مغرم ليالى [ نور مجتهد ]
عدد الرسائل : 934 نقاط : 15044 تاريخ التسجيل : 09/02/2010
| موضوع: الحرية في لبنان.. بين الدعارة والخلافة!! السبت 4 سبتمبر 2010 - 20:08 | |
| الحرية في لبنان.. بين الدعارة والخلافة!!
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
قبل حوالى عشر سنوات، وبينما كنت ماراً في أحد شوارع بيروت، شاهدت فتاة تكشف "زيحاً" ضيقاً من بطنها. لفتني (استغراباً وليس إثارة) المشهد حينها، فهو لم يكن مألوفاً يومذاك، بدليل اصطفاف ثلاث نسوة على قارعة الطريق بدأن يصرخن بوجه الفتاة ويكلن إليها اتهامات الانحراف والابتذال وهي لاتلقي بالاً لهنّ، وكأنها تقول في نفسها: الآن أنا، وغداً الجميع. وبالفعل، فإن ما تجرأت على فعله تلك الفتاة حينها، بات أمراً مألوفاً لدى معظم فتيات اليوم، بل إن "زيح" هذه الأيام تحول إلى خط عريض، يكاد يفصح عما يجاوره من فوق ومن تحت.
تذكرت هذه الحادثة اليوم، بعد أن تناقلت وسائل الإعلام خبر إلقاء الشرطة الفرنسية القبض على شبكة دعارة لبنانية، تعمل بستار وكالة لعارضات الأزياء، فتمّ توقيف صاحب الوكالة وعدد من عارضاته (المومسات)، وجلهنّ من اللبنانيات.
الفضائح الجنسية في لبنان شائعة ومتداولة، لكنها لاتثير الكثير من اللغط والقلقلة (بمعنى القيل والقال وليس حكم التجويد) بخلاف جاراتها من البلاد العربية. ربما لأن ما يجري في الحانات والنوادي الليلية وما يتم عرضه من خلال شاشات التلفزة لايختلف كثيراً عما يُحكى عنه من فضائح.
أنتقل من ضفة الانحلال إلى نقيضها لسرد عليكم بعض ما تختزنه ذاكرتي: بسبب الحر الشديد الذي يصيب اللبنانيين نتيجة ارتفاع الحرارة، والذي يصيب الشباب بشكل أكبر نتيجة الحرارة أولاً وما يشاهدونه في الشوارع من عروض أزياء ثانياً، كان منطقياً أن نلجأ للسباحة في أحد المسابح "الشرعية".
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
تسابقنا للنزول إلى المسبح، لكن المسؤول عن إدارة المسبح أشار إلينا بصفارته للخروج. وأخبرنا بمنع السباحة لمن رتدي "تي شيرت" قطنية، فالأقمشة القطنية تعمل على انسداد "فلترات" المسبح. لم يشكل الأمر مشكلة بالنسبة لنا، فسارعنا لخلع ما نرتديه (من الأعلى بالطبع) وعدنا سريعاً للسباحة. لكن أحد "الإخوة" وقف متأملاً فينا، وعاد ليستظل في فيء إحدى الخيم. سألناه عن سبب امتناعه عن خلع "التي شيرت"، فكان رده واضحاً ومختصراً، وهو أن عدم ارتداء تي شيرت يجعل من كشف سرته أمراً وارد الحدوث، وهو لذلك لن يشاركنا السباحة لأنه لايرغب أن يكون حطباً في نار جهنم، وختم قائلاً "لاتحقرن صغيرة فإن الجبال من حصى".
حكاية أخرى رواها لي أحد المشاركين في عمرة نظمتها إحدى الجمعيات الإسلامية قبل أسابيع. فإكراماً للمعتمرين اللبنانيين حضرت فرقة إنشادية كي تطرب الضيوف وتروّح عن نفوسهم من مشقة السفر. وكان المنشد ينتقل من نشيد لآخر. ومن باب ملاطفة ضيوفه (اللبنانيين) غنى لهم أغنية لمارسيل خليفة تقول كلماتها "شدوا الهمة، الهمة قوية، مركب ينده عالبحرية، يا بحرية، هيلا هيلا".
لكن بعضاً من "الإخوة" ساءهم هذا الانحراف والابتذال، وثأروا لدينهم وبدأوا بالصراخ طالبين من المنشد الصمت وإلا قاموا بإقفال فمه بالقوة، وكاد الأمر يتحول إلى مشادة بين الحضور.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
حكاية ثالثة، أثناء تنظيمنا لحفل تخريج للطلاب الذين أنهوا المرحلة الجامعية، وقعنا في أزمة كادت تودي بالنشاط من أصله. وتتمثل الأزمة في اختيار الصوت المناسب لمرافقة الخريجين خلال تسلمهم لشهاداتهم. وبدأت الاقتراحات تنهال من كل حدب وصوب. فهذا يقول بوضع ترتيل للقرآن الكريم، وآخر يقترح وضع أنشودة "إلى القدس هيا نشد الرحال"، وآخر يستنسب أهزوجة "عجّل يابابوري عجّل بدنا نوصل عابيسان". لكن أياً من هذه الخيارات لم يكن منطقياً أو مقبولاً في مناسبة مماثلة.
وحين طرح أحدهم فكرة استخدام معزوفة عالمية لتكون خلفية موسيقية لفقرة تسليم الشهادات، تحول النقاش إلى صراخ، وبدأ التذكير بعذاب القبر، ونار جهنم الشاوية، وشبّه البعض حفل التخريج المنوي تنظيمه وكأننا نسوق الخريجين إلى جهنم وهم يحملون شهاداتهم الجامعية من مناخرهم، وطالب قسم آخر بإلغاء حفل التخريج طالما لم يتم التوصل إلى مخرج "شرعي" للأزمة، بينما انسحب من الجلسة قسم من المعترضين لأنهم يرفضون المشاركة في مكان يتكلم فيه الشيطان.
غريب هذا اللبنان الذي يحتضن التناقضات بين أبنائه. ولست أدري هل هو دليل صحة أم دليل مرض. وهل هذا التباعد ينذر بتقارب أبنائه أم تقاتلهم. فكيف للبنانيين يعملون لإقامة خلافة إسلامية رغماً أنف الجميع أن يتلاقوا مع من يعمل لتكريس شراكة شرق أوسطية تكون "إسرائيل" فيها الشريك الأكبر؟! وهل من يرفض كشف "سرته" يمكن له التعايش مع تلك التي تكشف "سرتها" وأكثر؟! | |
|