مجلة أمريكية : التشاؤم يسيطر على الناخبين بمصر و"الوطني" يحارب "الإخوان"
واشنطن: قالت مجلة "نيوزويك" الأمريكية إن التشاؤم يسيطر على الناخبين المصريين الذين توجهوا الأحد إلى صناديق الاقتراع لانتخاب أعضاء البرلمان ، فيما توقع الإعلام التابع للاحتلال الإسرائيلي أن يكتسح نواب الحزب الوطني الحاكم مقاعد البرلمان.
وقالت "نيوزويك" في تقرير نشرته أمس السبت إن جماعة الإخوان المسلمين في موقف حرج فمن المستحيل تكرار نجاحها في الانتخابات البرلمانية لعام 2005 في الانتخابات الجديدة.
وأوضحت أنه علي الرغم من أن النظام المصري سمح لجماعة الإخوان بخوض الانتخابات البرلمانية كمرشحين "مستقلين "، إلا أنه في الوقت ذاته يبذل قصاري جهده للتضيق علي مرشحي الجماعة حيث تم اعتقال 1200 من أعضاء الجماعة في أكتوبر الماضي، وتعرض البعض الآخر للتهديد والضرب.
وتواصل "النيوزويك" ذكر أسباب تراجع نجاح الإخوان في العملية الانتخابية، فتشير إلي الانقسام الداخلي بين صفوف الجماعة فيما يتعلق بمقاطعة الانتخابات البرلمانية ، ففي الوقت الذي أيدت فيه الأغلبية الساحقة خوض الانتخابات ، وانتخاب مايقرب من 130 مرشحا بينهم 13 امرأة ، طالب البعض الأخر بمقاطعة الانتخابات لعدم تمكين النظام مرشحي الإخوان من تقديم أي خدمات داخل دوائرهم الانتخابية خلال الدورة البرلمانية المنتهية.
وتقول "النيوزويك" إن هناك شعور واسع النطاق من الإحباط والسخط بين المصريين، حيث يؤمن الكثيرون أن تصويتهم لن يرجع الحكومة عن رغبتها في "التزوير"، معتبرة أن تصريح أحد الأعضاء البارزين في الحزب الوطني أن الرئيس مبارك سيخوض الانتخابات الرئاسية القادمة، دفع بعض المحللين إلى استنتاج أن الانتخابات البرلمانية سيتخللها التزوير، لتمهيد الطريق لعملية التوريث.
وتضيف المجلة أن قوي المعارضة المصرية تري أن نظام الكوتة ماهو إلا وسيلة يستخدمها النظام للسيطرة علي المزيد من المقاعد في البرلمان .
وتري أن حملة الاصلاح السياسي التي يتزعمها البرادعي –المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية – قد أخفقت في الأشهرالأخيرة وأنه ابتعد عن المشهد السياسي. مضيفه أن المصريين كانوا يبحثون عن فارس علي جواد أبيض لتحقيق الاصلاح السياسي لكن البرادعي لم يكن ذلك الفارس.
إلى ذلك، أشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى قلق تل أبيب البالغ من التصريحات التي أدلى بها محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين معلنا فيها نية الجماعة قطع العلاقات مع إسرائيل إذا ما فازت في الانتخابات البرلمانية.
وبعنوان " الإخوان يهددون بقطع العلاقات "، قالت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن الجماعة المصرية أثارت عاصفة هوجاء بعد إعلانها رغبتها في قطع العلاقات مع تل أبيب إذا ما فازت في الانتخابات البرلمانية ووضع نهاية للعلاقات بين كل مصر وإسرائيل ، وبعنوان فرعي " إطلاق للنيران طويل المدى " قالت الصحيفة الإسرائيلية أن تهديدات الإخوان تأتي في الوقت الذي شن فيه فتحي سرور رئيس مجلس الشعب بالقاهرة هجوما على واشنطن وتحذيره إياها من أن ضغوطها لإصلاح لانتخابات المصرية سيؤدي إلى ظهور نظام حكم ديني وأصولي بالبلاد ، لافتا إلى احتمال فوز الإخوان المسلمين في الانتخابات .
وأضافت الصحيفة في تقريرها أن التوقعات كلها تشيرا إلى احتمال عدم فوز الإخوان بغالبية في الانتخابات المقبلة ، وإذا ما ظلت محافظة على خمس مقاعد البرلمان فسيعتبر هذا نصرا في تاريخ الحركة المصرية .
وبعنوان فرعي " هل هناك سبب للقلق؟" ، قالت صحيفة "معاريف" إن حزب الرئيس المصري حسني مبارك يحاول فعل كل ما في طاقته لعدم تمكين الإخوان المسلمين من تكرار نصرهم الذي حققوه عام 2005 حينما فازوا ب 88 مقعد من 518 مقعد بالبرلمان المصري وهو ما تمثل خلال الأيام الماضية في حملة اعتقالات نفذتها الشرطة المصرية وبشكل واسع المدى ضد نشطاء الإخوان وهو ما رد عليه محمد بديع مرشد الإخوان باتهام مبارك بملاحقة الحركة ومطاردتها سياسيا ".
وأضافت الصحيفة الإسرائيلية أن بديع أدخل تل أبيب وواشنطن في سياق اتهاماته لمبارك حينما أشار لوجود تحالف بين الولايات المتحدة وإسرائيل ونظام مبارك الحاكم يهدف لإبقاء الإخوان في المكانة التي هي فيها الآن بدون أي تغيير ، ولفتت "معاريف" في تقريرها إلى أن الانتخابات التي تعقد الأحد ستكون المرحلة الأولى من 3 مراحل أخرى يتحدد فيها شكل وطابع البرلمان المصري حيث ان الجولة الثانية ستجرى في ال5 من ديسمبر المقبل .