طفل مغربي نطق الألمانية قبل أن يتهجأ الكلام!

طفل مغربي نطق الألمانية قبل أن يتهجأ الكلام!


أصبح الطفل عثمان فجأة حديث الناس في المغرب حين اعتبرته بعض وسائل الإعلام اعجوبة القرن في عصر العولمة،
حيث نطق بالألمانية منذ أن كان طفلا يتهجأ حروف اللغة الأولى. والده يؤكد أنه تحدث الألمانية بالفطرة بل كانت اللغة التي تحدث بها بدل لهجته الأصلية المغربية الدارجة. «سيدتي» تابعت تلك الضجة الإعلامية التي اقتحمت بيت محمد تغبولا في مدينة مكناس والتقت الطفل وعائلته، فماذا اكتشفت؟
وقفنا مشدوهين فعلاً أمام طفل موهوب يتحدث بكثير من الثقة بالنفس ويستعمل أكثر اللغة الفرنسية في حديثه والألمانية لمن يفهمها طبعا، عثمان من مواليد أكتوبر1994 ولد في ظروف طبيعية وبولادة عادية كما يؤكد والده محمد وأمه مبروكة وهو الطفل الوحيد الذي حظيت به المرأة الزوجة الثانية من زواجها من محمد الذي له أربعة أبناء من زوجته الأولى التي توفيت بعد معاناة مع المرض. لاشيء كان يوحي بالغرابة في أيام الطفل الأولى الذي تقول أمه إنها أرضعته عشرة أشهر كاملة غير أنها لاحظت مع مرور الوقت أنه ليس طفلا عاديا، إذ تغير سلوكه فجأة وبدأ يصبح عصبيا متوترا خاصة في سن الثانية من العمر، وهنا يتدخل والده ليقول: كان يلهو مرة في حديقة البيت وهو لا يتجاوز السنتين من العمر فبدأ يحكي كلاما مبهما عجيبا لم أتبينه، فناديت على زوجتي قائلا: ما هذا لقد أنجبت طفلا مجنونا .. استمر الحال على ما هو عليه دون أن نعرف بم ينطق الطفل إلى أن زارني صديق أمازيغي يدعى حمادي يتاجر بالسيارات في ألمانيا، وبينما عثمان يلهو كعادته بدأ الضيف يمعن الإنصات للولد فوقف يصيح «ابنك يتحدث الألمانية» لم أصدق لكنه أكد لي أنه يعرف ما يقول وأن ما يتحدث به هي اللغة الألمانية، وهذا ما حصل بالضبط وليس ما ادعاه بعض الصحافيين من أن ألمانيا كان يتردد على البيت وتعلم منه ابني لغته.
أما والدة الطفل، مباركة، فتحكي عن سلوكه الذي تغير قائلة: أصبح يستيقظ ليلا ويتحدث لحاله وينادي علينا دون أن يرانا رغم أننا بجواره، ويستطرد الأب قائلا: كان يردد باستمرار كلمة "كود" يعني الله بالألمانية وكأنه يصلي يستمر معه الأمر لحظات قبل أن يستسلم للنوم وعادة ما يحصل له الأمر في تمام الحادية عشرة ليلا، فهذا هو التوقيت الذي يصحو فيه باستمرار ليتحدث مع نفسه أو يطلب شيئا من الله.

ماذا قال الطبيب؟

كان الأب يحكي ويحكي عن هبة الله كما يسميها دون أن يعرف ما السبب ولكن حين سألناه عما إذا كان عرض عثمان على بعض الأخصائيين لمعرفة حالته أجاب: عاينه الدكتور الدريسي وهو طبيب عقيد بالمستشفى العسكري واعتبره ظاهرة وقال لي: ان عقله سليم جدا بعد أن أخضعه لفحوصات طبية وعرضته على أحد الفقهاء الصالحين فاعتبره هبة ربانية خالصة.
نما حب اللغة لدى الطفل وتحدث كل مرة أحسن وأحسن كما يقول الأب الذي يعتبر ابنه من نعم الله عليه، إذ ان الله أراد أن يكافئه في خريف عمره بابن نبيه لأنه يرى فيه تعويضا عن أبنائه الأربعة من زوجته الأولى الذين لم يحققوا أحلامه كما يقول.

حقائق جديدة

حاولنا فك لغز عثمان عن طريق التوجه أولا إلى معهد متخصص لتعلم الألمانية في مدينته مكناس وهناك التقينا بالأستاذ الحسن عسلون الذي كشف لنا حقائق لأول مرة بعدما وجدناه عاتبا على القنوات الفضائية التي لم تحمل نفسها عناء البحث عنه في المدينة لمعرفة الحقيقة، يقول:
استقبلت الطفل في المعهد منذ سنتين وهو الطفل الذي جاء مع أبيه الذي تحدث عن ابنه على كونه ظاهرة وقدمه لأستاذ آخر حدثني عنه وأعطيته موعدا في الصباح، وبالفعل بدأنا نتجاذب أطراف الحديث بالألمانية ووجدت أن له رصيدا متواضعا من الكلام، وبعدما حاولت أن أتعمق أكثر لاحظت أن الأب كان يمنعه وفجأة تغير مجرى حديث الأب الذي كان يركز فقط على من يتبنى الطفل لأنه نابغة، وقد واجهته آنذاك بأنه لم يترك لي فرصة بعد لتأكيد نبوغ طفله أو تحديده أو نفيه، ولاحظت كلما كنت عقلانيا معه انتفض وغضب حيث اقترحت عليه أن نعمل بطريقة ممنهجة، وأشرت عليه أن أعلمه الألمانية بشكل أكاديمي مجانا ورفض لأن همه آنذاك هو أن يجد من يتبنى ابنه ماديا ليذهب إلى ألمانيا، وبالفعل حاولت مساعدته وناولته ورقة للزوار كانت لدي ليتصل بالسفارة الألمانية بالرباط، وما أثارني هو رفض الأب القاطع ليتعلم ابنه الألمانية، بل لاحظت أنه لم يستسغ كيف أني لم أنبهر بابنه الذي اعتبره ظاهرة خارقة، وطبعا أنا رجل منطقي أتعامل مع الأمور بشكل علمي وأخذت حذري من الأمر، ومنذ ذلك الحين إلى أن فوجئت به يظهر على شاشة التلفزيون، وفي نظري لا يمكن أن يكون الطفل ظاهرة لأن الجمل التي يرددها الطفل هي جمل بسيطة لها علاقة بعالم الطفولة وبالإعلام بصفة عامة، يعني أنه مستهلك جيد ومستوعب للرسوم المتحركة، بل وفاجأني بترديد جمل نابية أمام والده، ومن هنا تبينت مدى سلطة الإعلام على الطفل الذي من المؤكد أنه يقبل على مشاهدة القنوات الألمانية بدون رقيب.
ونسأل الأستاذ عسلون عن التحليل الذي يراه منطقيا لظاهرة الطفل عثمان فيقول:
اولا: الطفل ولد في التسعينات وهي الفترة الذهبية للغة الألمانية في المغرب لأن الظروف العامة آنذاك كانت تقول إن لغة المستقبل هي اللغة الألمانية، وفي هذا الإطار أنشئ معهد «كوت» لتوفير خدمات في المدينة حتى لا تكون متمركزة في الرباط، تلك الفترة عرفت ازدهار اللغة الألمانية، ولا ننسى الثورة الإعلامية انذاك حيث كان امتلاك البارابول يتطلب 4000 درهم مغربي فأصبح مجانيا، والقنوات التي كانت مهيمنة هي القنوات الألمانية والكل يعرف ذلك وكان الناس يغبطوننا آنذاك لكوننا نتحدث الألمانية. كانت فترة ازدهار ألماني بامتياز. ثانيا: استفادة شقيقيه من هذا الزخم اللغوي كان مهما وهو الجو الذي سيفتح فيه عثمان عينيه.

والده أشعر أنه
هبة
من الله

خبير لغات
تعلم الألمانية
في الفضائيات..
هو ذكي.. لكنه
ليس أعجوبة!

الثقافة الشعبية

نور الدين الزاهي (أختصاصي في علم الاجتماع) اعتبر أن ما حدث كان انتقالا إلى الحكايات المتخيلة بامتياز مثل ما عرفناه عن حكاية المرأة التي مسخت لأنها مست بالقرآن الكريم وأثارت ضجة إعلامية تبين في النهاية أنها مجرد أعمال فنية من صنع فنانة استرالية، يقول: هي فكرة تبدو لي نتيجة ضغوط اقتصادية واجتماعية، لذلك يتم اللجوء إلى توظيف الرمزي والخرافي للهروب من هذا الانتقال الواقعي الصعب.
الطفل يمكن أن يتحدث كل اللغات كما يقول علماء اللغة إلى أن يعثر على اللغة التي يتحدث بها والداه ويمكن أن يلونها بعد ذلك بشخصيته، لكن أن يتحدث طفل بعد ميلاده لغة من اللغات فهذا أمر فيه كثير من الخيال والحكايات ويعكس ظاهرة تمثل التعلق بالثقافة الشعبية التي تؤمن بالخوارق والعجائب، وهذا طبعا لا يعني نفي الموهبة والطاقات الإبداعية لكن شرط التعلم والاكتساب اليومي للغة، لذلك فالظاهرة هي مجرد تمثلات الناس لكل ماهو خارق أكثر مما تعكس واقعا حقيقيا.


توقعات عثمان

والد عثمان محمد تغبولا يتحدث عن غرائب يقوم بها ابنه الذي يمكن أن يتوقع أشياء تحدث فعلا مع مرور الوقت حيث يحكي لنا أنه كان في زيارة لأحد أصدقائه في الجيش وكان برفقة عثمان، وهناك رأى ***ة صغيرة كانت تربيها زوجة صديقه الأجنبية وكانت جد مقربة منها، نظر إليها عثمان وقال إنها ستتوفى بعد عشرة أيام، استغرب صديقه الأمر لكنه عاد يسأل بعد مرور هذه الفترة بالذات ليقول لعثمان إن ما قاله صحيح وطلب منه أن يخبره إن كان سيعيش طويلا فامتنع عن ذلك ومات الرجل بعد شهر.
يقول عثمان: كنت أعرف أنه سيموت ولم أشأ أن أقول خبرا سيئا.

ينبض عثمان بالحركة والحيوية ويبدو أكثر من سنه بكثير، طفل نجيب ومحبوب حولته وسائل الإعلام إلى نجم ساطع في كل مكان يذهب إليه، سألناه:
< ماهي أمنيتك يا عثمان؟
ـ أن أصبح رئيسا لدولة ألمانيا.
< ولم؟
ـ لأني أعرف الألمانية جيدا وأريد ذلك فقط. ثم يستطرد: لا تخبري أحدا أريد أن أغيرّها!
< ألا تحلم بمهنة معينة؟ ألا تريد أن تكون طبيبا أو مهندسا أو طيارا؟
ـ لا يعنيني شيء من ذلك، أريد أن أكون رئيسا لدولة ألمانيا لا غير
< وما هي هواياتك؟
ـ أحب اللعب كثيرا وأرعى قططي وعصافيري وكتاكيتي وأريد لعبة «بلي ستايشن» التي يرفض والدي أن يشتريها لي لأنه ليس لديه الكثير من المال.
< كيف تقضي أوقاتك؟
ـ أدرس في القسم السادس ابتدائي وألعب وأتفرج على التلفزيون.

الأب ينفي!

تصريح الاخصائي ينفيه الأب ويؤكد أن ابنه نطق الألمانية دون أي تأثير من الوسط العائلي أو الإعلامي، بينما يؤكد الاستاذ عسلون قائلا: لو كانت ظاهرة خارقة لنطق منذ البدء بكلام متكامل لكن الطفل تطور لغويا بشكل رهيب خلال سنتين فقط وهو إنجاز أصفق له، وهذا يعني أن الطفل صب اهتماماته كلها على اللغة الألمانية.


الطفل يحتاج لعلاج

عرضنا موضوع الطفل عثمان على العالم الفلكي عبد العزيز الخطابي الذي له أبحاث في علم النفس ايضا وهو يعتبر أن الطفل يستعمل في حالة النطق بالألمانية تأثير العقل الباطن وللأسف لا توجد أبحاث ودراسات كافية في مجال علم النفس الباطني. ويقول: الطفل في اعتقادي يعاني من صدمة يستعملها بعض الفقهاء بهدف وجود خلل في الجهاز العصبي. شخصيا يمكن أن أعرض على الأب جلسة علاج مع الطفل الذي من المؤكد أنه يعاني من صدمة معينة أو من خلل ولادي ويمكن في هذه الحالة اقتراح علاج بلسعات النحل.

من نصدق؟


التناقض الذي لمسناه في حديث والد الطفل عثمان والأستاذ عسلون يشير الى حلقة مفقودة في هذه القضية، فالأستاذ يقول إن الأب زاره من سنتين فقط وهو من مهد له طريق السفارة الألمانية ليكلم السفير بشأن تبني ابنه لغويا، أما الأب فيقول إنه زار السفير منذ ان كان الطفل في عمرالخامسة ووجهه الى القنصلية لأخذ التأشيرة، ويؤكد الأب قائلا: عرفت أن السفير رحل بعد أن أسلم بعدما أخبرني أحد الموظفين أنه تأثر كثيرا بقصة ابني.


رأي الشرع

يرى عالم الدين عبد الباري الزمزمي أن قدرة الله واسعة ويمكن أن يكون الطفل حالة استثنائية خاصة، ويؤكد أن هناك حالات المس الشيطاني الذي يلبس الإنس ومعروفة لدى الفقهاء الذين يعملون على صرع الجن ويواكبون في حالات عديدة وجود أشخاص أميين أحيانا حينما يتحدثون في حالة الصرع يتحول لسانهم إلى لغة أخرى غير الدارجة مثل العربية الفصحى أو لغة أجنبية أخرى، الانجليزية والفرنسية أو حتى الإيطالية وهي ظاهرة شائعة، أما أن يؤكد الأب إن كان صادقا ما حصل لابنه فكل شيء ممكن إذا أراد الله وتبقى حالته خاصة واستثنائية

سبحانة الله

سبحان الله هو القادر

الله يستر ما يحكونا هاي لغة السماء.كل شيء بصير .ولكن دون ان يتكلم احد امامه ويخاطبه بهذه اللغه او غيرها فهي امور لا تصدق .
فالمعجزات والاعجاز اتى باللغه العربيه فقط.وبناءأ عليه اُنزل القرأن عربيأ على رسولآ عربيآ صلى الله عليه وسلم.
وشكرآ.

سبحان الله