بسم الله الرحمن الرحيم
هدفت الدراسة الحالية إلى التعرف على المشكلات الأكاديمية لدى طلاب الكليات الإنسانية بجامعة الملك سعود ، ودرجة اختلاف هذه المشكلات فى ضوء بعض المتغيرات وهى : الكلية ( التربية ، والآداب ، واللغات والترجمة ، وإدارة الأعمال ، والأنظمة والعلوم السياسية ) ، والمستوى الدراسي ، ومكان الإقامة ( الأسرة ، والسكن الجامعى ، وخارج السكن الجامعى ) ، والمستوى الاقتصادى للأسرة 0 وتكونت العينة من (1934) طالباً بجامعة الملك سعود ، منهم (553) طالباً بكلية التربية ، (492) طالباً بكلية الآداب ، (140) طالباً بكلية اللغات والترجمة ، (446) طالباً بكلية إدارة الأعمال ، (303) طالباً بكلية الأنظمة والعلوم السياسية 0 طبق عليهم جميعاً استبيان المشكلات الأكاديمية من إعداد الباحثان 0 وباستخدام التكرارات والنسب المئوية والمتوسطات الحسابية ، وتحليل التباين أحادى الاتجاه ، واختبار شيفية أظهرت النتائج ما يلى : 1- أن أكثر المشكلات المرتبطة بالمقررات الدراسية والاختبارات انتشاراً بين الطلاب هى : صعوبة أسئلة الاختبارات ، وطول المقررات الدراسية ، وموضوعات المقررات الدراسية صعبة الفهم ، وضعف ارتباط بعض المقررات الدراسية بالمستقبل 0 بينما كان أقلها انتشاراً الوقت المخصص لدراسة المقرر غير كافى 0 2- أن أكثر المشكلات المرتبطة بالأساتذة انتشاراً بين الطلاب هى :ضعف العلاقة بين الأساتذة والطلاب ، وضعف الكفاءة الأكاديمية لبعض الأساتذة ، وعدم الالتزام بالساعات المكتبية ، وعدم استخدام أسلوب التحفيز والتعزيز مع الطلاب ، وعدم الجدية فى تصحيح إجابات الطلاب 0 بينما كان أقلها انتشاراً كثرة غياب الأساتذة عن المحاضرات 0 3- أن أكثر المشكلات المرتبطة بالطلاب انتشاراً هى : القلق المرتفع من الدراسة والاختبارات ، وسرعة النسيان ، وتشتت الذهن أثناء الدراسة ، وعدم القدرة على تنظيم الوقت ، وضعف مفهوم الذات الأكاديمى 0 بينما كان أقلها انتشاراً عدم الرغبة فى التخصص 0 4- أن أكثر المشكلات المرتبطة بالكلية والإدارة انتشاراً بين الطلاب هى : عدم توفر الإمكانات المادية المناسبة فى القاعات ، وعدم توفر مرشد أكاديمى بالأقسام ، وعدم وضوح طريقة قبول الطلاب فى الأقسام ، وعدم توفر الأجهزة والأدوات الكافية بالمختبرات ، وعدم إرشاد الطلاب عن متطلبات المرحلة الجامعية 0 بينما كان أقلها انتشاراً أنظمة الكلية صارمة وضد الطلاب 0 5- وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين الكليات الإنسانية المختلفة " التربية – الآداب – اللغات والترجمة – إدارة الأعمال – الأنظمة والعلوم السياسية " فى المشكلات المرتبطة بالمقررات الدراسية ، والأساتذة ، والكليـة والإدارة ، والدرجة الكلية بينما لم توجد فروق فى المشكلات المرتبطة بالطلاب 0 6- وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين المستويات الدراسية المختلفة " الأول – الثانى – الثالث – الرابع – الخامس – السادس – السابع - الثامن " فى المشكلات المرتبطة بالمقررات الدراسية ، والأساتذة ، والكليـة والإدارة ، والدرجة الكلية بينما لم توجد فروق فى المشكلات المرتبطة بالطلاب 0 7- وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين الأماكن المختلفة لإقامة الطالب " مع الأسرة – السكن الجامعة – خارج السكن الجامعى " فى المشكلات المرتبطة بالمقررات الدراسية ، والأساتذة ، والطلاب ، والكلية والإدارة ، والدرجة الكلية 0 وأن الطلاب المقيمين فى السكن الجامعى الأقل معاناة وتعرضاً للمشكلات مقارنة بالطلاب المقيمين مع أسرهم أو خارج السكن الجامعى 0 8- وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين المستويات الاقتصادية المختلفة للأسرة فى المشكلات المرتبطة بالمقررات الدراسية ، والأساتذة ، والكلية والإدارة ، والدرجة الكلية 0 بينما لا توجد فروق فى المشكلات المرتبطة بالطالب 0 المقدمة : تهتم المجتمعات الإنسانية فى الوقت الراهن اهتماماً متزايداً بأفرادها ويتضح ذلك فيما تقدمه لهم من برامج تربوية وتأهيلية تهدف إلى رفع مستوى قدراتهم وإمكانياتهم العقلية والفكرية والوصول بها إلى أعلى طاقاتها الوظيفية 0 إلا أن ظهور كثير من المشكلات لبعض الأفراد يحدث إعاقة لتنفيذ تلك البرامج بفاعلية وبكفاءة(Donforth & Drabman , 1989) 0 وتعبر المشكلات الأكاديمية عن عدم قدرة الطالب على التحصيل الدراسى أما لصعوبة المواد أو لطريقة التدريس السيئة أو لعدم استيعابه للمقررات الدراسية وفهمها الفهم السليم مما يفقده الثقة بنفسه وقدراته ، وبالتالى يتأثر توافقه مع زملائه ومع البيئة الجامعية بشكل عام ( شبير ، 1989 : 90) ويرى البعض أن الأسباب الرئيسية للمشكلات الأكاديمية يتمثل فى نقص الإرشاد التربوى والأكاديمى ، والعادات الخاطئة فى التعلم والدراسة ، وتخطيط وتنظيم الوقت ، والعزوف عن التخصص الدراسى ، والاتجاهات السلبية نحو الدراسـة ، وسوء التوافق الدراسى (محمود ، 1998 : 116) 0 ومعظم المشكلات التى يعانى منها الفرد تعود إلى الصعوبة التى يواجهها فى التكيف وعليه ينبغى الاهتمام بحل وعلاج تلك المشكلات قبل أن يستفحل أمرها وتتطور وتحول دون النمو النفسى السوى ودون تحقيق الصحة النفسية للفرد 0 ولا يقاس التكيف السليم بمدى خلو الفرد من المشـكلات ، وإنما بمدى قدرته على مواجهة هذه المشكلات وحلها حلاً سليماً 0 ويمكن التعرف على أن الفـرد يعانى من مشـكلات إذا ظهرت عليه بوادر التوتـر الزائد عن الحد ، أو فقدان الحماس والاهتمام بعمله أو دراسته ، أو محاولة جذب انتباه الآخرين ، والحـزن ، والتعاسة بدون سبب واضح للتوتر ، والتناقض بين السلوك والمعايير الاجتماعية ، والانشغال الزائد بهواية أو ميول معينة ، والاعتماد على غيره ، وعدم الثقة بالنفس ، والعجز التعليمى الذى لا يرجع لعوامل أخرى كالسن أو الضعف العقلى( جلال ، 1992 : 196)0 إن التعليم عملية معقدة ومتعددة الجوانب والأبعاد ، بحيث تؤثر فى نجاحه متغيرات كثيرة متداخلة ، فهناك المتغيرات الخاصة بالمتعلم وبالمعلم وبالمادة الدراسية وبطرق التدريس ووسائله 0 لهذا يبدو من غير المستغرب ، فى ضوء هذه الشبكة المتداخلة من المتغيرات ، أن ينزع الباحثون إلى تقويم فعالية التعليم فى ضوء عدد من المحكات المتنوعة أهمها : النواتج التحصيلية للعملية التعليمية – التعلمية ، وأنماط السلوك التفاعلى السائدة فى غرفة الصف والتى تتبدى فى نشاطات المعلم والمتعلم أثناء التعليم ، وبعض الخصائص المعرفية وغير المعرفية التى يتمتع بها المتعلم والمنبئة بنجاحه ( نشواتى ، 1998 : 267)0 وبالرغم من توافر الإمكانيات التربوية والتطور التربـوى الذى طرأ على مجالات التعليم ، فقد تبين أن هذا التطور قلما يحمل النجاح المنشود لكل طالب ، كما تبين أن الإقبال على مراكز التعلم شئ ، وعملية تحقيق النجاح شئ آخر ، وهناك عقبات تقف حائلة دون تحقيق الأهداف المرجوة من التعليم ، بالرغم من تحسين المناهج وتعديل طرق التدريس ، ورفع كفاية المعلمين وتوفير الإمكانات التعليمية بشكل أفضل ، إلا أن هناك الكثير من القصور وتدنى مستوى التحصيل الواضح فى المستويات التعليمية للطالب ، وهذا يتطلب إعادة النظر فى كثير من الجوانب التربوية وقام فريق بحث من جامعة القاهرة (1991) برصد أهم المشكلات التى يعانى منها طلاب الجامعة على النحو التالى : مشكلات طلاب الكليات العملية والنظرية ، مشكلات الطلبة المتفوقين والمتأخرين دراسياً ، مشكلات الصفوف الأولى والصفوف النهائية 0 وأظهرت النتائج أن شكوى الطلاب من المشكلات تتفاوت من مجال لآخر ، وأن أهم المشكلات هى : العلمية والدراسية ، والاجتماعية ، والشخصيـة ، ومشكلات مرتبطة بالمستقبل ، ومشكلات خاصة بالإقامة 0 وثمة أسباب عديدة ومتفاعلة لكل مشكلة أهمها : صعوبة التكيف فى مواجهة متطلبات المتغيرات الاجتماعية ، وعدم مسايرة النظم الاجتماعيـة مع تطورات المجتمع الحديث ، والوحدة النفسية ، وعدم وجود من يناقش مشكلاته الشخصية معه ، والقلق بخصوص التعصب الاجتماعى وعدم التسامح 0 وأظهرت نتائج بحث (Dukkar , 1995) أهم المشكلات الأكاديمية التى يعانى منها الطلاب فى جامعة بنسلفينيا هى ضعف الإرشاد الأكاديمى ، والعلاقة بين إدارة الجامعة والطلاب 0 بينما أظهرت نتائج (Kenneth , 1995) أن أكثر المشكلات لدى طلاب كليات المجتمع هى انخفاض تقدير الذات ، وضعف المهارات الأكاديمية ، وعدم القدرة على إدارة الوقت 0 وعن مشكلات التوافق لدى الطلبة السعوديين والخليجيين فى شرق واشنطن توصل Shebeeb,1997)) إلى أن أهم المشكلات التى تواجه الطلبة تمثلت فى المشكلات الدراسية والمشكلات الشخصية ، والاجتماعية ، والمشكلات المعيشية ، ومشكلات التسجيل ، والخدمات المكانية ، والنشاطات الدينية والمشكلات المالية والصحية ، وأن الطالبات أكثر معاناة من الطلاب فى المجال الدراسى 0 وأظهرت نتائج دراسة مكارمى (Makarmi,2000) فى إيران أن أكثر المشكلات شيوعاً لدى طلاب الجامعة الإيرانيين هى القلق ، والإحباط ، والتوتر بسبب التعامل مع الجنس الآخر ، والإقامة خارج المدن الجامعية ، وعدم التكيف الدراسي 0 يلاحظ مما سبق أن نتائج الدراسات السابقة سواء أكانت عربية أم أجنبية أشارت إلى انتشار المشكلات الأكاديمية لدى طلبة الجامعة وبتنوع واسع وتداخل مع المشكلات النفسية 0 ونظراً للتباين الثقافى والاجتماعى بين البيئة فى مجتمعاتنا العربية بصفة عامة والبيئة السعودية بصفة خاصة فمن الطبيعى أن يتبع ذلك اختلاف فى نوعية المشكلات الأكاديمية ، وجاءت الدراسة الحالية للتعرف على نوعية هذه المشكلات لدى طلاب الكليات الإنسانية بجامعة الملك سعود بالرياض
http://repository.ksu.edu.sa/jspui/handle/123456789/8045