أن المشكلة التي يواجهها معظم الشباب والفتيات في مرحلة المراهقة عند محاولة التثقيف الجنسي، تكمن في المصادر التي يستقي منها هؤلاء معلوماتهم.
ومن المؤسف أن الغالبية العظمى لهذه المصادر تعود إلى ما يهدر المعنى والمفهوم الحقيقي للثقافة الجنسية، حيث تعرض القنوات الفضائية والشبكة العنكبوتية عروضاً غير لائقة، بل انها تشكل مصدراً غير واضح لنقل فكرة وأهمية الثقافة الجنسية بمفهومها الطبيعي للطرفين.
إن بشاعة ما ينقل عبر تلك الشبكات يشكل خطورة على نفسية النشء خاصة عند البدايات, إن المراهق والمراهقة لا يكاد أحدهم يتذكر سوى القليل عما قد عرض له في درس الأحياء في أثناء دراسته بالمرحلة الثانوية وفيما عدا ذلك نجدهم يبحثون عن حقيقة العلاقة بين الرجل والمرأة من حيث جميع جوانبها الأنسانية.
ولكنهم قد لا يتجهون نحو المصدر السليم الذي يحمي أفكارهم من المغالطات, أننا نناشد الجنسين"الذكور والإناث" بانتقاء المصادر التي يتلقون منها ما يهمهم حيال هذا الموضوع المهم مثل الكتب الجديدة والقنوات التعليمية، وكذلك القيام بسؤال الوالدين أو المعلم والمعلمة بالمدرسة عن استفساراتهم، وعدم اللجوء إلى العروض الرخيصة التي تضر ولا تنفع.
والحقيقة فإن واقع الأمر قد رصد بعض التغيرات على سلوكيات الفرد من فئة الشباب بعدما ارتبط بالزواج من فتاة قد تم اختياره الفعلي لشخصها، واتضح من خلال بعض الحالات أنه ليس بشرط أن يقتنع بعد إتمام الزواج لطبيعة العلاقة الزوجية التي تمت بطريقة طبيعية وشرعية ، بل انه قد يتغلب عليه شيطانه وتسول له نفسه بأن ينتهج منهجاً مبتذلاً غير مقبول من قبل الزوجة، كأن يفاجئها ببعض الطلبات التي تعتبر الزوجة أن قبولها أو القيام بتنفيذها من بالغ المستحيلات. ولنعلم أن ما قد تشبعت به نفسيته من المناظر والمشاهد غير المشروعة في ديننا الإسلامي الحنيف تشكل خطراً حقيقياً على استمرارية معاشرته لزوجته، خاصة في أثناء ما يسمى" بشهر العسل" أو في أثناء مروره بمرحلة "سنة أولى زواج".
لذا كان للثقافة الجنسية المعتمدة على الثقافة الدينية كبير الأثر في حدوث الانسجام العاطفي والدفء الأسري بين الطرفين. إن الدين الاسلامي الحنيف قد وضع ضوابط فطرية تضمن للطرفين - الذكر والأنثى – حقاً راقياً في الممارسات الحياتية وخاصة الجنسية لتكفل حق الطرفين في التكليف مع آداب العلاقة الجنسية، تلك المهمة الحساسة التي ينبغي إدراك حجمها الفعلي في إنجاح أو فشل الحياة الزوجية.
وهناك حقيقة واقعية تكمن في عدم مقدرة الأنسان على الارتباط العشوائي بالطرف الآخر، فلابد من توفر عنصر "التوافق الروحي" أو "الانسجام الروحي" بين الذكر والانثى، وحتى قبل التفكير في المستوى الثقافي والاجتماعي للطرف الآخر