الكاتبة والناشرة رانيا زغير لـ "نور منتديات العرب": أتطلع لتنظيم معرض أطفال دولي في بيروت

الكاتبة والناشرة رانيا زغير لـ "نور منتديات العرب": أتطلع لتنظيم معرض أطفال دولي في بيروت




بيروت – مازن معروف: تتمحور أعمالها حول عالم الطفل. وتسعى لابتكارات جديدة في الجملة والصورة لشد انتباه الطفل وتقديم مادة مختلفة وعصرية بهذا الشأن. شاركت في معارض دولية عديدة، وقد منحتها مؤخرا مكتبة السبيل في بيروت، جائزة عن أحد كتبها. رانيا زغير الكاتبة والناشرة (أسست دار الخياط الصغير) الدائمة الأسفار، والتي لا تكف عن حط رحالها بين أوروبا وآسيا وأمريكا، ترجمت بعض كتبها إلى الإيطالية والألمانية كما تحولت إحدى قصصها إلى رسوم متحركة ناطقة بالكورية. التقيناها على هامش مشاركتها الأخيرة في معرض بولونيا الدولي لكتب الاطفال، حيث اطلقت كتابها "سيسي موليتو" (سيسي ملاقط بالإيطالية)، وكان لنا معها هذا الحوار: 1- نلت مؤخراً جائزة السبيل السنوية لكتب الاطفال في بيروت. ماذا تعني هذه الجائزة لك في ظل الغياب الشبه تام لأدب الأطفال عن المشهد الثقافي، ودونما إعطائه أي اهتمام جدي يذكر؟ نلت جائزة جمعية السبيل (أصدقاء المكتبات العامة) السنوية لكتب الأطفال، وذلك عن كتابي "سيسي ملاقط تلبس خروفا ودودتين" وهو أحد منشورات دار الخياط الصغير. لقد قالت رئيسة جمعية السبيل السيدة لينا تنير انه تم اختيار الكتاب كـ"أفضل نص مبتكر يستوفي معايير التميز بالإبداع، والقدرة على استثارة الخيال، وتحفيز التفكير." وأوضحت السيدة تنير أن لجنة الجائزة تتألف من: جمانة بُحلق؛ أخصائية في نشاطات حول كتب الأطفال، وليلى بساط؛ مديرة مكتبة سفينة نوح، ، ود.ماهر جرّار؛ أستاذ أدب عربي في الجامعة الأميركية في بيروت، وأنطوان بولاد ونجلا خوري؛ ممثلين عن جمعية السبيل. وقد اختارت اللجنة منح جائزتها لي بعد ان تنافس كتابي "سيسي ملاقط" مع مائة وثلاثين كتابًا في المسابقة. لقد رمت جمعية السبيل حجراً في مياه راكدة وسلطت الضوء على انتاج ثقافي فكري لم يأخذ حقه في الاعلام ولا في الحلقات والمنتديات الثقافية. أنا اعتبر هذه الجائزة، التي أسعدتني كثيراً، تقديراً لأدب الاطفال الذي يحظى بكل ما يحظى به من اهتمام في العالم، في حين أنه مهمل كل الاهمال في لبنان. فقرار إنشاء الجائزة هو إنجاز لجمعية السبيل أولاً بسبب ادراكها لأهمية أدب الاطفال على المستوى الوطني ولها كل التقدير على ذلك، وعلى المستوى الشخصي اعتبرها لفتة كريمة تقديراً لما قدمته من قصص للاطفال على فترة 10 سنوات، وهي ستشكل لي حافزاً اضافياً لمواصلة عملي ومنح الاطفال انتاج ادبي وليد بيئتهم ويليق بعقولهم ومخيلتهم وشغفهم بالاستطلاع والمعرفة. <TABLE id=bigTab style="WIDTH: 100%"> <TR> <td style="TEXT-ALIGN: justify"><TABLE id=tblImage2 cellSpacing=5 cellPadding=5 width=100 align=left> <TR> <td></TD></TR> <TR> <td align=middle></TD></TR></TABLE> 2- كيف ترى الكاتبة رانيا زغير إلى جائزة بيروت 39، علما بأنها لم تتضمن كاتبا واحدا أو كاتبة يعمل أو تعمل على نتاجات للأطفال. كيف تقيِّمين هذا الأمر؟ لم يكن هناك اهتمام بأدب الاطفال في جائزة بيروت 39 وهذا أمر صحيح. آمل أن يتم تصحيح هذا الخلل في السنوات المقبلة. لقد ناقشت الموضوع مع المنظمين واللجان وقد قدموا لي جائزة ترضية: وهي أن أترأس إحدى الجلسات. ويهمني أن ألفت إلى ان انتاج ادب الاطفال في لبنان بات في مستوى جيد جداً ويجب على كل من يعنى بالشأن الثقافي أن يواكب هذا التطور ويجاريه لكي يكون عمله كاملاً، سواء أكان العمل معرضاً أو منحاً لجوائز أو مجرد تسليط للضوء على الانتاج الادبي في لبنان. تصور مجتمع بلا اطفال، ماذا يكون مصيره؟ الهلاك طبعاً، وكذلك الأمر بالنسبة لأدب الاطفال، هو مكون اساسي في المشهد الثقافي اللبناني والعربي ولم يعد بالامكان تجاهله... 3- تشاركين في معرض دولية عديدة، وقد مثلت بيروت في معرض بولونيا الدولي لكتب الأطفال مؤخرا. ماذا تمثل لك هذه التظاهرات الدولية الضخمة لأدب الأطفال على مستوى النشر والإبداع الكتابي؟ يعيش العالم اليوم في قرية كونية صغيرة مترابطة كل الترابط عبر الاعلام والمعرفة والتكنولوجيا وينطبق هذا الأمر على ادب الاطفال. فكما نحن نهتم بالاطلاع على الانتاج الادبي من مختلف انحاء العالم، يهتم الناشرون العالميون والمتهمون بأدب الاطفال بما ينشر عندنا. لقد ترجمت روايتي – قصتي :من لحس قرن البوظة الى الالمانية و: سيسي ملاقط الى الايطالية و: لما بلطت البحر الى الكورية. وهذا الأمر، بالاضافة الى كونه تقديراً لقيمتها في أدب الاطفال، يفتح افقاً كبيراً امام هذا الانتاج. ان هذه التظاهرات الدولية الضخمة هي المكان الامثل للتواصل والاطلاع عن كثب على الانتاج من مختلف اصقاع الدنيا والمقارنة، وكذلك تقديم ما لدينا ووضعه في متناول أكبر عدد ممكن من الاطفال. اتطلع الى يوم ننظم فيه في بيروت معرضاً دولياً لكتب الاطفال، ان هذا الأمر ملح جداً بل هو واجب علينا تجاه الاطفال القرّاء. <TABLE id=tblImage3 style="WIDTH: 106px" cellSpacing=5 cellPadding=5 align=right> <TR> <td></TD></TR> <TR> <td align=middle></TD></TR></TABLE> 4- هل تعتبرين أن النشاطات التي أقيمت بمناسبة بيروت عاصمة عالمية للكتاب، إستوفت أدنى شروط الإعتبار الجدي لعالم الطفل ومتطلباته؟ فلنقل انها بداية مقبولة، لكن المطلوب أكبر بكثير. لا يمكن تجاهل أكثر من نصف المجتمع، بل أهم مكوناته للمستقبل عندما تكون بيروت عاصمة عالمية للكتاب. علينا على الاقل انصاف الانتاج المحلي وتسليط الضوء عليه وكذلك فتح الافاق امام الانتاج الغربي والعربي في هذ المجال. 5- نريد أن نعرف عن شخصيات كتبك، مثل حلتبيس وسيسي ملاقط ورفاقهما. كيف يتم بناء الشخصية، وعلى ماذا تستندين اجتماعيا وتربويا وثقافيا لتكوين كل بطل من أبطل قصصك؟ حلتبيس: أيقونة الحب وشفيع المغرومين الكبار منهم والصغار. هو نجم الخياط الصغير وحديث الساعة. أردت أن أطرح قضية الحب العذري في كتاب للأطفال وفي بقعة جفرافية تعتبر أن هذا الموضوع "بعد بكِّير عليه ". لم أكن اعرف أن الحب يُعتبر من المحرمات! وان الدعوة له قد تثير تحفظات الأهل والجيران والمدارس والكنيسة والجامع والجمعيات التي لا تبغي الربح والجمعيات التي تبغي الخسارة! هل هناك بيان رسمي أو قانون يحذر وينهي عن الحب؟ أم اننا أضحينا في وقت تعزز ثقافة العنف واللا حب (أعني الكراهية) في مناهجها ومؤسساتها وقوانينها وحتى في أدق وأسخف التفاصيل الحياتية اليومية. فكلما وقع بين أيدينا كتاب يتناول موضوع الحب نتلقى محتواه بشكل نافر لأنها لم تعد تجري العادة على سماع الالفاظ والقصص التي تحكي عن الحب. للأسف أننا أصبحنا أكثر تعصبا وانغلاقا لمثل هذه المواضيع. أستغرب وأسأل، أليس الأدب العربي مليء بقصص وشعر ليس فقط عن الحب بل والجنس أيضا. وأذكر على سبيل المثال ألف ليلى وليلى، قيس وليلى، عنتر وعبلة وكل ما صدر عن العذريين. نمارس على أنفسنا أغبى أنواع الرقابة (أغبى من رقابة الأمن العام). نمنع أولادنا (0 الى 18 سنة بحسب تصنيف الأونسكو العالمي لمرحلة الطفولة) أن يقرؤا ويناقشوا الحب والجنس ونحذرهم منه أو نسمح لهم بحب الأم والأخت والمعلمة! هل تظنون ان الأطفال ينتظرون حتى نخبرهم عن الحب والجنس؟ الأ تعتقدون ان بوسعهم تثقيف أنفسهم عن هذا الموضوع إن لم نرغب نحن الكبار بفعل هذا. انا أحرص على التطرق الى هذا الموضوع (من خلال كتباتي والرسوم أيضا) لأن أدب الأطفال يهدف الى تقديم خبرات لغوية وحياتية وعاطفية تسمح للطفل بمواجهة قضايا وقيم ومواقف تساعد الطفل على التعرف الى العالم من حوله. أريد ان أقدم قصصا تحمل أجوبة للمازم العاطفية والوجودية التي يعيشها( مثل قصة "حلتبيس حلتبيس". ـ تأليف رانيا زغير ورسوم دافيد حبشي). منذ سن الثالثة تبدأ حشرية الطفل المعرفية تتبلور، وللادب دور كبير في منح الطفل فرصة كي يفهم نفسه ومشاعره بشكل أفضل. برأيي أن التطرق لموضوع الحب والجنسانية في أدب الأطفال وأن نحدث أطفالنا عنه يُفرح فرويد الذي أثبت ان التفتح الجنسي لا يبدأ في سن المراهقة بل قبل ذلك بكثير. فبين عمر 18 شهرا و3 سنوات يبدأ الأطفال إظهار تصرفات خاصة بجنسهم. يبدون اهتماما بأعضائهم التناسلية ويجدون متعة في لمس أنفسهم وان أوقظ ذلك شيئا من القلق عندهم، ويظهرون اولى اندفعاتهم العاطفية. وهذا التفتح الجنسي يؤثر في مشاعر الطفل، بل يحولها، مما يسمح لخياله بالنمو بشكل كبير. وقد أثبت المحللون النفسيون ان الطريقة التي يُعامل ويُعايش بها موضوع الجنس في مرحلة الطفولة تؤثر بل تشكل مواقف ومشاعر الطفل حول الحياة الجنسية عندما يصبح ناضجا. فطريقة التعاطي هذه مسؤولة بشكل جزئي عن نوعية التأقلم مع الحياة الجنسية في مرحلة النضوج. 6- قمت مؤخرا بإصدار كتاب شعري للاطفال يتضمن قصائد حب. كيف تتوقعين أن يتفاعل الطفل مع هكذا موضوع؟ وهل نفتقر فعلا إلى ثقتفة تربوية فعلية بشأن الطفل؟ <TABLE id=tblImage4 cellSpacing=5 cellPadding=5 width=100 align=left> <TR> <td></TD></TR> <TR> <td align=middle></TD></TR></TABLE>الشعر: أعلى مدارك الأدب. ولا نتعلم اللغة الا من خلال الشعر. فاذا أردنا تنمية الحس الجمالي لدى الأطفال علينا أن نعرضهم للايقاع والتنغيم في الكلمات. بدأت أول قصيدة في الكتاب بجملةً شهيرة تذكّر بشعر محمود درويش لأنني أريد أن أخلق لمحمود درويش مساحة جديدة في عالم الصغار. أريد أن أعرفه على جمهور جديد، اكثر حساسية من جمهوره المعروف: الكبار. الطفل هو أكثر من يعبّر بصراحة وعفوية عن مشاعره. يتدفق الحب من الطفل بلا رقيب، ولهذا أتوقع أن ينسجم مع قصيدة حب أو كلام عاطفي يتناسب مع عمره ونمط تفكيره... لا أريد أن أحكم على الثقافة التربوية بشأن الطفل لكن أحب أو أشير الى أن الاطفال يستحقون أكثر على مختلف المستويات، أكان في اطار التسلية أو الحدائق العامة، أو المتاحف المتخصصة أو البرامج التلفزيونية الهادفة التي لا تتحول الى برامج ترويج لمنتجات معينة، وكذلك الأمر على مستوى الوعي الثقافي وتنمية المواهب الرياضية والموسيقية والفكرية. </TD></TR></TABLE>