كانت رايحة تقابل صاحبتها
كعادتهم دايما ... كل كام يوم يتقابلوا
ويقعدوا يرغوا فى احوال الدنيا
وهى ماشية فى الشارع
لاقته قاعد على الرصيف بلبس المدرسة
كان وحيد وحزين
ومعاه كورة قدم بينططها بإيده
مشيت خطوتين وهى مستغربة وجود الطفل ده
فى مثل هذا الوقت فى الشارع
استغرابها خلاها تتأكد من الوقت فى ساعة الموبايل
تسعة وربع ...غريبة ...هو ليه مش فى مدرسته؟
نفسها الإمارة بالسوء خلتها تتهمه
انه واد فلتان وتلاقيه مزوغ من مدرسته
لكن نفسها العاقلة اوحتلها انه لو كان مزوغ
يبقى لازم يكون معاه شلة الزوغان
ومش معقول هايزوغ لوحده
ويلعب مع نفسه ماتش كورة
مافاقتش من كلام عقل بالها
الا لما لاقت الكورة وقعت من ايده ومشيت قدامها
وهى فى حركة تلقائية وقفت الكورة برجليها قبل ما تبعد
ولفت جسمها و وقفت فى مواجهته
وسالته
اشوطهالك؟
بصلها باستغراب وهز راسه بالموافقة
وهى الحماسة دبت جواها
وقالتله انزل من على الرصيف و اوقف قدامى
فك شنطته من على ضهره وركنها على الرصيف
ونزل فى مواجهتها
وهى شاطت الكورة شوطة تليق بالمسافة اللى بينهم
لكن الكورة خرمت منه
وجريت بعيد عنه بفعل الرياح
هو جري ورا الكورة
وجريه اثارها
وخلاها تتحمس اكتر
علقت شنطتها على كتفها
كما البوسطجى لما يعلق شنطة الجوابات
وزحزحتها شوية ورا ضهرها
وجريت بعزم مافيها فى اتجاه الكورة
هو ماكنش متوقع انها هتجرى معاه ناحية الكورة
فبالتالى ماكنش بيجرى بحماسة
لانه معتقد ان مافيش منافس ليه فى الجرى
ولما سمع صوت وقع اقدامها وراه
بص بالتفاتة صغيرة
ولقاها اقرب منه للكورة
بص باندهاشة بسبب جريها
وهى لم تعر اندهاشاته اى اهتمام
واستمرت فى الجرى
لحد ما وصلت للكورة
وقفتها برجليها ولفت جسمها
وقالتله ارجع ورا
وهو ابتسم اوى
ورجع بضهره ورا
وهى شاطت الكورة
وهو لقفها وشاطها
وهى جريت عليها
وهو جرى عليها
وكل واحد فيهم يحاول ياخد الكورة من زميله
ويشوطها ويجرى عليها
قعدت تلعب معاه ماتش حماسي
مالهوش اى قواعد
وماحدش بيجيب اجوان
مجرد اتنين بيتنافسوا مين فيهم
يشوط الكورة قبل التانى
وبصت فى ساعة الموبايل
اكتشفت انها اتاخرت على صاحبتها
وقالت فى عقل بالها عادى
هى واخدة على انى اتاخر عليها
وكملت الماتش
وفضلت تلعب
وتطلق صيحات فرح لما تمسك هى الكورة برجليها
وتطلق صيحات اعتراض لما هو يمسك الكورة
وصيحات اخرى لشحذ همته انه يجى قدامها
علشان ترقصه وتشوط الكورة فى مكان بعيد عنه وقريب منها
عدت تقريبا تلت ساعة وهى بتلعب معاه
ماكنش فيه حد فى الشارع غيرهم
اللهم الا بعض المشاة كل فين وفين
فجأة قعد على الرصيف وقعد ينهج
وقالها كفاية يا ابلة انا تعبت
اطلقت صيحة مفادها انه واد خيخة ومش اد اللعب
محاولة منها انه يقوم ويبطل كسل
ويجى يكمل لعب معاها
لكن هو كان خلاص جاب اخره ومش قادر فعلا
وهى استسلمت لعلامات الاعياء على وشه
وقعدت جنبه على الرصيف تاخد نفسها هى كمان
وكان هذا الحوار
_ انت اسمك ايه؟
_
خالد النور-وحضرتك اسمك اية يا ابلة؟
- اسمى
نور_ فى سنة كام يا
خالد_ رابعة ابتدائى
_ ومارحتش المدرسة بتاعتك ليه ؟
انت مزوغ ولا ايه
خلوود؟
_ ابدا والله يا ابلة انا رحت المدرسة
بس هما اللى مشونى من المدرسة
_هى باستغراب ... وهما يمشوك من المدرسة ليه ؟
انت عامل عملة ولا ايه؟
_ اصل انا لسة مادفعتش مصاريف المدرسة
وهي سقط الامر من ايديها
وحست بغصة فى حلقها وفى قلبها
ولاقت نفسها بتطبطب على ضهره وهى بتقوله
طب ماروحتش على البيت ليه؟
بدل ما تقعد فى الشارع
_ محدش موجود فى البيت
امى وابويا فى اشغالهم
وهى سكتت معرفتش تقول ايه
وهو استطرد وقالها والله انا قلت لابويا امبارح
انهم مش هيرضوا يدخلونى من غير ما ادفع المصاريف
ابويا برضه صمم وقاللى روح بس وهما تلاقيهم هينسوا
_ طب وباباك مادفعش الفلوس ليه؟
_ بصوت واهن ومستخبى جوة زوره
ابويا مش معاه الفلوس دلوقتى
وهى جسمها قشعر
وسالته مصاريف المدرسة اد ايه؟
رد بصوت اكثر اختباءاً
34 جنيه
وهى ماقدرتش تخبي دهشتها جوة عيونها
والسؤال اتكرر مرارا وتكرارا فى عقل بالها
34 جنيه؟
!!!!!!!!!!!!!!!!
34 جنيه؟
!!!!!!!!!!!!!!!!!
34 جنيه؟
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ابوه مش معاه 34 جنيه ؟
34 جنيه مبلغ كبير على ابوه؟
يا نهار ابيض
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ده الواحد فى نعمة ومش داري بيها
وساعتها جالها حالة قرف من نفسها
وحست اد ايه هى فى نعم كتييييرة اوى
مش واخدة بالها منها
حست اد ايه هى غنية اوى بال60 جنيه
القابعين فى قعر شنطتها
60 جنيه مش ملزمة انها تصرفهم فى اساسيات
دى رايحة تشرب بيهم بيبس وتاكل فادج شوكولاتة
وقالت فى عقل بالها
جاتني نيلة
ناس ليها سلنترو وفادج الشيكولاتة
وناس مش لاقين فلوس الدراسة
وبعد ماهزأت نفسها فى عقل بالها
وضميرها ارتاح لمقدار التهزيئ
بصت فى ساعة الموبايل
لاقتها عشرة الا خمسة
خدت قرارها
وقامت من مكانها
وقالت ل
خالديلا بينا
على فين يا ابلة
نورعلى المدرسة ...هاتعرف توصلنى؟
اه بس ليه يا ابلة
نورهاخليك تدخل المدرسة
ازاى يا ابلة
نور دول مش هيرضوا
لا هيرضوا ...انت قلتلى مدرستك اسمها ايه؟
قالها اسم المدرسة
انا اعرف الناظرة وهاخليها تدخلك
بس احنا عندنا ناظر مش ناظرة
_انا قصدى الناظر ... انا اعرف الناظر
يلا بينا علشان ماتتاخرش
وفى طريقهم للمدرسة
عرفت اسمه بالكامل
وعنوان بيته
ورقم الفصل بتاعه
وعند باب المدرسة
طلبت مقابلة الناظر
الفراش شاورلها على المكتب
وهى شافت اوضة مكتوب عليها الحسابات
قالت ل
خالد روح انت على فصلك
ودخلت هى الحسابات
قالت للموظفة اللى قاعدة ورا المكتب
من فضلك عايزة ادفع مصاريف
خالد النورفى سنة رابعة.... فصل رابعة تالت
بس خلاص
أخر الكلام
جميل أن تعطي
من يسألك ماهو في حاجة اليه
ولكن الأجمل ان تعطي
من لا يسألك وانت تعرف حاجته