قراءة في مهرجان "بيروت 39"

قراءة في مهرجان "بيروت 39"


صورة تجمع فائزي بيروت 39

بيروت – مازن معروف: لعله من اكثر المهرجانات الأدبية المقامة مؤخرا في العالم العربي، إثارة للجدل. مهرجان بيروت 39 الذي شهد الكثير من التحولات والتغييرات في هيكل لجنة تحكيمه، والتي أثيرت حوله الكثير من التساؤلات فيما يتعلق بمصداقيته والتنظيم الدعائي له، انطلقت فعالياته في العاصمة اللبنانية بيروت، بعد حفل الافتتاح المثير للاستغراب لجهة قلة الحضور كما وموقعه في كازينو لبنان. ليلى بركات، ممثلة وزير الثقافة والمنسقة العامة لبيروت عاصمة عالمية للكتاب، قالت في حفل الافتتاح أن اختيار الكازينو جاء ضمن منهج لتغيير نمطية الأمكنة الثقافية، فقد آثر المنظمون إقامة الحفل في كازينو وليس في مقهى أو أي مركز ثقافي في العاصمة. وبغض النظر عما تحمله رؤية كهذه من تسطيح وقصر نظر بشأن مشروع ثقافي ضخم، فإن حفل الافتتاح لم يشهد وجها واحدا من وجوه الصحافة الثقافية الأمر الذي كان مثار استغراب الحاضرين، وذلك في غياب تام للروائيين اللبنانيين، والشعراء والفنانين التشكيليين والمسرحيين والكوريوغراف وغيرهم، واقتصر الحضور على بعض ممثلي الهيئات الرسمية اللبنانية، وبعض الاعلاميين البارزين، أما جمهور الصالة، فلم يتجاوز في عدده ربما عدد الأدباء المختارين الـ39. قد نعزو الأمر إلى مكان الإفتتاح، كازينو لبنان البعيد جغرافيا عن العاصمة بيروت، والذي تحيط به هالة دعائية للترفيه اكثر من كونه مكانا يتسم بالجدية لتحمل مهرجان أدبي ضخم كهذا. وقد يكون للأمر بعدا يتعلق بكواليس بيروت 39 و"الأسس" التي تم وفقها انتقاء الادباء المشاركين. حاولت ليلى بركات تطويق المسألة، لتعلن أن هناك الكثير من الأدباء والشعراء الشباب ممن يستحقون جائزة بيروت 39 والذين لم يختيروا لسبب تنظيمي وواقع مبدأ المهرجان القاضي بعدم تجاوز لجنة التحكيم الـ39 كاتبا، وشكرت مؤسسات المجتمع المدني لتعاونها واعلنت امتداد الانشطة عشرين يوما إضافيا بعد الثاني والعشرين من نيسان التاريخ الرسمي لنهاية فعاليات بيروت عاصمة عالمية للكتاب. ولم يخف بعض المشاركين امتعاضهم من قلة الحضور، بالإضافة إلى الرؤية التنظيمية القاصرة التي لم تتعدى مخيلتها استحضار فرق موسيقية، برز منها كورال أطفال مدرسة جونية وفيلما قديما يعرض لرقصة من تصميم الكوريوغراف اللبنانية القديرة السيدة جورجيت جبارة. غير أن حفل الافتتاح، وإن لم يتسم بالنجاح المتوقع، إلا أنه لا يشكل إلا تفصيلا في سلسلة النشاطات المقامة للكتاب الشباب، والتي تهيئ تعرف طلاب المدارس والجامعات عليهم، وإقامة الانشطة الادبية والقراءات الشعرية والروائية لأعمالهم، كما ومناقشة حال الادب العربي وعملية الكتابة وأثر الادباء والقراءة على تكوين الحس الكتابي، والعلامات الادبية المتبادلة بين المشرق العربي والمغرب العربي والغرب، والترجمة واللغة العربية الجديدة والأسلوبية المعاصرة في صناعة الرواية وغيرها. وقد تبدو كلها عناوين جذابة وإن بدا بعضها فضفاضا وكسولا بعض الشيء، إلا أنها وفي كل الاحوال، تبشر مناقشاتها مع العامة بالخير، وتفتح أبوابا مغايرة تتجاوز نخبوية الأدب وصناعته وجمهوره. أما اختيار الكتّاب فجاء ضمن البيان العام للجنة هاي فستيفال الذي أعلن اعام الماضي على الشكل التالي: "سيتم اختيار الـ39 كاتبا الذين لا تزيد اعمارهم عن 39 عاما من قبل مجموعة مرموقة من الكتاب العرب والاكاديميين والصحافيين. ويتم تلقي الترشيحات عن طريق دور النشر والنقاد المختصين بالادب من انحاء العالم العربي والعالم أجمع. واذا كنت كاتبا يمكنك ايضا التقدم وترشيح نفسك. وستتلقى لجنة التحكيم المساعدة والدعم من كل من مؤسسة هاي فيستيفال بأبحاثها وخبرتها الخاصة ومجلة بانيبال المعنية بالادب العربي المعاصر. على أن يكون للمرشح عمل ادبي واحد على الاقل (رواية او مجموعة قصصية او شعر)، أن يكون عمره تحت الـ 40 عاما، وأن يكون عربيا او من اصل عربي، سواء مقيما في بلد عربي او في المهجر". أما الاعمال الأدبية "فيمكن ان تكون بالعربية او بأية لغة اخرى، ولكن شرط ان تكون على علاقة بالعالم العربي". شابت المهرجان مغالطات ونزالات صحفية كان ابرزها استقالة الروائية هدى بركات والروائي الياس خوري والروائي علاء الاسواني. وقد برر هؤلاء تنحيهم عن رئاسة اللجنة التحكيمية لاختيار الفائزين، بقلة مصداقية المهرجان وبترتيب الاسماء الفائزة مسبقا ضمن علاقات شخصية وصحافية وأدبية، وعدم إحاطة هذه المسابقة بالحراك الإعلاني اللازم، وبالتالي حرمان الكثيرين من موهوبي الأدب من المشاركة في هكذا مسابقة. فقد كتب علاء الاسواني مبررا استقالته بالقول أنه يعتبر المسابقة بهذا الشكل "ليست مفتوحة ولا عادلة".. وقد حاول السيد بيتر فلورنس مؤسس المهرجان منذ 21 عاما إثناء الاسواني عن الاستقالة "وسألنى عما أطلبه بالضبط.. فكررت عليه من جديد ما اتفقت عليه مع كريستينا (كريستينا لافوينتي رئيسة المسابقة)، الإعلان عن المسابقة بطريقة فعالة واسعة حتى نفتح أبوابها أمام الأدباء الشبان جميعا.. ولكننى فوجئت به ينضم إلى كريستينا ويعتبر أن المسابقة كما هى الآن أفضل ما يمكن عمله.. وهنا أكدت استقالتى وقلت له مع احترامى الكامل لك ولدورك الثقافى، من حقك أن تنظم المسابقة كما تريد.. ومن حقى أنا أيضا أن أعتبر ما يحدث فيها مناقضا لمبدأ العدالة.. هذا ما حدث فى مسابقة بيروت 39 الأدبية.. وكلها وقائع موثقة لأننى احتفظت بالمراسلات التى أجريتها مع المسئولين عن المسابقة ولأن اتفاقى مع كريستينا فى لندن جرى فى حضور شاهدة هى جيسيكا أكس.. وأنا أكتب هذه الشهادة ليس بغرض التجريح أو الشوشرة. لكنى أؤمن أن من حق القارئ فى الوطن العربى أن يعلم كل شىء عن مسابقة أدبية كبيرة مثل بيروت 39.. ومن حق هذا القارئ أيضا أن يستخلص النتيجة التى يراها". ويضيف الاسواني ملاحظاته حول آلية الإختيار التي تاخذ بعين الاعتبار ترشيحات مجلة بانيبال بشكل رئيسي (على حد قوله) "قالت لى السيدة كريستينا إن مجلة بانيبال التى يديرها صمويل (صموئيل شمعون) وزوجته، هى التى ترشح أسماء الأدباء للمسابقة. والحق إننى اندهشت من هذه الطريقة وكتبت إلى كريستينا أسألها إن كانت بيروت 39 مسابقة مفتوحة للجميع أم أنها مقتصرة على اختيارات مجلة بانيبال..؟.. أجابتنى بأنها مسابقة مفتوحة لكنهم عادة يأخذون بترشيحات المجلة والنقاد وأكدت لى أننى باعتباري رئيسا للتحكيم أستطيع أن أضيف أى عدد من أسماء الأدباء الشبان الذين أرى ترشيحهم للمسابقة". إعتذار الاسواني كان أكثر الاستقالات الثلاث مثارا للجدل وفجر قنبلة في الوسط الثقافي والادبي شدت الانظار إليه، وترقبت ما سوف يقوله بهذا الشأن، خصوصا وأنه لم يعلن عن المسابقة بشكل عام، واقتصرت الترشيحات على اتصالات "سرية" بالمرشحين، دون ان يعني هذا انتقاصا من قيمة أي ممن اختيروا. لكن علاء الاسواني آثر الحديث عن كواليس بيروت 39، بعكس التحفظ النسبي لكل من الياس خوري وهدى بركات حول أسباب استقالتيهما. فبعيد الإعلان عن المسابقة، انسحب الياس خوري وهدى بركات والاكاديمي ماهر جرار من اللجنة، ولم يبق سوى عبدو وازن. فقد كتب الياس خوري "ثلاثة من أعضاء اللجنة قرروا الانسحاب منها وهم هدى بركات وماهر جرار وأنا. وقد اتخذنا قرار الانسحاب بعد اجتماع لجنة التحكيم، على هامش معرض الكتاب في أبو ظبي، في آذار 2008. كان قرارنا نابعا من شعورنا بأن المشرفين على المشروع، تعاملوا بخفة وعدم شعور بالمسؤولية، نتج منهما ما يمكن تسميته بالعشوائية.. كأن المطلوب ان نكون ديكورا، على أن تتم الخيارات، بحسب قائمة غير مكتملة أعدتها مجلة (بانيبال) التي وعدت باستكمالها لاحقا". أما لجنة هاي فستيفال، فقد أعلنت قبيل هذا بأن اللجنة "انفرطت" لأنها كانت لبنانية الطابع! أما الصحافية سوسن الابطح، فقد اعتبرت في مقال لها أن "مهزلة بيروت 39 يجب أن تتوقف"، فيما وقفت معظم الصحف اللبنانية موقفا حياديا حيال ما يجري، ولم تنحز اي صحيفة لهذا الطرف او ذاك. لكن المشكلة، وبعد إعلان النتائج والفائزين، فقد تمثلت ببرنامج النشاطات المقترحة، ذلك أن الأدباء الفائزين، تفاجئوا مثلا بسن بعض الحضور الذي لم يتجاوز 13 أو ال 14 سنة. فقد كان مقترحا في بعض النشاطات مناقشة "وضع الأدب العربي المعاصر" أمام جمهور استحضر من المرحلة الدراسية المتوسطة، وكان الاجدى ربما مناقشة الأمر مع طلاب جامعيين متخصصين بالادب، إن كان لا بد من الأتيان بجمهور "أكاديمي". هذا الأمر فاجأ المشاركين ومديري الجلسات، الذين لم يعلم أحد منهم مسبقا بنوعية الجمهور، إلا أن الجيد على صعيد آخر، هو تحول بعض هذه الندوات إلى جلسات تعارف ما يعني خروج المنهج المدرسي الادبي عن الاسماء الكبيرة والكلاسيكية التي باتت فلكلورا لا نكهة له ولا مشترَك معه. هناك الكثير من تفاصيل بيروت 39 التنظيمية، لكن ومهما يكن من امر، فلا بد من الإشارة إلى أهمية هذا المهرجان، الذي أتى بأدباء شباب وشابات عرب، ليتفاعلوا فيما بينهم، ويشكلوا ما يمكن تسميته بملتقى أو صالون أدبي عام. وقد نقول، إن أي لغط تتخلله جائزة أدبية عربية (او حتى أوروبية، إذ لا يخلو الامر في بعض الأحيان)، وينتج عنه هذا التفاعل بين كم من الادباء الذين لهم اسهاماتهم الجميلة والمبشرة في الرواية والقصة والمسرح والشعر، هو لغط جميل بالنهاية، فما يهمنا من الأمر كله، ليس تنظيم الجائزة، او ترتيب قائمة بأسماء معينة، بل وضع تلك الأسماء أمام التاريخ والادب، والذات.. ونحن. كل حركة أدبية تمهد لتفاعل جديد، وتفتح الاحتمالات امام منهجة جديدة للكتابة، وبالتالي هي تحتوي نوعا من الإلغاء الذاتي، الذي يمسح من يستحق مسحه، ويبقي على من يستحق البقاء.

شي فاخر من الآخر (كازينو لبنان ملتقى الآدب) انا دخلت كازينو لبنان منطقه جميله مطله عالبحر بجونيه من ضواحي بيروت. داخله ما هب ودب من الجنسيات العربيه المقامره .ومن شتى الاعمار. ومن الجنسين. وكؤوس الخمور بأنواعها بالايدي وهناك ون يبتسم حالفه الحظ وهناك من اساء الحظ معه منهمك وقلق .وساحات الكازينو الخارجيه تضن نفسك باحدى معارض السيارت بفرانكفورت. والبستهم وعطورهم كانك بشارع بيجال في باريس.وهذا المكان المناسب للادب هذه الايام زمن الانحطاط للادب .والنجوميه للالبسبه الخليعه والمكياج المقرف وقصات الشعر المنته واللحن الرديء والكلمه الساقطه من النحو انه زمن (هز الوسط)اين ايليا ابو ماضي وجبران خليل جبران واحمد شوقي وابراهيم ناجي ؟! من قلة الآدب؟! واستذكرت الآستاذ نجيب محفوظ بسيارته المتواضعه عندما صادفته احدى الراقصات دون ذكر اسمها بسيارتها الفارهه وحكت له ايه يا استاذ شفت ازاي الآدب عمل فيك ايه .ورد عليها بحكمته وانت شفتي ازاي قلة الادب عمل معاك ايه.
وشكرآ

» الكاتبة والناشرة رانيا زغير لـ "نور منتديات العرب": أتطلع لتنظيم معرض أطفال دولي في بيروت
» المنتديات تحتفل بـ"نوال" عروس 2010" ومصر "بطلة إفريقيا"
» شذى حسون لـ"نور منتديات العرب": كليب "وعد العرقوب" رسالة انسانية بمضامين مختلفة
» "كلمني شكرا" يثير ضجة و"الوحش" يدعي على عبد الرزاق بسبب قمصان النوم
» عملاق الانترنت "غوغل" يكشف عن نموذجه من الهواتف الذكية "نيكسوس وان"