النور الاسلامى اعداد الموقع
عدد الرسائل : 144 نقاط : 10997 تاريخ التسجيل : 01/06/2010
| موضوع: من أسرار الأسماء - المدينة السبت 3 يوليو 2010 - 13:19 | |
| المدينـة هاجر الرسول، صلى الله عليه وسلم، من مكة إلى يثرب. وقبل أن ينزل، عليه السلام، بيتاً من بيوتها كان قد حدد المكان الذي يُبنى فيه المسجد. وهذا الفعل يدل على أهمية المسجد في المجتمع الإسلامي. ثم ما لبث الرسول، صلى الله عليه وسلم، أن استبدل اسم «يثرب» باسم «المدينة» . ومن اللافت للانتباه أن تُسمّى مدينة ما باسم المدينة، وعلى وجه الخصوص عندما تُعرّف، فكأنّها وحدها المدينة. أطال المفكرون والفلاسفة الحديث في أفضل صيغة ممكنة للاجتماع البشري، أو ما يُسمّى: «المدينة الفاضلة» . ولا شك أنّ المدينة الفاضلة هي حُلم البشرية منذ القديم وإلى يومنا هذا. وقد ظنّ الإنسان المعاصر أنّ الحلّ سيكون في التطور العلمي والتكنولوجي، إلاّ أنّ مرور عدّة قرون على النهضة العلميّة أثبت أنّ العلم وحده قاصر عن إيجاد المجتمع البشري الفاضل، بل إنّ التفكك الأسري، والاجتماعي، وانتشار الجرائم، وسيطرة الفلسفة العبثيّة، أصبحت من خصائص المجتمعات العلمانيّة المتقدمة علمياً وتكنولوجيا، فعاد الإنسان فيها، بعد طول معاناة، يحاول أن يستعين بالدين، ليعيد التوازن إلى مسيرته المتعثّرة. كان مما نزل في المدينة بعد الهجرة: « كنتم خير أمةٍ أُخرجت للناس، تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله » : تُعلن الآية الكريمة عن ميلاد ووجود المجتمع المنشود والمدينة الفاضلة، التي يبحث عنها البشر. ولم تَخرُج هذه الأمة نتيجة التطور العلمي والتكنولوجي، فكل هذا مجرد وسائل ميسّرة للعيش ومساعدة على البقاء. بل إنّ التطور العلمي والمادّي، في المجتمعات الإسلاميّة، جاء ثمرة لصياغة الإنسان على مستوى الفكرة، والسلوك الفردي والاجتماعي. من هنا لم يكن من قبيل الصدفة أن يظهر، مثلاً، الإمام أبو حنيفة والإمام مالك، قبل ظهور الرازي وابن سينا وجابر بن حيان. وليس من قبيل الصدفة أيضاً أن يشتهر عَدل عمر بن الخطاب قبل اشتهار فقه الشافعي، أو فلسفة واصل بن عطاء…. الإسلام عقيدة وشريعة، ودين منه الدولة. وإذا كانت الفلسفة يمكن أن تبقى فكرة نظرية بعيدة عن الواقع التطبيقي، فان الدين قد نزل من أجل أن يخلق واقعاً جديداً في عالم الاجتماع الإنساني، ولا يجوز أن يبقى سجين الإطار النظري، ومن هنا كانت ضرورة الهجرة من مكة إلى يثرب. وبما أنّ الهجرة قد أوجدت الواقع الذي يجب أن يتحرك فيه الدين، فقد جاء الإعلان المجلجل عن ميلاد المدينة الفاضلة، التي يحلم بها الإنسان منذ فجره الأول. وإذا كانت التسمية للمولود تحمل الرغبة والأمل والتوقّع، فإنّ هذا كان واضحاً تماماً في دلالة تغيير اسم «يثرب» لتصبح «المدينة» . بعد هذا الحدث بأقل من عشر سنوات جاء الإعلان عن تخريج شعب المدينة الفاضلة: « كنتم خير أمة أخرجت للناس…» . وعليه فإذا أراد الناس أن يصنعوا مجتمعاً فاضلا، فان هذا هو المثال، وهذه هي المدينة الفاضلة. وليس غريباً بعد ذلك أن نجد المسلمين، عبر العصور والى يومنا هذا، يتوقون بشدّة إلى المجتمع المدني الأول، وأن نجدهم يحكمون على كل المجتمعات الإسلامية، التي جاءت بعد المرحلة الراشدة، بالانحراف النسبي. ولا يزال الحنين الشديد إلى تلك الحقبة يشدُّ الجميع، ولا يزال الناس يتخذون من تلك المرحلة مقياساً. ألا يدل كل ذلك بوضوح على أنّ المدينة الفاضلة ولدت ووجدت في مجتمع المدينة الأول من أجل أن تكون على مدى العصور مصدر الإلهام، والقدوة والميزان ؟ وسيبقى كل ما سواها دونها، لأنّها أخرجت وخُرّجت لأجل الناس. أما «يثرب» فقد ماتت، ولم تعد تعني أحدا من الناس، إلا ما كان من بعض المتنفذين في مرحلة الجاهلية، من أمثال عبد الله بن أبي بن سلول، الذي توقّع وتمنّى زوال المدينة، وذلك عندما رأى الأحزاب تُطبق بجيوشها على أطرافها، فكانت منه الصيحة التي تكشف عن أسرار القلوب، وتعلن عن رغائب الموتورين من أعداء الحقيقة، وأعداء المدينة الفاضلة: « وإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثربَ لا مُقام لكم فارجعوا…» الأحزاب13. وإذا كانت يثرب أمنية بعض المنافقين فإنّ المدينة ستبقى أمنية الإنسانية جمعاء. | |
|
حمزه العطيات [ نور فايف استار]
عدد الرسائل : 5123 العمر : 66 الموقع : الاردن*السلط نقاط : 19513 تاريخ التسجيل : 01/03/2010
| موضوع: رد: من أسرار الأسماء - المدينة الأحد 4 يوليو 2010 - 7:45 | |
| على ساكنها افضل الصلاه والسلام .شكرآ | |
|