بلجيكا تستعد لحظر تام للنقاب

بلجيكا تستعد لحظر تام للنقاب


نساء يتظاهرن في بروكسل في 27 اذار/مارس احتجاجا على منع ارتداء الحجاب في المدارس.

بروكسل (ا ف ب) - فتح النواب البلجيكيون الاربعاء المجال امام حظر النقاب الاسلامي تماما حتى في الشوارع لتصبح بلجيكا اول بلد اوروبي يخطو هذه الخطوة في حين تشهد فرنسا جدلا حول هذا الموضوع.وتبنى نواب الكتل السياسية كافة بالاجماع مشروع قرار في هذا الصدد. ولا يتعلق الامر في هذه المرحلة سوى بتصويت لجنة الشؤون الداخلية لكن اذا تأكد في جلسة بربمانية عامة، الامر الذي لا شك فيه تقريبا، فستكون بلجيكا اول بلد اوروبي يحظر بشكل تام ارتداء النقاب والبرقع ما عدا في المجال الخاص.ويمكن ان تجري عملية التصويت في جلسة عامة منذ 22 نيسان/ابريل مما سيتيح دخول القرار حيز التطبيق بحلول الصيف. وبما ان النقاب ظاهرة هامشية في بلجيكا فان اهمية التصويت ستكون رمزيا اساسا. وقال النائب الليبرالي الفرنكوفوني دوني دوكارم "انها اشارة قوية جدا توجه الى الاسلاميين"، معربا عن "اعتزازه" بان تكون بلجيكا مثالا يقتدى به.وفي فرنسا يرغب قسم من الطبقة السياسية في سن قانون حول حظر "تام" للنقاب رغم التحفظات التي ابداها الثلاثاء مجلس الدولة، اعلى هيئة قضائية ادارية. وينص مشروع القانون البلجيكي على معاقبة الاشخاص "الذين يدخلون الفضاء العام بوجه مقنع جزئيا او بالكامل بواسطة ثياب تجعل من الصعب التعرف عليهم" بغرامة مع السجن من يوم الى سبعة ايام، او غرامة بدون سجن.وينص المشروع على ان المقصود ب"الفضاء العام" هو كل الطرق والشوارع والحدائق العامة والملاعب الرياضية و"المباني العمومية حيث تقدم الخدمات العامة". الا ان استثناءات ستتطبق خلال فترة الكرنفال. وبرر النواب قرارهم بدافعين اساسيين هما القضية الامنية -يجب التعرف على كل شخص في كل مكان- و"كرامة المراة" واحترام "المبادئ الديمقراطية الاساسية" كما قال زعيم كتلة الحركة الاصلاحية (ليبرالي) دانيال باكيلان. واعرب النائب من اليمين المتطرف الفلامندي فلامس بيلانغ عن ارتياحه للمشروع وقال "صحيح انه لا يوجد الكثير من المنقبات في بلجيكا لكن النقاب بدا يظهر في الشوارع".من جانبها اعلنت نائبة رئيس اللجنة التنفيذية لمسلمي بلجيكا ايزابيل براي لفرانس برس ان "النقاب يندرج في اطار حرية الفرد التي يكفلها القانون البلجيكي والاوروبي والدولي وحقوق الانسان". واضافت "اليوم النقاب وغدا الحجاب وبعد غد عمامة السيخ وبعدها ربما التنورة القصيرة".وفي حين يشكل منع البرقع والنقاب اجماعا واسعا في بلجيكا، يثير النقاش حول الرموز الدينية لا سيما في المدرسة يعد "اكثر صعوبات" على ما افاد النائب الليبرالي الفلامندي بارت سومرس. وفي الجانب الفرنكوفوني اعربت اغلبية من الاحزاب عن تاييدها تشديد حظر الحجاب في المدارس بعد ان سمحت محكمة لاستاذة رياضيات مسلمة في احدى مدارس مدينة شارلروا، بممارسة عملها بالحجاب لان القوانين لا تحظر ذلك صراحة.وفي الفلاندر (شمال) علق مجلس الدولة منتصف اذار/مارس تنفيذ قرار حظر الرموز الدينية في المدارس العامة في انتظار ان يبت القضاء فيما اذا كان هذا القرار الذي يستهدف اساسا الحجاب الاسلامي، مطابقا للدستور البلجيكي. وتتجه الاوساط السياسية اجمالا الى حظر الحجاب بالنسبة للمدرسات او الموظفات لكنها ما زالت منقسمة فيما يخص الطالبات.