كارول سماحة

كارول سماحة



بيروت – فرح جبر: من ميزات الفنانة اللبنانية كارول سماحة انها بين قريناتها الفنانات، الأكثر جرأة في رقص التانغو والسامبا والسالسا، لكنها لم تصنف مع "مغنيات الجسد"، ربما لأنها تتصرف كفتاة أجنبية، ولا تكترس للعواطف الشرقية والاغراء الشرقي، وهي التي بدأت مشوراها في كليب فيه الكثير من الملامسات العاطفية، قبل ان تقدم رقص التانغو على شاطئ المارينا في مصر. كارول التي كانت مقربة من المسرحي ميشال جبر ومن الرياضي الاعلامي طوني بارود، انطلقت مع الراحل منصور الرحباني في العام 1998 في مسرحية "سقراط" وظهرت بصورة متمردة ومختلفة عن صورة المرأة المثالية المعروفة في المسرح الرحباني. لكنها على ما يبدو فضلت الخروج من هذه "العباءة" الرحبانية الكبيرة والبحث عن عباءتها الخاصة وحلمها او حدودها التي تصل الى السماء كما تقول. وسرعان ما مثلت في مسرحية "زنوبيا" في دبي ثم في مهرجان جبيل في لبنان. كما صورت دور "كليوباترا" في مسلسل "حواء في التاريخ". وكارول التي تعاونت في بدايتها الغنائية مع الفنان مروان خوري بعد انفصالها عن الرحابنة، شكلت في هذا التعاون نقلة نوعية في حياتها، خصوصا في أغنية "اتطلع في هيك" التي صورتها تحت ادارة نادين لبكي ولاقت رواجا كبيرا. وعلى رغم نجاحها الباهر في الأغنيات الرومانسية الهادئة والدافئة ولكنها غامرت وقفزت الى تقديم الأغنيات الراقصة، ربما لأنها تحب الرقص مثل الغناء والتمثيل والفن عموماً، وهي ترقص تبدو مثل مجنونة بجسدها، أو مثل مراهقة تعيش حريتها على اكمل وجه. ومن عناوينها في الحياة التمرد والحلم والرقص، هذا ما تقوله كلمات أغنياتها، بل نظرتها وحركات جسدها. التنوع علامة في كليبات كارول سماحة، في كليب "اطلع في هيك" كنت امرأة منكسرة، في "أضواء الشهرة" تحدثت عن معاناة امرأة ناجحة في مهنتها وتحاول التوفيق بين نجاحها وحياتها العاطفية خصوصا أن المرأة العربية لديها مشكلة تكمن في خوف زوجها من نجاحها. وفي كليب "غالي علي" استوحت الروح الشعبية. وفي كليب آخر فتاة متمردة وفي خامس امرأة مثيرة. تحكى كارول عن نفسها وحياتها فتقول "عشت في بيت مرح بعيد كل البعد من الضغط النفسي، كنت عدائية وشرسة وانفعالية وفي سن الـ 15 انتسبت الى الصليب الاحمر اللبناني و لم يكن هناك من هدوء في مراهقتي، كنت بركانا يغلي وكـنـت اشـارك واديـر احـيـانـا كـل حفـلات آخر السنة في المدرسة بجانب المشاركة فى الصليب الاحمر. و في سن الـ 17 كنت دائما اتـخـيـل نـفـسـي اقـف عـلـى المسرح فكان لدي شغف متواصل بالفن والمسرح". كارول التي أصدرت قبل أسابيع البومها "حدودي السما" تعتبره "سيرة ذاتية" لشخصيتها. وألبومها يحكي تجارب شخصية مرت بها مثلما مر بها غيرها، وأنها استشفت ذلك من خلال مراقبات لمن حولها ومقاربات لما يجرى، تود في ألبومها أن تكون لسان حال النساء في مراحل متعددة من حياتهن، واختارت أغنيات أرادت فيها القول بأن ثمة أشخاص يعيشون كبتا وكذبا، فالكل بحسب رأيها "يتباهى بشرقيته ومبادئه، بينما في فرنسا يمتلكون المبادىء أكثر منا، حين أسهر في نادي ليلي بفرنسا لا أشاهد ما أشاهده هنا، لا أشمل الجميع بالطبع، لكن على الأرجح أننا نعيش انفصاما في الشخصية".