خالد النور admin
رقم العضوية : 1 عدد الرسائل : 4450 العمر : 23 الموقع : elnor.ahlamontada.com نقاط : 27518 تاريخ التسجيل : 10/03/2009
| موضوع: مجزرة بلدة الزرارية اللبنانية : 11/3/1985 الأربعاء 7 يوليو 2010 - 19:41 | |
| مجزرة بلدة الزرارية اللبنانية : 11/3/1985 | [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]شاهد آخر من الشهود على همجية "الصهاينة" وجيشهم المتمرس في الغزو، قدم بلدة الزرارية اللبنانية إلى العالم دليلا حسيا مباشرا عن مدى تهور العدو الصهيوني وتعطشه للدم. أربعون شهيدا و 37 جريحا سقطوا بتاريخ 11/3/1985،
في إحدى أهم الملاحم التي يخوضها الجنوب اللبناني ضد قوات العدو الصهيوني، والتي كتبت فصولها بلدة الزرارية في قضاء الزهراني على مدى 17 ساعة من المواجهات الضارية تداخلت فيها بطولات شباب البلدة ومقاتلي المقاومة اللبنانية وجنود الجيش من جهة وآلاف جنود الاحتلال يعززهم لواء مدرع وثلاث مروحيات عسكرية من جهة ثانية.
أربعون شهيدا، كتبوا أروع البطولات على تلال البلدة وفي ساحتها وشوارعها وقدموا على مذبح الوطن فصلا جديدا من الثمن الذي يدفعه كل شعب يريد لأرضه أن تتحرر ولاستقلاله أن يصان ولسيادته أن تكتمل.
عشرون منزلا هدمتها قوات الاحتلال نسفا وحرقا على رؤوس ساكنيها و 200 أسير اعتقلتهم (بينهم خمسة جرحى و 20 من جنود الجيش) في أطول عملية إرهابية تعرضت لها، حتى الآن، بلدة جنوبية ردا على هجمات الثوار الجنوبيين الساعين إلى تقديم ضريبة الدم ثمنا لتحرير أرضهم.
كيف بدأت العملية ضد الزرارية وكيف انتهت؟
بدأت قوات الاحتلال منذ الساعة 11:30 قبيل منتصف ليل أمس الأول - بقصف البلدة من مرابض مدفعيتها ودباباتها من أنصار والنميرية شمالا، ومن تلال بريقع شرقا وتلال بدياس جنوبا، فيما كانت مجموعات من قوات الكومندوس والمظليين الصهاينة تهبط بواسطة المروحيات العسكرية فوق التلال المشرفة على البلدة من الشرق والشمال والغرب.
وتواصل القصف المدفعي على الزرارية حتى الساعة السادسة صباحا، حين كانت 120 آلية مدرعة، أكثريتها من دبابات الـ "ميركافا" المزودة بمدفعية من عيار 175 ملم قد أصبحت على مداخل البلدة ومشارفها المرتفعة.
وفي الساعة السادسة والنصف بدأ لواء صهيوني مدرع ومئات "الكومندوس" والمظليين يتقدمون بصعوبة باتجاه ساحة البلدة، بفعل المقاومة الضارية التي أبداها المقاومون الوطنيون وشبان البلدة وجنود الجيش ولم يستطع جيش الاحتلال الوصول إلى داخل البلدة إلا في الساعة العاشرة وبعد معارك شرسة دارت عند مداخل الزرارية الغربي والشمالي والجنوبي - الشرقي حيث كانت ترابط وحدة الجيش، وأبلغ أبناء البلدة مراسل "السفير" محمد صالح أن القتال دار بعد ذلك من شارع إلى شارع ومن زاوية إلى أخرى والتحم المقاتلون الوطنيون مع جنود الاحتلال بالسلاح الأبيض بدليل أن العديد من الشهداء قتل نحرا، فيما سحبت قوات الاحتلال قتلاها وآلياتها التي دمرت إبان المواجهة وفخخت قوات الاحتلال المنازل المهدمة وجثث الشهداء، وألقت قنابل موقوتة في الزواريب الضيقة ولغمت حسينية البلدة الأمر الذي جعل قوة الجيش توعز للأهالي بوقف عمليات انتشال الجثث ليلا وتنصحهم بالمبيت خارج البلدة ريثما يكون قد تسنى لوحدة هندسة عسكرية الكشف على الجثث وتطهير البلدة من الألغام والمتفجرات ابتداء من صباح اليوم. وحتى ساعة متأخرة من الليل كانت مدفعية قوات الاحتلال لا تزال تقصف مشارف البلدة الغارقة في الظلام، والمنتظرة أن تشيع جثث الشهداء إلى قبر جماعي.
وكانت جثث الشهداء قد وضعت في حسينية بلدة الصرفند على أن تنقل بموكب شعبي إلى حسينية الزرارية.
وفيما المعارك على أشدها في الزرارية انقطعت الاتصالات بين وحدة الجيش وقيادتها ولم تستطع وحدة دعم، الوصول إلى البلدة وتوقفت على بعد 6 كيلومترات منها (في السكنية) حتى الساعة السادسة مساء. كما تعذر إيصال الإمدادات لأبطال المقاومة الذين فرغت ذخائرهم واستمروا يقاتلون حتى الاستشهاد.
الكيلن اعترف باغتيال 34 مواطنا وأسر أكثر من مائة ونسف 11 منزلا واحتجاز خمسة أشخاص جرحوا خلال المعارك. وأفادت المعلومات من البلدة أن معظم القتلى سقطوا دهسا داخل سياراتهم وأن بعض الشبان قتل ذبحا، وقد نهب جنود الاحتلال المنازل والمحلات التجارية ثم نسفوها.
تقرير ميداني :
مراسل السفير اللبنانية دخل الزرارية عند الساعة الخامسة مساء 11/3/1985 وكتب ما يلي: إنها جرائم تفوق كل وصف، وهي أبشع مجزرة من تلك الموصوفة، التي ارتكبها الصهاينة على مدى تاريخهم الحافل بالإجرام، سواء في دير ياسين أو صبرا وشاتيلا أو معركة أو بئر العبد … والمسلسل طويل.
ما شوهد بالعين المجردة لا يمكن وصفه حقا … قتل متعمد بجنازير الدبابات تجتاح صدور المواطنين سواء من كان منهم في سيارته، أو من استشهد ولم تكتف الهمجية الصهيونية بمصرعه فمررت دباباتها الثقيلة من طراز "ميركافا" فوق جثمانه.
الساعة الخامسة من مساء الاثنين في الحادي عشر من آذار، الشمس بدأت تنحسر عن الزرارية المقاتلة… الشهيدة، دبابات الاحتلال بدأت تتراجع من داخل البلدة لتغيب بين الوهاد والوديان آفلة إلى حيث انطلقت في أبشع حملة إرهابية ارتكبتها حتى الآن ضد قرية جنوبية محتلة منذ بدء ما سمي بحرب "القبضة الحديدية" التي أعلنتها سلطات الاحتلال على لبنان.
كنا مجموعة من الصحافيين، وقلة من سيارات الصليب الأحمر، وبينها سيارتان للجيش اللبناني، تتقدم في أثر الآليات المنسحبة، لم يكن يفصل بيننا وبين آخر دبابة تنسحب من الجهة الغربية من البلدة سوى أمتار قليلة. على المشارف الغربية للزرارية.كانت ثماني دبابات ثقيلة" ميركافا" لا تزال تتمركز وهي تطلق قذائفها ونيران رشاشاتها الثقيلة على تلال البلدة الغربية والشمالية لتغطية انسحاب قوات الاحتلال من الداخل.
إنها الدبابات نفسها التي أطلقت إحداها في الساعة الثانية عشرة ظهرا قذيفة لمنعي وأربعة من الزملاء من الوصول إلى الزرارية فيما الحملة الإرهابية على أشدها. وقد سقطت على بعد عشرة أمتار منا وسمرتنا في تلال ضهر الهوا بين أرزي والزرارية على بعد 2 كيلومتر من الأخيرة.
بقينا في الأرض بضع دقائق ونهضنا ليقول لنا سائق سيارة إسعاف كانت قربنا لقد تلقيت إنذارا باللاسلكي من الدبابات يحذرنا من التقدم مسعفين أو صحافيين، كما أنذروا سيارة إسعاف أخرى لجهة بريقع بالمصير نفسه إذا حاولت التقدم. عندها تراجعنا إلى أرزي، إلى أن عرفنا أن الصهاينة بدأوا الانسحاب من الزرارية فسارعنا إليها من جديد. على بعد كيلومتر و نصف الكيلومتر من مدخل البلدة كانت سيارة مرسيدس - 200 تحترق، أطلق عليها جنود الاحتلال قذيفة حارقة وهم ينسحبون، وكان ركابها قد تركوها منذ الصباح.
عند بداية المدخل الجنوبي للزرارية، وهو شارع عريض يخترقها حتى الشرق بطول خمسة كيلومترات تقريبا، كان الناس لم يخرجوا بعد، جنازير الدبابات المنسحبة لا تزال تهز المنازل، على يمين الطريق ثلاث سيارات (بيك أب محملة حامض وبرتقال)، (ستايشن بيجو مرسيدس)، كانت مسحوقة بجنازير الآليات لحم ركابها اختلط بحديدها، إنها 12 جثة تحولت إلى أشلاء وطفرت الدماء منها لعدة أمتار بعيدا عنها مما يدل على أنها دهست دهسا متعمدا.
بعض الشهداء هنا ذبح ذبحا ولم يقتل بالرصاص، أمكن التعرف على أسماء ثلاثة من أصحابها هم :نمر ديب، على مروة وصافي جمعة.
وعلى بعد أمتار عشرة من المذبحة الأولى، ثلاث سيارات أخرى (بيجو 404 بيضاء أوبل ريكورد صفراء - مرسيدس 190) محروقة وآثار الدم ظاهرة على جوانبها وبالقرب منها، لا يبدو فيها أية ضحية، مواطنة خرجت للتو من منزل قريب قالت :"إنها أول المذبحة.. سحب الصهاينة ركاب هذه السيارات لعند السيارات الأخرى ثم دهستهم جميعا بالدبابات فنوفر الدم".
قبل كيلومتر من أول الساحة العامة، بيت من طابقين مدمر كليا، علمنا أن صاحبه يدعى أسعد زراقط، وعلى بعد مئة متر أخرى مفترق كبير إلى الجنوب منه، وعلى مسافة 300 متر تقريبا، بيت لونه كريم دمره الصهاينة، قالت امرأة وقد بدا عدد قليل منهن يخرجن مولولات، إنه بيت رضا مروة دمرته دبابات جاءت من تحت الديور (علمنا إنها طريق تلتف حول البلدة من الجهة الجنوبية).
على بعد أمتار أخرى، تقاطع طرق، نساء يخرجن من شتى الاتجاهات، يسألن بعضهن بعض، "هل رأيت علي؟.. محمود؟ محمد، حسين" إلى آخر الأسماء المعروفة في جبل عامل، هنا أيضا منازل كثيرة دمرت حتى سادت الأرض أكثر من 400 متر مربع من منازل متلاصقة أصبحت أطلالا. إلى جانبي الطريق خمس سيارات مدمرة.. عدة محلات خلعت أبوابها ونهبت محتوياتها.
في المدخل الغربي للساحة العامة، وهي ساحة متسعة تتوسطها بركة مياه، على جانبها الشمالي دارة فخمة لصاحبها رضا مروة، شاهدت بضعة شبان يدخلون إليها جثة شهيد شاب. دقائق قليلة، وامتلأت الساحة بـ4 - 5 آلاف نسمة، لم نعرف كيف تجمعوا فجأة، وقبل لحظات كانت الساحة خاوية البعض خرج من المنازل (نساء وأطفال وشيوخ)، بعض آخر بدا يتوافد من الكروم المجاورة والأحياء الداخلية، المجتمعون نساء ورجالا فوق سن الأربعين وأطفال بين الخامسة والعاشرة، أما من هم بين العاشرة والأربعين فإما أنهم اعتقلوا أو استطاعوا الإفلات من الحملة الصهيونية.
دقائق أخرى وبدأ الشبان يظهرون، أغار النسوة عليهم تعانقنهم وتلحن بالسؤال عن ابن أو أخ أو زوج. بضعة جنود من الجيش اللبناني اختلطوا بالجمع، أسلحتهم سلبها الصهاينة. الساعة قاربت السادسة الظلام بدأ يخيم عمليات جمع جثث الشهداء اقتصرت على الساحة العامة ومداخل البلدة الثلاثة (الغربي والشمالي والشرق) حيث حصلت المواجهات الأولى.
عند المدخل الشرقي - على طريق الحمراء - بريقع بدأ الاشتباك مع الجيش وهنا استشهد الجندي محمد المؤذن من بلدة النميرية، وجرح جندي آخر ورقيب أول وآخرون لم تعرف أسماؤهم. و عند المدخل الشمالي للبلدة، وأمام مبنى مخفر الدرك وقعت معركة عنيفة واجه فيها رجال المقاومة وشبان الزرارية بأسلحتهم الصاروخية ورشاشاتهم دبابات "الميركافا"، هنا استشهد رضا علي مروة وحسان نعمة حلو وآخرون من المقاتلين.
أما المعركة عند المدخل الغربي، ويسميه أهالي البلدة البص، فكانت ضارية جدا وهنا اختلطت جثث الشهداء مع جثث المارة الأبرياء الذي كانوا يحاولون النجاة في سياراتهم من الجحيم حسب تعبير إحدى النسوة…
في الأحياء الداخلية للبلدة لم يكن أحد باستطاعته معرفة حصيلة المواجهات الضارية بين جنود الاحتلال وبين رجال المقاومة… "الوقت ظلام، وثمة متفجرات وأجسام مشبوهة تركها الصهاينة ، يجب ألا تدخلوا إلى هناك. غدا يتم الكشف الضروري وبعدها يمكن للصحافة أن تشاهد ما جرى".
بهذه الكلمات منعنا أحد الرجال في الزرارية من الدخول إلى الأحياء الداخلية التي شهدت أشرس المواجهات أظهر فيها المقاتلون الوطنيون كل ضروب البطولات.
قالت إحدى النساء:"لم أسمع في حياتي قصصا كهذه.. الشباب كانوا بسلاحهم الخفيف يواجهون الأعداء بالسلاح الذي يعرف العالم نوعيته وفتكه.. كان كل مقاتل وأحيانا اثنين، يشتبكون مع عشرات من جنود الاحتلال وآلياتهم عند كل زاوية وداخل البلدة، وفي الزواريب الضيقة حيث لا تستطيع الملالات الدخول كانت معارك السنكة (السلاح الأبيض).. قاتل الشباب حتى النهاية.. قاتلوا حتى فرغت ذخيرتهم واستشهدوا رحمة الله عليهم".
من مجمل الروايات تكتمل صورة المواجهة أمامنا.. إنها معركة انتحارية، لا مجال فيها لأحد من المواطنين للتراجع… الخيار واحد من اثنين إما الشهادة أو الأسر.. أكثر الشبان استشهدوا، أما قتلى العدو فسحبتهم معها ورقمهم على ذمة الكيان الصهيوني.
على أحد الجدران كتب جنود الاحتلال "انتقام لكل نقطة دم "إسرائيلية" ". وعلى جدار البركة في وسط الساحة كتبوا "انتقام لجيش الدفاع "الإسرائيلي".
الشهداء :
وعرف من الشهداء كل من "الجندي محمد مؤذن (النميرية) نمر دياب (بدياس)، عمر حرب، رضوان ياغي (بعلبك)، حسن موسى سرور (البازورية)، صبحي حسين معنى (طيرفلسيه)، محمد نجيب الأمين (بدياس)، أحمد خليل (بدياس) ومحمد شحادة، حسان نعمة مروة (أبو نزيه) رضا علي قاسم مروة، حسن مروة (جميعهم من الزرارية)، بالإضافة إلى وجود جثة محترقة كليا داخل سيارة بيجو، وخمس شهداء دهستهم دبابة صهيونية وهم في سيارة بيجو.
الجرحى:
وعرف من الجرحى : أحمد علي بافلاني (جندي)، أحمد مازح (جندي) قاسم حمودي (رقيب أول)، ربيع خشمان (جريح وقد أسر)، حسن علي أحمد (كفرتبنيت)، رقية عباس مروة، محمد شحرور (هونين) علي حيدر (طورا) يوسف أبو خليل (جندي) أمين مازح وأحمد مازح (طيرفلسيه) عباس محمد مروة عبد الله شحادة، حسن وعلي وأحمد وعلي و مصطفى زراقط، يحيى العلي، علي وأحمد وبلال وزاهي مروة (نقل الثلاثة الأخيرون إلى الأرض المحتلة) أما الباقون ففي مستشفى علاء الدين. <
كما عرف من الجرحى: تغريد نعمة مروة، آمال نعمة مروة، إنعام نعمة مروة، نانا قاسم مروة، حورية كجك، وحسين بدران، هناء وإكرام ومحمد وعلي وعباس وحنان رسلان، حسين قربان، موسى غزال، هشام متيرك، وعبد الله شحادة، فاطمة جمعة، حسن وبلال قشاقش (الثلاثة الأخيرون في مستشفى الراعي في صيدا).
الأسرى :
ووقع في الأسر : نعمة شريف هشام، علي محمد، زينو مروة حسن محمود هاشم، محمد محمود هاشم، أحمد حسين محيي الدين، حسن محمد مروة، طلعت الأخضر، على رضا ضاهر، الدكتور علي حمود مروة، بالإضافة إلى 20 من جنود الجيش اللبناني اعترفت سلطات الاحتلال بأسرهم.
البيوت المنسوفة :
وعرف من أصحاب المنازل التي هدمتها قوات الاحتلال: أسعد موسى زراقط، محمود العيد زراقط، أحمد جواد زراقط، علي محمد صالح، خليل قعفراني، أحمد قعفراني، علي عباس هاشم.
وعرف من أصحاب البيوت التي احترقت بفعل قذائف قوات الاحتلال كل من : عبد الله وهبي، علي عباس هاشم، هاشم هاشم، رضا خشمان، محمود متيرك، كما نسفت قوات الاحتلال مخفر الدرك حيث وقعت إحدى المعارك الضارية.
وأفادت المصادر أن الصهاينة منعوا دخول قافلة للصليب الأحمر إلى بلدة الزرارية لإسعاف الأهالي الذين استشهد مواطن منهم وأصيب عدد كبير بجروح. |
| |
|