الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
هذا درس عن الشرك وانواعة للشيخ صالح الفوزان يجب على كل مسلم الحرص كل
الحرص على ان لا يقع فيه نسال الله لنا ولكم السلامة والعافية
الشرك : تعريفه
أ - تعريفه : الشرك هو : جعل شريك لله تعالى في ربوبيته وإلهيته .
والغالب الإشراك في الألوهية ؛ بأن يدعو مع الله غيره ، أو يَصرفَ له شيئًا من أنواع العبادة ، كالذبح والنذر ، والخوف والرجاء والمحبة . والشركُ أعظمُ الذنوب ؛ وذلك لأمور :
1 - لأنه تشبيه للمخلوق بالخالق في خصائص الإلهية ، فمن أشرك مع الله أحدًا فقد شبهه به ، وهذا أعظم الظلم ، قال تعالى : إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ .
والظلم هو : وضع الشيء في غير موضعه ، فمن عبد غير الله فقد وضع العبادة في غير موضعها ، وصرفها لغير مستحقها ، وذلك أعظم الظلم .
2 - أن الله أخبر أنه لا يغفره لمن لم يتب منه ، قال تعالى : إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ .
3 - أن الله أخبر أنه حرَّم الجنة على المشرك ، وأنه خالد مخلد في نار جهنم ، قال تعالى : إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ .
4 - أنَّ الشركَ يُحبطُ جميعَ الأعمال ، قال تعالى : وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ .
وقال تعالى : وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ .
5 - أنَّ المشرك حلالُ الدم والمال ، قال تعالى : فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ .
وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : أمرتُ أن أقاتلَ حتى يقولوا : لا إله إلا الله ، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها .
6 - أنَّ الشركَ أكبرُ الكبائر ، قال - صلى الله عليه وسلم - : ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ؟ قلنا : بلى يا رسول الله ، قال : الإشراك بالله ، وعقوق الوالدين ... الحديث .
قال العلامة ابن القيم : ( أخبر سُبحانه أن القصد بالخلق والأمر : أن يُعرفَ بأسمائه وصفاته ، ويُعبدَ وحده لا يُشرك به ، وأن يقوم الناس بالقسط ، وهو العدل الذي قامت به السماوات والأرض ، كما قال تعالى : لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ .
فأخبر سبحانه أنه أرسل رسله ، وأنزلَ كُتبه ؛ ليقوم الناس بالقسط ، وهو العدل ، ومن أعظم القسط : التوحيد ، وهو رأس العدل وقوامه ؛ وإن الشرك ظلم كما قال تعالى : إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ .
فالشرك أظلم الظلم ، والتوحيد أعدل العدل ؛ فما كان أشد منافاةً لهذا المقصود فهو أكبر الكبائر ) .
إلى أن قال : ( فلما كان الشرك منافيًا بالذات لهذا المقصود ؛ كان أكبر الكبائر على الإطلاق ، وحرم الله الجنة على كل مشرك ، وأباح دمه وماله وأهله لأهل التوحيد ، وأن يتخذوهم عبيدًا لهم لما تركوا القيام بعبوديته ، وأبى الله سبحانه أن يقبل لمشرك عملًا ، أو يقبلَ فيه شفاعة ، أو يَستجيب له في الآخرة دعوة ، أو يقبل له فيها رجاء ؛ فإن المشرك أجهل الجاهلين بالله ، حيث جعل له من خلقه ندًّا ، وذلك غاية الجهل به ، كما أنه غاية الظلم منه ، وإن كان المشرك في الواقع لم يظلم ربَّه ، وإنَّما ظلَمَ نفسه ) انتهى .
7 - أنَّ الشركَ تنقص وعيب نزه الرب سبحانه نفسه عنهما ، فمن أشرك بالله فقد أثبت لله ما نزه نفسه عنه ، وهذا غاية المحادَّةِ لله تعالى ، وغاية المعاندة والمشاقَّة لله .