الاحساس او التفكير ايهما يحدث قبل الاخر ويؤثر فى الاخر؟ كان ذلك هو السؤال

فى اعتقادى الشخصى ان الاحساس ما هو انفعال شعورى يحدث نتيجة سلسلة سريعة من التفكيرات الذهنية تكون اقرب الى القلب منها الى العقل , كيف ؟
نفرض مثلا ان سيدة ما كان تمشى فى احد شوارع القاهرة الغير مكتظة وكانت الساعة متأخرة الى درجة انه لا يوجد احد فى الشارع المعتم سوى رجلين يبدوان فى الافق و يركنان على احدى السيارات , فخالج تلك المرأة شعورا ( احساسا ) بأن عليها ان تسلك مسلك اخر من شارع منير لأنها ارتابت فى ما يمكن ان يحدث

فى تحليل بعض الاشخاص يبدو هذا الحدث كأنه احساس من المرأة جعلها تفكر فى انه من الصواب ان تتخذ طريقا اخر
ولكن فى تحليلى الشخصى والذى يدعم فكرتى ان احساسها هذا كان نتيجة معطيات سريعة عملت فى جهاز التفكير لديها مثل : الشارع مظلم, انها امرأة ضعيفة , منظر الرجلين فى نهاية الشارع كان مريب, بالاضافة الى اهم شئ فى نظرية الاحساس الا وهو التجربة المترسبة فى العقل الباطن من خضم تجاربها الانسانية بأن الموقف خطير

كل هذه المعطيات ولدت فى تفكيرها - و لاحظوا ان التفكير اولا - نوع من الاحساس بأن من الاسلم لها ان تتخذ المسار الاخر ونتيجة ذلك فكرت بأن تتخذ الطريق الآمن اى ان الوضع حدث كالتالى :
1- معطيات
2-تفكير اولى
3 -احساس مطمئن لللقلب
4- تفكير نهائى يكو موافق للاحساس او مضاد له

ولو ركزنا فى جميع شئون الحياة سنجد ان العملية تتم هكذا فلا وجود لما يسمى الاحساس المطلق الذى يسبق التفكير

مثال اخر : لنفرض مثلا ان هناك عريس تقدم الى طلب احدى الفتيات وكان هذا العريس لديه الشقة والمهر الكافى والسكن المريح كما انه يمتلك شركة كبيرة ولها معاملاتها الكثيرة فى السوق ويتسم بقدر كبير من
الوسامة وأنه جاء لطلب يد الابنه لسماعه عنها وعن الاسرة خيرا

الى هنا , ولكن ام العروسة فجأه قررت ان ترفض العريس لان احساسها مش مطمن تجاهه - قد يبدو هذا التفكير غبيا - ولكن بعد فترة ليست ببعيدة تسمع هذه الاسرة خبر بأن هذا العريس كان نصاب

فتهلل الام فرحا وتقول " عرفتوا بقى ان احساسى مابيخيبش " وتهللون انتم سعاده لان هذا العريس اثبت عكس نظريتى ولكنى اعود واقول ان ترجعوا الى اهم نقطة ذكرتها الا وهى الترسيبات الذهنية فى العقل الباطن نتيجة الى التجارب الحياتية السابقة
فى هذه الحالة كانت الام اكثر ذكاء وفطنة من الاخرين و واستنتج عقلها الباطن بأن عريس فى مثل هذه المواصفات لابد وان يريب الامر خاصة فى مثل هذه الظروف كما ان من فى مثله لا يتقدم لاحد نتيجة لسماعه عنها فقط وانه لنجاحه فى السوق لابد وانه مر بكثير من الفتيات المميزات اللائى لايقلون قدرا عن ابنتها ولذلك قررت الا تغامر بالابنه فى سبيل تفكيرها الذى اراح قلبها قبل ان يريح عقلها

وحدث الامر كما ذكرت : معطيات , تفكير اولى سريع , احساس يريح القلب , تفكير نهائى سواء كان متوافق مع الاحساس او مضاد له

الخلاصة :
ما اردت توضيحه هو انه لا يوجد هناك ما يسنمى الاحساس النفسى ولكن هنا احساس عقلى ناتج عن معطيات قد ا نلاحظها ولكنها سريعا ما تؤثر فى العقل الباطن معطية ايانا ما ندعوه بالاحساس وهذه المعطيات لا تتأثر اطلاقا بمستوى الذكاء الآدمى ولكنها مرتبطة ارتباطا وثيقا بالتجارب الذهنية

... الا فى بعض المسائل التى تتخطى مستوى التفكير العقلى