وحوي يا وحوي.. إياحا، وكمان وحوي.. إياحا، بنت السلطان إياحا، لابسة قفطان إياحا، بالأخضري إياحا، بالأصفري إياحا، يا لمونى إياحا.. وحوي يا وحوي هكذا ردد ملايين الأطفال في مصر والعالم العربي ولسنوات طويلة تلك الكلمات التي ارتبطت بفانوس رمضان الذي ما زال أطفال العالم الإسلامي يمسكونه في أيديهم عقب الإفطار يطرقون على الأبواب طالبين الحلوى من الأهل في الحي أو الشارع. يلهون به في سعادة بالغة وبراءة تعيد إلى أذهان الكبار تلك الأيام التي قضوها يتغنون بنفس الكلمات. الطريف أن أصول كلمة «وحوي» تعود إلى اللغة الهيروغليفية وتعني ذهب أو رحل ولكن السؤال ما الذي ربط بين تلك الكلمة فرعونية الأصل وبين فانوس الشهر الكريم؟
طبعا كلنا نفتكر لوقت قريب كان فانوس رمضان له بهجة وفرحة
جايز لأننا كنا أطفال صغيرين
وجايز لأن الوقت مبقاش زي الوقت
ولا جايز علشان تفكيرنا احنا اتغير
او جايز لسه بهجته وفرحته موجودة
لكن يا ترى حد فينا يعرف ايه حكاية فانوس رمضان
............... ..
تعالوا نحكى قصة فانوس رمضان ونفتكر
يعني إيه فانوس؟
ا
لمعني الأصلي للفانوس، كما ذكر الفيروز أيادي مؤلف القاموس المحيط هو 'النمام' ويرجع صاحب القاموس تسميته بهذا الاسم إلي أنه يظهر حامله وسط الظلام والكلمة بهذا المعني معروفه.
في بعض اللغات السامية يقال للفانوس فيها 'فناس' ورغم أن الفانوس لايظهر إلا عند استقبال شهر رمضان إلا أن عملية صناعته مستمرة طوال العام. من بين كل الدول الإسلامية، مصر هى أكثر الدول استخداماً للفانوس كتقليد فى شهر مضان. غالباً يعود هذا التقليد إلى العصر الفاطمى حيث كان الفانوس يُصنع من النحاس ويوضع بداخله شمعة، بعد ذلك أصبح الفانوس يُصنع من الصفيح والزجاج الملون، أما الآن فأغلب الفوانيس الحديثة تصنع من البلاستيك وتعمل بالبطاريات ولها أحجام وأشكال مختلفة. كان الأطفال فى العصر الماضى قبل انتشار الكهرباء يستمتعون بالفانوس حيث كان يستمتع كل طفل بالإضاءة التى يحصل عليها من فانوسه. كانوا يخرجون للشوارع بعد الإفطار حيث تكون الشوارع مظلمة إلا من أنوار فوانيسهم. كانوا يجتمعون معاً ويغنون بعض الأغانى مثل "وحوى يا وحوى"، ويستمتعون باللعب معاً أو يذهبون لزيارة أحد الكبار ليحكى لهم حكاية.
هناك العديد من القصص عن أصل الفانوس. أحد هذه القصص أن الخليفة الفاطمى كان يخرج إلى الشوارع ليلة الرؤية ليستطلع هلال شهر رمضان، وكان الأطفال يخرجون معه ليضيئوا له الطريق. كان كل طفل يحمل فانوسه ويقوم الأطفال معاً بغناء بعض الأغانى الجميلة تعبيراً عن سعادتهم باستقبال شهر رمضان.
هناك قصة أخرى عن أحد الخلفاء الفاطميين أنه أراد أن يضئ شوارع القاهرة طوال ليالى شهر رمضان، فأمر كل شيوخ المساجد بتعليق فوانيس يتم إضاءتها عن طريق شموع توضع بداخلها.
وتروى قصة ثالثة أنه خلال العصر الفاطمى، لم يكن يُسمح للنساء بترك بيوتهن إلا فى شهر رمضان وكان يسبقهن غلام يحمل فانوساً لتنبيه الرجال بوجود سيدة فى الطريق لكى يبتعدوا. بهذا الشكل كانت النساء تستمتعن بالخروج وفى نفس الوقت لا يراهن الرجال. وبعد أن أصبح للسيدات حرية الخروج فى أى وقت، ظل الناس متمسكين بتقليد الفانوس حيث يحمل الأطفال الفوانيس ويمشون فى الشوارع ويغنون. وهناك قصة أخرى تقول أن الفانوس تقليد قبطى مرتبط بوقت الكريسماس حيث كان الناس يستخدمونه ويستخدمون الشموع الملونة فى الاحتفال بالكريسماس؟؟؟؟؟
أياً كان أصل الفانوس، يظل الفانوس رمز خاص بشهر رمضان خاصةً فى مصر. لقد انتقل هذا التقليد من جيل إلى جيل ويقوم الأطفال الآن بحمل الفوانيس فى شهر رمضان والخروج إلى الشوارع وهم يغنون ويؤرجحون الفوانيس. قبل رمضان ببضعة أيام، يبدأ كل طفل فى التطلع لشراء فانوسه، كما أن كثير من الناس أصبحوا يعلقون فوانيس كبيرة ملونة فى الشوارع وأمام البيوت والشقق وحتى على الشجر
فانوسك إسمه إيه؟
هل تصدق أن الفانوس له أكثر من عشرين إسما؟ منها أبو شرف أبو عرق أبو لموز أبو حشوة المسدس الصاروخ الدبابة شقة البطيخ.
علامة النصر أبو لجم الترام أما أشهر الأسماء كلها فهو 'أبو ولاد' وهو أكبر الفوانيس التي تصنع في رمضان وهو علي هيئة شكل رباعي ويطلق عليه هذا الاسم لوجود أربعة فوانيس صغيرة تعتمد علي زواياه الأربعة وكل واحد منها يمثل أحد أولاد الفانوس الكبير، ولكبر حجم الفانوس فلا يستطيع الاطفال حمله ويقتصر استخدامه علي أصحاب المحلات التجارية الذين يزينون به واجهات المحلات ويضاء بمصابيح الكهرباء.