خالد النور admin
رقم العضوية : 1 عدد الرسائل : 4450 العمر : 23 الموقع : elnor.ahlamontada.com نقاط : 27516 تاريخ التسجيل : 10/03/2009
| موضوع: اللغة العربية في بؤرةالهدف الإثنين 14 فبراير 2011 - 22:57 | |
| *اللغة العربية في بؤرةالهدف*
في كل يوم جديد يطالعنا عَلَمٌ من أعلام ثقافتنا المعاصرة البائسة بهجوم أو طعن في الأصالة بحجة التطوير والتحديث , هذه اللكنة التي بات يرطن بهارجال الثقافة والعلم, والسياسة والهيئات والمحافل من أعلام ونكرات, وكأنهم قطيعديكة الحبشة, ما أن يستمع إلى همسة أو وسوسة أو كتكتة من طفل عابث, حتى يكركربأنشودته المعهودة التي حفظها صغارنا عن ظهر قلب, كجوقة أحسنت التدريب وأساءتالتعاون ! وتعلمون ما جرى من محاولات بائسة أحيانا ومهلكة أحيان أخرى , لجرجرة اللغة العربية إلى أوحال العامية والدارجة المحكية, وقد كان من أوائل من نهج هذاالنهج د.طه حسين , وتوالى بعده آخرون يدندنون على نفس الوتر والوتيرة, وقد قامت بعضالجهات مشكورة بإنتاج مسلسلات للأطفال لطيفة وجميلة ومناسبة للطفولة تحمل علىعاتقها إعادة صياغة ألسنة الأطفال على أسس فصيحة ( افتح يا سمسم ) ..., وآخر – نسيتاسمه - لم يزل قائما على الفضائية اليمنية, كما اتخذ الهجوم شكلا آخر على صعيدالشعر, فقد تنبه الحاقدون لأهمية الشعر عند العرب , و إليكم قول الشاعر الحمداني أبو فراس : الشِعرُ ديوانُ العَرَب *** أَبَداً وَعُنوانُ الأَدَب لَم أَعدُفيهِ مَفاخِري *** وَمَديحَ آبائي النُجُب وَمُقَطَّــعاتٍ رُبَّما *** حَلَّيتُمِنهُنَّ الكُتُب لا في المَديحِ وَلا الهِجا***ءِ وَلا المُجونِ وَلااللَعِب يختصر مكانة الشعر, فكان الهجوم على الشعر ذو محورين : - أولاً:النيل من القصيدة العمودية المعروفة بشكلها الجاهلي والخليلي وحتى التشكيك و نكران الشعر الجاهلي ( د.طه حسين ) . - ثانياً:تلميع الأشكال المحلية والشعبية من عتاباوميجانا وقصائد اللهجة المحلية الدارجة في منطقة الخليج وغيرها من المنطقةالعربية. المنافقون لهذه الأشكال الجديدة التي تحمل ظاهرا شعبيا وباطنا عدائياقاتلا هو الجهات الرسمية من صحافة و إعلام . أولاً : النيل من القصيدة العمودية. أ- بدأ مع نهايات الحرب العالمية الثانية, عندما بدأت قصيدة التفعيلةخروجها على أقفاص الفراهيدي الستة عشر ( كما يقول نزار قباني ), فقصيدة التفعيلةهي انعكاس للهزيمة النفسية للأمة في تلك الحقبة, وانتصار للشعر المرسل الذي امتازبه الأوربيون , وأنا أرى فيها غنائم المستعمر, والسبب في هذه الهزيمة من وجهة نظريهو: , إلا أنهاJ1- أهل الشعر والعروض, فعلى الرغم من وضوح الأقفاص الستة عشرجاءت صورة لعبقرية الخليل التي لم ينشر الخليلُ عنها شيئاً, بمعنى أنها (سر الصنعة) , ولم يستطع احد من أهل العروض أن يخترق هذه الصورة فيقدم للناس هذا السر, فشأنهكشأن كل الأسرار أن يضمحل ما لم يُبْسَطْ ويسهل أمره لحامليه ومتعاطيه. 2- الرموز الثقافية للأمة الذين خانوا عامدين متعمدين, أو لاهثين مبهورين ببهرجةالثقافة الغربية مقلدين لها فضاعوا وأضاعوا. 3- الجو النفسي العام للأمةالمهزومة هزيمتين متتاليتين (العالميتين) على يد أوربا ودعاة القومية العربية الذينأسسوا مؤتمرهم الأول في باريس 1913 وتآمروا مع أوربا على أمتهم ووصلوا أوج قوتهم معنهايات العالمية الثانية. ب- مع نهاية عهد الحرب الباردة وسيطرة القطب الواحدوالانترنت والتقانة الحديثة , بدأ هجوم جديد على قصيدة التفعيلة, وظهر ما يسمىبقصيدة النثر, وبدأت تحتل مكانها في الأوساط الأدبية الرسمية وبين النقاد, وبدتالقصيدة العمودية وكأنها غريبة عن الأدب في أوساط الحداثة غريبة عن روح العصر, وقدساعدت عدة عوامل على انتشار قصيدة النثر : 1- لا قواعد ولا صرامة ولا نمط ولاهيكلية. 2- ومضات قصيرة تتلاءم مع ندرة الوقت. 3- لا وضوح ولا اعتماد علىالأساليب اللغوية, جعل منها شكلا قابلا لجميع التفاسير وفتح الباب على مصراعيهللأداة الإعلامية العميلة أو الغبية كي تلمع هذا النمط الأدبي وتدفع به إلىالواجهة. 4- في عالم مترع بالتناقضات, ساعدت قصيدة النثر على تشكيل جو من العزلةيلجأ إليه الشاعر هربا من ضغوط الواقع, إلى كيان خاص به يفهمه هو دون أن يفهمهالآخرون, وأحيانا دون أن يفهمه هو ذاته. أما خلاصة المكاسب من هذا الهجومفأوجزها ههنا : 1- قطع الأواصر بين المرء وثقافته ولغته 2- قطع الأواصر بينالوجوه المختلفة للثقافة الواحدة, فقصيدة النثر شكل غير قابل للغناء, ومع استمرارهالا بد أن تفرض أشكالا جديدة للغناء لا تنتمي إلى ثقافة الأمة. 3- ثقب ذاكرةالأمة, فالشعر بشكله التقليدي وارتباطاته الثقافية ساعد على تثبيت كثير من المفاهيمفي ذهن الأجيال على سبيل المثال ( بلاد العرب أوطاني ... ). 4- نسف تاريخ الأمة, فقد عمل الشعر على تأريخ حوادث الأمة بعيدا عن المحافل الرسمية العميلة, مما جعلهوعاءً اقرب إلى الصدق والذاكرة الشعبية من الكتابات التقارير والدراسات المسيسة, ويعكف الآن بعض رجالات الأدب في فلسطين على جمع القصائد التي أرَّخت للقضيةالفلسطينية . 5- خطوة أخرى على طريق طمس معالم اللغة العربية, ثم حذف القرآنالكريم من ذاكرة البشرية. 6- ازدادت الشروخ بين المجتمعات المتقاربة وبين الفردوالمجتمع, وتهيأت المجتمعات العربية لأن تكون فريسة للأفكار الوافدة. ثانياً :تلميع الأشكال الشعبية للشعر. بالرغم من ضعف تأثير هذا الهجوم, إلا أنه رضي منذلك بالقليل, فقد استطاع هذا الشكل أن يحفظ القوالب الغنائية والضروب والأوزانالسائدة في الذاكرة الشعبية ألا انه مؤهل لأن يحقق مطمحا وهدفا من أهداف الهجوم علىاللغة والأمة : 1- وعاءً شعبيا لتأصيل اللهجات المحلية. 2- ذاكرة شعبيةمستمدة من فكر شعبي ضحل يساهم في مسيرة الانحطاط. 3- عاملا إضافيا في التفرقةالإقليمية والتشتت 4- بديلا للشعر والثقافة العميقة الواعية بأخرى ضحلة وتحقيقالمبدأ التفريغ والإحلال الثقافي. مجمل هذه العوامل أدت إلى تسارع وتيرة الانحطاط , وبدل أن تأخذ الطبقة المثقفة دورها في رفع شأن الأمة وتثقيفها, فقد ساعدت بقصد أوغير قصد على إنهاك جسد الأمة ودفعها إلى السقوط والتهاوي, ولكن السؤال الملح الذييفرض نفسه :
من وراء كل هذا ؟!
سأبسط الأمر للوصول إلىإجابة. الإنسان طاقة مبدعة متميزة عن كل ما سواها من المخلوقات اجتماعية تسعىإلى تحسين ظروفها بطريقة أولية فردية وبطريقة جماعية أكثر تطورا وفاعلية, يتحملفيها الكبار الحصة الكبرى من العبء والمسؤولية الجماعية. فماذا لو أن الكباراستغلوا مكانتهم وراحوا يفكرون بطريقة فردية فنموا واضمحلت مجتمعاتهم؟ ثم ماذالو أن آخرين استغلوا فردية وأنانية كبير احد المجتمعات, وبغيه وطغيانه؟ ثم ماذالو كشفنا عن بصيرة المجتمع وكشفنا له ما حاك له كباره من غدر وخيانة؟ ثم ماذا لوقمنا بتخيير كبير هذا المجتمع بين أن نمد له يد العون ونمنعه من قومه, وبين أن نمداليد إلى قومه فينتزعونه وينتزعون منه حقوقهم عنوة؟ ثم ماذا لو رضي الأولىفقدمنا إليه قائمة من الأوامر يفرضها على قومه ومددنا له يد العون مادام مطيعامنفذا لما نصبوا إليه , ثم خلينا بينه وبين قومه لو انه فكر بالتمردوالعصيان؟ وماذا لو رضي الثانية فمددنا يدنا إلى قومه فأخذوه نقمة؟
أليسهو هذا واقع الأمة؟
لننظر إلى الأمر بطريقة أخرى : فلو أن كبير القوم قامبواجبه كما ينبغي, وكان أقرب ما يمكن إلى قومه, مصلحته جزء من مصلحة الجماعة, لكبروكبر معه قومه, و لاستعصم و استعصم قومه عن الآخرين, و لكشفت بصيرة القوم عن خيركبير لخير قوم, ثم لم يجد المتربصون سبيلا إليه ولا إلى قومه, و لوجدتهم أشداء على أعدائهم رحماء بينهم, ولعل هذه الرحمة التي تحكم مجتمعه وجدت سبيلها إلى مجتمعاتأخرى ترفع عنها ربقة الذل والعبودية, وهذا شأن المسلمين الفاتحين, وبين هذا وبينذاك مآرب وغايات.
أعود للسؤال من وراء ذلك؟
أهو الآخر الذي استغل, فأمر واستحكم؟ أم هو البغي بحد ذاته, بدليل أنه لو رفض كبير القوم الخضوع للآخر, أقاموا عليه الدنيا وكشفوا عن سوء سريرته وبغيه, وكان سبباً كفيلا بأن يقطع الأواصر بينه وبين قومه, ثم يجعلهم جميعاً فريسة الآخرين.
أم فعله كبيرهم هذا !
فاسألوهم أن كانوا ينطقون. | |
|
سنديان مشرفة القسم العام
عدد الرسائل : 1514 العمر : 34 نقاط : 13183 تاريخ التسجيل : 20/09/2010
| موضوع: رد: اللغة العربية في بؤرةالهدف الجمعة 18 فبراير 2011 - 7:42 | |
| مشكور استاذ خالد موضوع حلوووووووو | |
|