إن عباد الرحمن يرفضون الجمود، والتحجر، ولا يرضون أن يعيشوا فى حركة الحياة دونما وعى ورؤية، وعقلانية.. إذن هؤلاء يتعاملون مع الأفكار، ويستقبلون الحقائق، ويتناولون الأمور بوعى وفهم يستبطن حقائق الأشياء، ويدرك أغوار الظواهر.. فعباد الرحمن حينما تعرض عليهم آيات الله التشريعية، والسلوكية والكونية يخرون عليها بوعيهم السمعى والبصرى والفؤادى.. لذا تراهم يتفحصون الأشياء، ويعملون عقولهم فى إدراك مداليلها وعطاءاتها.
والإنسانية تستطيع بقوة الوعى الثلاثى أن تنطلق فى كون الله لتشاهد الحقائق، وتصل إلى قوانين الله فى أرضه، وتعرف أن الله حق. قال تعالى: «سنريهم آياتنا فى الآفاق وفى أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق» (سورة فصلت: الآية ٥٣).. وما فى كون الله لا يصل إليه الجامدون، والمتحجرون، والمتنطعون الذين شغلوا المجتمع الإسلامى، وما زالوا له شاغلين، بكل ما هو بعيد عن منهج الله، ولهذا تخلفت الأمة عن ركب الحضارة، رغم أنها تملك كل آليات الحضارة.. فهل نفيق؟
واكتفي بهذا الاقتباس من مقالة حضرتك يا استاذ وجزاك الله خيرآ وشكرآ.