[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]باحث أميركي يكتشف قارة أتلانتيس الغارقة شرق البحر الأبيض المتوسط
هل هي حقيقة أم أسطورة لأفلاطون ؟
«المباني كالناس، تخرج من تراب، وتعود الي التراب، وبين الترابين قصة الانسانية وحضارتها كاملة»، هذه المقولة تنطبق علي المدن الاثرية، ولكن اكبر كشف اثري تنتظره البشرية مازال تحت سطح الماء، فقد أعلن باحث أميركي أنه عثر على آثار مدينة اتلانتيس الأسطورية المفقودة في قاع شرق البحر المتوسط قبالة ساحل جزيرة قبرص، في حين شككت دوائر الآثار القبرصية في الاكتشاف معتبرة أنه يحتاج إلى «براهين أقوى». وقال المستكشف الأميركي روبرت سارماست إن مسح المياه العميقة بالموجات فوق الصوتية أظهر أن هناك مباني من صنع البشر على تل غارق، تشمل جدارا طوله 3 كلم وقمة تل، يحيط بها سور وخنادق على عمق 1500 متر من سطح الماء. وكان سارماست قاد فريقا من الباحثين مسافة 80 كلم قبالة الساحل الجنوبي الشرقي لقبرص في وقت سابق من هذا الشهر، بحسب وكالة الأسوشيتد برس. وقال في مؤتمر صحافي في مدينة ليماسول القبرصية الساحلية «انها أعجوبة، لقد عثرنا عليها بالتأكيد، فمواصفات الجدران تطابق مقاييس الأكروبوليس في مدينة اتلانتيس بحسب كتابات (الفيلسوف الإغريقي) أفلاطون». وأوضح سارماست أن حوض البحر المتوسط شهد طوفانا في حدود عام تسعة آلاف قبل الميلاد غمر قطعة مستطيلة الشكل من اليابسة. واعرب عن اعتقاده أنها كانت حضارة اتلانتيس وتقع حاليا على عمق 1.5 كلم تحت سطح البحر بين قبرص وسورية. وأضاف: «لا يمكننا تقديم دليل ملموس على شكل قوالب من الطوب، إذ لا يزال ما صنعه البشر مدفونا تحت بضعة أمتار من الرواسب، لكن 60 إلى 70 في المائة من النقاط المكتشفة تطابق تماما وصف أفلاطون، وإذا لم تكن هذه اتلانتيس، فتكون إذا أكبر مصادفة في العالم.
وتجدر الاشارة الى ان الترددات فوق الصوتية استخدمت من قبل في كشف موقع مدينتين اثريتين غارقتين في خليج ابو قير على بعد حوالي عشرين كيلومترا شرق الاسكندرية تحت مياه المتوسط. ويوما بعد يوم يثبت المتوسط أنه كنز من الحضارات المفقودة، وبفضل تقدم المعدات التقنية المستخدمة تحت الماء يمكن الكشف عن اقدم حضارة غارقة في العالم.
ويؤمل ان تساهم اعمال المسح الاثري خلال الشهور المقبلة باستخدام المجال المغناطيسي تحت الماء في الاجابة على التساؤلات الكثيرة عن اسباب اختفاء قارة اتلانتيس، التي لم يعرف ما اذا كان زوالها ناجما عن التحولات البيئية والجيولوجية في مثل ارتفاع مياه البحر، او انخفاض مستوى الارض. واستحوذ وجود أو عدم وجود حضارة اتلانتيس على خيال المستكشفين منذ قرون، وطبقا لما يقوله الفيلسوف الإغريقي أفلاطون فإن اتلانتيس كانت دولة مؤلفة من جزيرة نشأت عليها حضارة متقدمة قبل 11500 عام. وهناك نظريات عدة تحاول تفسير اختفاء اتلانتيس، بدءا من تعرضها لكارثة طبيعية ووصولا إلى الأسطورة الإغريقية القائلة إن الجشع والسلطة أفسدا هذه الحضارة إلى حد أن دمرتها الآلهة.
في حين يعتقد علماء وباحثون متشككون أن حضارة اتلانتيس مجرد أسطورة من نسج خيال أفلاطون. وأشار الباحث الأميركي سارماست إلى أن محاورات أفلاطون هي التي قادته إلى قبرص. وأنه لا بد من امتلاك معرفة جيدة بالتاريخ القديم والإشارات التي وردت في التوراة والحضارة السومرية وألواحها لفهم لغز اتلانتيس. وكانت إشارات أفلاطون إلى أن اتلانتيس تقع في مواجهة «أعمدة هرقل» التي يعتقد أنها مضيق جبل طارق، حملت المستكشفين إلى التركيز على المحيط الأطلسي أو أيرلندا أو جزر آزيروس قبالة ساحل البرتغال. إلا أن سارماست يؤكد أنه ركز على هذه المنطقة من المتوسط بناء على مسح بالموجات فوق الصوتية كانت قامت به سابقا بعثات روسية وفرنسية، وأنه استعمل معدات أكثر تطورا وتعقيدا.
من جهته يقول الباحث الاثري احمد عثمان في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الاوسط»: «كل ما نعرفه عن اتلانتيس مأخوذ عن قصة ذات طبيعة أسطورية، وردت في إحدى كتابات الفيلسوف اليوناني أفلاطون بعنوان تيمايوس. فقد ذكر أفلاطون الذي عاش في القرن الخامس قبل الميلاد، أن أحد الكهنة المصريين أثناء حواره مع الحكيم اليوناني سولون، تحدث عن اتلانتيس باعتبارها جزيرة كبيرة تقع عبر مضيق جبل طارق إلا أن الأتلانتيين صاروا شريرين في أعين الآلهة، فأرسلت عليهم الزلازل والبراكين التي أغرقت بلادهم بأكملها، فاختفت في قاع البحر». ويضيف حتى نتمكن من فهم دلالة القصة التي رواها أفلاطون نقلا عن سولون والكهنة المصريين، لا بد لنا من التعرف عن بداية ظهور الحضارة في بلاد اليونان. فقد ظهرت أول حضارة يونانية شاملة منذ 1650 ق.م. وهي التي عرفت باسم الحضارة الميسينية نسبة إلى مدينة ميسيني المحصنة جنوب غرب أثينا. ويوضح عثمان انه بالرغم من الطبيعة الجبلية والقرب من البحر، كانت الزراعة هي المهنة الرئيسية في بلاد اليونان منذ القدم تعتمد على مياه الأمطار والعيون، وعلى هذا فإن الجماعات السكانية كانت غير كثيفة موزعة بين الوديان الصالحة للزراعية.
إلا أن هذه الحضارة تعرضت لكارثة كبيرة في القرن 12 ق.م. أدت إلى اختفائها تماما من الوجود، ثم جاءت فترة أطلق عليها اسم «عصور الظلام» ولم تبدأ الحضارة الاغريقية التي تطورت فيما بعد لتصبح بداية للحضارة الرومانية والأوروبية بشكل عام، إلا منذ القرن الثأمن قبل الميلاد.
السؤال الذي يراود الكثير من الناس إذا ماكانت هذه القارة فعلا موجودة مع هذا الاكتشاف أو أنها مجرد أسطورة وخرافة في كتب الفلاسفة فقط..