الحديث عن تغيير موقفه فيما يتعلق بالشروط التي وضعها في البداية لترشحه للمنصب الأهم، وهي الشروط التي تتركز على إجراء تعديلات دستورية تضمن حق الجميع في الترشح للرئاسة، وتضمن إجراء الإنتخابات في أجواء من الشفافية والنزاهة. البداية كانت مع تردد أنباء عن إلغاء (إئتلاف الديمقراطية)، وهو إئتلاف يضم أحزاب (التجمع والوفد والناصري والجبهة) للإجتماع التحضيري لاستكمال المشاورات حول مؤتمر تعديل الدستور المزمع عقده في الفترة من 13 إلى 15 مارس، وكان من المفترض أن يعقد هذا الإجتماع في أحد فنادق القاهرة الفخمة، لكنه تأجل أو تم إلغاؤه. غير أن حزب التجمع، والذي يعتبر أحد أعضاء الإئتلاف، أصدر بالأمس بيانا تناقلته وسائل إعلام مصرية، يتهم فيه البرادعي بالتراجع عن مطالبته بتعديل الدستور المصري، وجاء البيان الذي حمل عنوان (نحن والبرادعي) مؤكدا على أن المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، تراجع عن مطالبته إصدار دستور جديد، وإطلاق حق الترشح للرئاسة لجميع المواطنين، وقال البيان أن تصريحات البرادعي التي أطلقها كانت غير متقنة. وجاء في البيان أن المناخ العام لن يفرز دستورا قادرا على الانطلاق بمصر إلى الأمام، وذلك مع افتقاد انتخابات شفافة مجتمعية تضع الدستور الجديد ومع وجود تيارات متطرفة في مواقع هامة. وطبقا لما نشرته صحيفة (اليوم السابع) المصرية، فإن حزب التجمع أكد على أن فكرة ترشيح كل من يريد رئاسة الجمهورية خيالية وغير ديمقراطية، حيث قال إن ترشيح مليون شخص لمقعد واحد لن يسمح لا بانتخابات حقيقية أو اختيار حقيقي. من جانب آخر قال بيان التجمع "للبرادعي الحق أن يجمع أوراق ترشيحه إلا أن تلك المحاولات خالية من النظر للفوارق الجسيمة في المواقف و الرؤى، وكلمة التغيير فضفاضة تعني التغيير للأفضل أو للأسوأ"، وأضاف البيان "البرادعي ألمح بتوجيهات نعتقد أنها سلبية بعدما التقى بالأشخاص وفقا لكونهم مصريين وليس كحزبين، وكأنة يريدنا أن نتخلى عن حزبنا وبرنامجنا وتاريخنا". وطبقا للصحيفة المصرية، فإن حزب التجمع ندد بتصريح البرادعي حول حق جماعة الإخوان المسلمين المحظورة قانونيا في مصر بتشكيل حزب سياسي، معتبرين أن تلك التصريحات خطيرة، إطلاقها بهدف جمع مؤيدين له، حريصين على أن يأتي الدستور على مقاس غير مقاس الحرص على حماية المستقبل. وأضاف التجمع، "لعل سر رفض البرادعي التعامل مع الأحزاب توليه رئاسة الجمعية الوطنية، فلن يليق أن يترأس هو رؤساء الأحزاب الأخرى، باسم من يتحدث الرئيس". وقالت الصحيفة نقلا عن بيان التجمع "يرفض التجمع، تحاشي البرادعي الإعلان عن موقفة من العديد من القضايا المحورية مثل سياسات الإفقار والضرائب التصاعدية والتعليم والعلاج الصحي وحقوق الأقباط وحقوق المرأة ومشكلات الفساد والإفساد، كما أنه لم يحدد معنى –التغيير - الذي يرغبه". حالة من الغضب لدى أحزاب معارضة بسبب موقف البرادعي من الإخوان المسلمين: وفي الوقت نفسه تحدث إئتلاف أحزاب المعارضة عن خلاف مع البرادعي بسبب موقفه من جماعة الإخوان المسلمين، وعدم إستبعاده التعامل معهم، ونقلت صحيفة (المصري اليوم) عن د. رفعت السعيد، رئيس حزب التجمع "يعتقد البرادعي أنه قادر على جمع قوى المعارضة المصرية، ومن بينها جماعة الإخوان المسلمين، التي نرفض آراءها وتوجهاتها داخل الائتلاف، لأن الجماعة ترفض إقامة الدولة المدنية وحقوق المرأة والأقباط"، كما أضاف "ثاني تلك الاختلافات أن البرادعي نفسه لا يلاحظ الفوارق والاختلافات بين القوى التي جمعها في منزله، وهي اختلافات كافية لإحداث خلافات بينهم، واتفاق البرادعي مع الإخوان يعود بنا إلى الوراء، فى الوقت الذي نطالب فيه بالتقدم من خلال التعددية واحترام حقوق الإنسان". كما طرح السعيد بحسب الصحيفة المصرية اختلافا ثالثا وقال " ثالث الاختلافات أننا نتحرك فى إطار عمل جبهوي له رئيس تكون مطالبه موحدة ولا خلاف في المطالبة بتحقيقها مثل تعديل الدستور، والبرادعي له الحق في ترشيح نفسه رئيسا للجمهورية، ولكن لنا الحق أيضا فى ترشيح أنفسنا للمنصب ذاته". البرادعي يحذر من إنتفاضة شعبية: وفي غضون ذلك، وفيما يعتبر من أكثر تصريحاته قوة وتحديا، حذر محمد البرادعي الحكومة المصرية من (إنتفاضة شعبية) قد تندلع في حال حرم الشعب مما وصفه (التغيير السلمي)، وقال في تصريحات صحفية أن الشعب المصري بات في حالة يأس، معربا عن أمله بألا يرى في مصر ما شاهده العالم إبان الإنتخابات الإيرانية الرئاسية، وما تلاها من أحداث عنف. ونقلت وكالة أنباء – أسوشيتد برس - عن البرادعي أنه يأمل إيجاد حركة سلمية جماهيرية للضغط من أجل انتخابات حرة ونزيهة، مضيفا أن حدوث التغيير في مصر أمر حتمي، وأنه يحاول أن يستبق نقطة صدام بين الحكومة والشعب بإحداث التغيير السلمي. في غضون ذلك، لم يستبعد موقع (المصريون) على شبكة الإنترنت إمكانية تعرض البرادعي للإعتقال من قبل السلطات المصرية، وقالت أن هذا الإحتمال يؤسسس على تصريح لأحد أعمدة الحزب الحاكم، ألمح فيه إلى هذه الإمكانية، مضيفة أنه يتزامن مع حملة يشنها الحزب الوطني الديمقراطي لتشويه صورته أمام الرأي العام المصري، تعتمد على أنه أتى بأجندة أمريكية، وأنه سيعتبر ورقة أمريكية للضغط على مصر.