العملية الإرهابية القادمة قد تكون تفجير إنتحــاري نووي

العملية الإرهابية القادمة قد تكون تفجير إنتحــاري نووي


المخاوف الأمريكية من الإرهاب النووي تهدد سياسات إسرائيل، التي تتلخص في كلمة - ديمونا

تحقيق: أمير أورن – هأرتس في حربها ضد الجهاد العالمي، سواء المنظم أو الفردي، تلقت منظومة الإستخبارات والأمن الأمريكية ثلاث ضربات عنيفة خلال أسابيع قليلة، مذبحة راح ضحتها 12 جندي في قاعدة (بورت هود)، والتي نفذها الطبيب النفسي العسكري المسلم، نضال حسن، ومحاولة تفجير طائرة شركة دلتا نورث ويست في طريقها إلى ديترويت، وقتل عناصر (سي آي إيه) بواسطة العميل المزدوج الذي جندته المخابرات الأردنية، وفي الحالات الثلاث تسلل مخططوا الإعتداءات إلى أهداف أمريكية – قواعد عسكرية وشركة طيران. سلسلة من الإخفاقات البالغه في منتصف الأسبوع وضعت أمام الرئيس باراك أوباما، والذي طالب بإظهار نوع من الصرامة، ولكنه أبدى إحباطا غير مسبوق. وفي المناقشات التي شارك فيها العديد من الشخصات في القيادة الأمريكية في البيت الأبيض، لم يتم دعوة عناصر (شعبة التاريخ) في وزارة الخارجية الأمريكية، وللأسف، كان من الممكن أن يعرضوا على أوباما ورجاله وثائق نشرت الشهر الماضي، بعد أن تم رفع السرية عنها، والتي تعود إلى عهد الرئيس ريتشارد نيكسون وجيرالد فورد. الوثائق تشير إلى حقيقة إلى أي مدى يرتدي الإرهاب زيا ويخلغ زيا آخر، ولكنه لا ينام، فزيادة وسائل الأمن في المطارات، في أعقاب إعتداءات الحادي عشر من سبتمبر، والآن مجددا، مجرد نسخة مستأنفة من (عملية بولدر) التي ترجع إلى إدارة نيكسون، ووقتها وفي إطار الدروس المستفادة من عملية (منظمة أيلول الأسود) ضد الوفد الإسرائيلي في أوليمبياد ميونخ، فرضت قيود بالغة على دخول المسافرين العرب إلى موانئ الولايات المتحده الأمريكية الجوية، وسمح لأجهزة الإستخبارات بتوسيع عمليات التحري عن المواطنين الذين يشتبه بصلتهم بالمنظمات الإرهابية. ولكن مثلما كانت محاولة تفجير برجي التوأم بواسطة شاحنة مفخخة عام 1993، مجرد بداية بسيطة لفزع سبتمبر 2001، فإن الهجمات الإرهابية القاتلة حتى الآن، من شأنها أن تكون مجرد عودة عامة إلى الإعتداء الأبشع، بإستخدام السلاح النووي. وفي وثيقة (سي آي إيه) التي تعود إلى عام 1976، والتي حددت مخاطر سيطرة المنظمات الإرهابية على الأسلحة النووية، هناك تقديرات معقولة حول سيناريو كهذا، وأضاف معدو الوثيقة تحفظات: إذا كان في عالم الإرهاب من هم على إستعداد للقيام بهذه السيناريو، هي منظمات فلسطينية – من أيلول الأسود أو منظمة أخرى تنتمي لفتح أو للجبهه الشعبية. الإستخبارات الأمريكية خشيت أن هناك في المنظمات الفلسطينية دمج خطير بين الرغبة وبين القدرات، والعلاقات مع منظمات مماثلة في الشرق الأدنى (الجيش الأحمر الياباني) وفي أوروبا بشكل خاص، وكان إفتراض الإستخبارات هو أن الإرهابين سيحاولون إمتلاك السلاح النووي من أحد مئات مواقع التخزين في أوروبا، أو من قافلة تتنقل بين هذه المواقع، حيث قد ينجحون في السيطرة على قنبلة أو رأس حربيه نووية، والتهديد بتفجير نووي أو على الأقل إستخدامها في المساومة. 35 عاما مرت، وربما تغير اللاعبون الأساسيون، القاعدة وحزب الله وحماس بدلا من منظمات ياسر عرفات وعلي حسن سلامة وجورج حبش وأحمد جبريل، ولكن التهديد تزايد، دول مارقة مثل إيران وكوريا الشمالية صعدتا إلى أعلى السلم النووي، وباكستان النووية قد تنهار، وشبكة التهريب التابعة لـ( عبد القدير خان) باعت بالفعل أسرار نووية لكل من طلبها. لم يعد هناك مجال لإستبعاد إمكانية أن تحصل إحدى المنظمات على سلاح نووي أو مواد أو معرفة نووية، وأن تستغل الثغرات الأمنية، لتنفذ إعتداء إنتحاري جماعي، هذا الأمر يمكن أن يحدث عبر تسلل طائر، أو من خلال سفينة ترسو في ميناء أمريكي أو تطلق صاروخ عبر الساحل، أو بواسطة شاحنة تعبر من المكسيك إلى الجانب الأمريكي من الحدود عند كاليفورنيا أو أريزونا، حتى الأمريكي الذي تأسلم، أو إبن لمهاجر (مثل نضال حسن) قد يقوم بما قام به لدوافع أخرى، مثل الذي فجر عام 1995 مبنى الحكومة في أوكلاهوما سيتي، ولكن المرة القادمة قد تكون بسلاح نووي. إن المخاوف العالمية، خاصة الأمريكية، جراء الإرهاب النووي تهدد أيضا السياسات الإسرائيلية الحالية، ، والتي تتلخص في كلمة واحدة (ديمونا)، فلكي نعالج الإرهاب النووي، فإن هناك حاجة لمعالجة السياسات التي تمنحه غطاءا، ولكي نعالج تلك الأخيرة، سيحتاج الأمر إلى تحديث نظام الإنتشار النووي في العالم بأسره، ولكي يتحقق هذا الغرض، ستطالب إسرائيل أيضا بالإنضمام لهذه الخطوة.